إدلب: عملية الحياة

أخبار الصحافة

إدلب: عملية الحياة
انسخ الرابطhttps://ar.rt.com/naom

كتب الباحث السياسي قسطنطين ترويفتسيف، في "إزفستيا"، حول أسباب التصعيد في إدلب وعواقبه، وحتمية استعادة المحافظة، مع استبعاد الهجوم على مدينة إدلب حاليا.

وجاء في المقال: أصبحت كلمات "تصعيد جديد في إدلب" مألوفة في العامين الأخيرين. هذه المرة، لم يكن هناك مجرد تصعيد، إنما تغير كبير في الموقف، مع عواقب استراتيجية على المنطقة وعلى سوريا ككل.

لأول مرة، لم تكتف أنقرة بالدعم غير المباشر للإرهابيين في "هيئة تحرير الشام"؛ ولأول مرة، تقع اشتباكات مباشرة بين وحدات من الجيشين التركي والسوري، وتسفر عن خسائر بشرية من الجانبين. كما أُطلقت تهديدات مباشرة من الجانب التركي ضد الجيش العربي السوري، مع إنذار نهائي بمغادرة إدلب قبل نهاية فبراير ووعيد بغزو تركي.

التهديدات المدوية، جاءت استجابة للهستيريا التي عمت أوساط الإرهابيين والقوات الموالية لتركيا. وهي ترتبط إلى حد كبير بمخاوف من أن لا يتوقف الجيش السوري عند الحدود التي بلغها، بل يبدأ التطهير النهائي للمحافظة، ويتحرك نحو عاصمتها.

وبالفعل، ففي ظل الظروف الحالية، ليست عملية صعبة من الناحية العسكرية استعادة مدينة إدلب. ولكن لا توجد خطط لمهاجمة عاصمة المقاطعة في هذا الوقت أو في المستقبل القريب، كما أعلن الناطق باسم قيادة الجيش السوري مؤخرا. فمثل هذه العملية، يمكن أن تؤدي إلى خسائر بشرية كبيرة بين السكان المدنيين.

لا بد من حل هذه المشكلة، ولكن ليس بالوسائل العسكرية. والسلطات السورية، تدرك ذلك. في الوقت نفسه، فإن الوضع الناشئ عن هجوم الجيش السوري يفتح الطريق لحل المشكلة: فأولاً، تكبدت هيئة تحرير الشام هزيمة لن تتعافى منها. وهذا يغير الوضع في إدلب في غير مصلحتها؛ وثانياً، سيزداد ضغط سكان إدلب الأصليين على "الوافدين"، بمن فيهم أفراد القوات الموالية لتركيا وأسرهم، وسوف يضطر كثير منهم إلى مغادرة الحافظة؛ ثم، سيعقب ذلك سلسلة من المفاوضات المباشرة بين إدلب ودمشق.

المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة أو الكاتب

تويتر RT Arabic للأخبار العاجلة
موافق

هذا الموقع يستخدم ملفات تعريف الارتباط .بامكانك قراءة شروط الاستخدام لتفعيل هذه الخاصية اضغط هنا