ألكسندر بوشكين.. شاعر روسيا العظيم ذو الأصول الإفريقية
تحل اليوم ذكرى مولد شاعر روسيا العظيم ومؤسس لغة الأدب الروسي الحديث ألكسندر بوشكين (1799-1837)، والذي اختارته الأمم المتحدة كي يكون يوما للغة الروسية.
ولد بوشكين في 6 يونيو عام 1799، ودرس في أرقى المؤسسات التعليمية الروسية آنذاك، وأرسل إلى كلية الشؤون الخارجية، لكنه لم يكن مهتما بالوظيفة قدر ولعه بالإبداع، فترك بوشكين لنا ميراثا غنيا من الأدب الروسي ما بين القصائد والروايات والقصص القصيرة والنقد الفني وأدب الخطابات واليوميات والذكريات.
وكان ميلاد الشاعر الروسي الكبير، ألكسندر بوشكين، في مدينة موسكو لسيرغي بوشكين الذي كان ينتمي لعائلة نبيلة قديمة، بينما كانت والدته ناديجدا ابنة أوسيب هانيبال وماريا بوشكينا، وحفيدة أبرام هانيبال الشهير بـ "زنجي بطرس الأكبر" الذي كان أسيرا ولد باسم إبراهيم في الحبشة لأحد الأمراء الذين كانوا يتبعون السلطان العثماني، ووقع في الأسر عام 1703 وأرسلوه إلى قصر السلطان في القسطنطينية وفي عام 1704 اصطحبه السفير سافا راغوزينسكي إلى موسكو، وتم تعميده فأصبح بطرس الأكبر أباه الروحي وتربى وتعلم تحت رعايته وأصبح مهندسا عسكريا وجنرالا كبيرا في الجيش. تزوج أبرام هانيبال وأنجب أوسيب هانيبال جد الشاعر.
كتب بوشكين سلسلة من الحكايات الشعرية في الأعوام 1820-1830 تتكون من سبع حكايات موجودة في المجموعة الكاملة لأعماله: "العريس"، "حكاية الكاهن وموظفه بالدي"، "حول الدببة"، "حكاية القيصر سلطان"، "حكاية السمكة والصياد"، "الأميرة الميتة والأبطال السبعة"، "الطائر الذهبي".
كانت الشاعرية هي القالب الأقرب إلى قلب الشاعر الروسي الكبير، ومن خلالها تمكن بوشكين من الإفصاح عن مكنون موهبته المتقدة، وعرض من خلالها قيمه وقناعاته في الحياة. طرق بوشكين مواضيع الحب والجمال والحرية والصداقة والإخلاص، وأصبحت بعض قصائده التي أفردها لحب الوطن محببة وشهيرة في الوعي الجماعي الروسي، وأصبحت قصائده نموذجا حيا للطبيعة الجغرافية والإنسانية والمجتمعية لروسيا حتى يومنا هذا.
كذلك كتب الشاعر بعض القصائد في قالب الخطابات الموجهة إلى الأصدقاء والمقربين، ومن أشهر القصائد التي كتبها بوشكين: "صباح شتوي"، "أذكر تلك اللحظة الرائعة"، "أحببتك.."، حيث تميزت قصائده بخفة الميزان الشعري والقدرة اللحظية على تذكرها من القراءة الأولى.
قتل الشاعر ألكسندر بوشكين أثناء مبارزة له مع المواطن الفرنسي جورج دانتيس، حيث دعاه بوشكين للمبارزة دفاعا عن شرفه حينما تلقى الشاعر وعدد من أصدقائه عام 1837 رسائل تتحدث عن علاقة بين زوجته وبين الفرنسي دانتيس. أصيب بوشكين في المبارزة وتوفي عقب الإصابة برصاصة في بطنه، بعدما فشل أفضل أطباء روسيا في علاجه، بمن فيهم أطباء القيصر شخصيا.
المصدر: أرغومنتي إي فاكتي
محمد صالح
