الإسفين التركي يتعمق في سوريا

أخبار الصحافة

الإسفين التركي يتعمق في سوريا
انسخ الرابطhttps://ar.rt.com/i60z

تطرقت صحيفة "ايزفيستيا" لمخطط أنقره بشأن توسيع عمليتها العسكرية في سوريا لتشمل مدينتي الباب و منبج. وإعتبرت أن سيادة الدولة ووحدة الأرض، يجب أن يشكلا المبدأ الأساسي لأي تحرك.

 جاء في المقال:

في روسيا لا يعترضون على النوايا العسكرية التركية بشأن التوغل في داخل الأراضي السورية لمكافحة الإرهاب، ولكن الروس يشددون على أن أية خطوة في هذا الاتجاه يجب أن تأخذ بعين الاعتبار، أولا وقبل كل شيء، مبدأ سيادة و وحدة الارض السورية كاملة.

من جانب آخر، عبرت دمشق والأكراد كل من جهته، عن رد فعل سلبي تجاه إعلان السلطات التركية نيتها توسيع العملية العسكرية في سوريا لتشمل مدينتي الباب و منبج.

حول هذا الأمر تحدثت صحيفة "ايزفيستيا" مع أندري كليموف نائب رئيس لجنة الاتحاد الفدرالي للشؤون الخارجية، الذي أكد على "ضرورة حشد كافة القوى الممكنة من أجل القضاء على العدو الأخطر، وهو "الارهابيين"، و أن أي طرف يعمل من أجل تحقيق هذا الهدف سوف يثمن مجهوده ويسجل في إطار الفائدة العامة"، على حد تعبيره.

و أعتبر كليموف أن الجيش التركي حتى يومنا هذا لم يخرج عن هذا السياق، ولكنه شدد على ضرورة عدم النسيان، على أن الامر هنا يرتبط بوحدة وسيادة الأراضي السورية.

 وأشاركليموف إلى أن الشيء السيء في هذه القضية، هو أن تركيا تتصرف في داخل الأراضي السورية دون طلب رسمي من دمشق، لذا من المهم جدا أن لا تؤدي أي تحركات في هذا المجال، إلى انشقاق البلاد في يوم ما، بحسب تعبيره.

أما بشأن الأكراد السوريين الذين أصبحوا هدفا لهجمات الجيش التركي، أكد عضو مجلس الاتحاد على أنهم "يعملون لإنشاء الحكم الذاتي في سوريا، و ربما حتى الانفصال عنها في المستقبل، بينما أن روسيا تدعم وحدة أراضي البلاد كاملة".

من الجدير ذكره أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان صرح يوم 26 / 10/ 2016 أن أهداف العملية العسكرية التركية في سوريا هو مدينة الباب، ومن ثم بعد ذلك مدينة منبج. وأكد أردوغان في تصريحه هذا، على أن النوايا التركية لا تشمل مدينة حلب.

وفي شهر اغسطس/آب الماضي سيطرت قوات التحالف الديمقراطي السوري الذي يشكل الأكراد عماده الأساسي على مدينة المنبج التي تقع على بعد 90 كم شمال شرق مدينة حلب.

وكانت المنبج قبل ذلك، تخضع لسيطرة تنظيم "داعش"، و الذي لايزال حتى يومنا هذا يحكم سيطرته على مدينة الباب التي تبعد مسافة 35 كم عن المركز الإداري في حلب.

عبد السلام علي ممثل الحزب الكردي ـ السوري في روسيا "الإتحاد الديمقراطي" ذكر في وقت سابق للصحيفة أن "قوات التحالف الديمقراطي كانت تعتزم إحكام سيطرتها بشكل خاص على مدينة الباب، وذلك لغلق الحدود وقطع كافة سبل توريد السلاح و المعدات للإرهابيين من تركيا، وأشار أيضا إلى أنه بعد السيطرة على مدينة الباب، كان بالمستطاع المتابعة والتوجه نحو مدينة عفرين".

قوات التحالف الديمقراطي السوري لم تتمكن من إنجاز مخططها، وإنشاء "حزام كردي" على طول الحدود السورية ـ التركية، لأنه بعد عدة أيام من سيطرتها على مدينة المنبج، أعلنت تركيا عن بدء عملية "درع الفرات" ودخلت قواتها العسكرية إلى الأراضي السورية.

ويؤكد عبد السلام علي أيضا، أن ادعاء أنقره بأن هدفها تطهير الأراضي السورية من الإرهابيين وتحديدا من مدينة الباب، ليس سوى ذريعة لتغطية الأهداف المخفية، وأن هدف أنقره الحقيقي، هو الأكراد، و خاصة بعد أن كشفوا عن نيتهم التوجه غربا إلى مدينة عفرين التي يشكل الأكراد أغلبية سكانها، ويقع إلى الشمال منها قرابة 270 قرية كردية.

ومن المهم الإشارة كذلك إلى أن دمشق أيضا، لا تثق بتطمينات أنقرة بما يخص مدينة حلب.

في دمشق يعتقدون بأن استيلاء الجيش التركي على مدينة الباب سوف يتيح الفرصة لتقدم ما يسمى قوات "المعارضة المعتدلة" التي سوف يجرها الجيش التركي خلفه نحو مدينة حلب. وحول هذا الموضوع تحدثت الصحيفة مع العميد السوري المتقاعد علي مقصود الذي قال "بالتأكيد، لا يوجد أي حديث هنا عن أي حرب مع داعش. تركيا لا يمكن أن تقاتل ضد من رعتهم و احتضنتهم لفترة طويلة من الزمن. أن ما حدث في مدينة جرابلس التي بدأها الاجتياح التركي، واقعيا و بكل بساطة، هو أن عناصر تنظيم داعش خلعوا عن أنفسهم زي داعش و أعلنوا ولاءهم لراية الجيش الحر".

وأوضح العميد مقصود أن "تركيا التي تعلن عن مطالبتها دخول مدينة الباب تقصد بذلك تحقيق هدفين: الأول، منع التحالف الديمقراطي السوري من التقدم نحو عفرين، للحيلولة دون انشاء حزام كردي على طول الحدود السورية ـ التركية. والثاني، فتح مخرج باتجاه حلب. وإذا تحقق للأتراك النجاح في إنجاز مهماتهم، فإن الجيش السوري الذي يحاصر الإرهابيين في شرقي حلب سوف يتعرض للضربات من اتجاهين. اتجاه إدلب، أي يعني من جهة الجنوب الغربي حيث تتمركز جبهة النصرة، والآخر من مدينة الباب، أي من الشمال  الشرقي"، كما أكد العميد مقصود.

المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة أو الكاتب

تويتر RT Arabic للأخبار العاجلة
موافق

هذا الموقع يستخدم ملفات تعريف الارتباط .بامكانك قراءة شروط الاستخدام لتفعيل هذه الخاصية اضغط هنا