شكرا لدونالد ترامب على نزاهته

أخبار الصحافة

شكرا لدونالد ترامب على نزاهته
فيرونيكا كراشينيكوفا
انسخ الرابطhttps://ar.rt.com/j6qi

نشرت صحيفة "إيزفيستيا" مقالا للكاتبة والناشطة السياسية فيرونيكا كراشينينيكوفا عن وجه ترامب الحقيقي، وعواقب افتضاحه على روسيا والعالم.

 جاء في المقال:

 نزاهة دونالد ترامب آلت به إلى مزاح ثقيل. فبعد أن حمل مسؤولية أحداث شارلوتسفيل في أول تصريح له "جميع الأطراف، جميع الأطراف"، قرأ يوم الاثنين، وتحت ضغط من إدارته، نصا يدين فيه تحديدا جماعة "كو-كلوس–كلان"، وأنصار تفوق البيض والنازيين الجدد.

بيد أنه لم يتمكن من العيش طويلا مع هذه الحقيقة، وفي اليوم التالي عاد لتأكيد صحة تصريحه الأول عن "جميع الأطراف، جميع الأطراف"؛ مشيرا إلى أن "الجميع قالوا إن هذا التصريح كان جميلا"، وأضاف أن "أناسا بيضًا، وبيضا جدا جدا" كانوا بين المتظاهرين اليمينيين المتطرفين.

لكن، من هم هؤلاء "البيض جدا" وفقا لرؤية ترامب، والذين يؤازرون العنصريين والفاشيين الجدد وغيرهم من اليمينيين المتطرفين من أنصار نظرية "التفوق العرقي للبيض"، والذين يعارضون هدم تمثال الجنرال روبرت لي، الذي يعد رمزا لامتلاك العبيد؟

وعلى الرغم من أن تماثيل جنرالات نظام الرق الجنوبي هي في يومنا هذا عبارة عن حجارة ليس إلا، فقد تبين أن لها معانيها العميقة. انظروا ماذا يقول أحفاد-أحفاد–أحفاد جنرال الجنوب توماس جاكسون، القائد الثاني الذي يلي روبرت لي في الشهرة:" شارلوتسفيل أظهرت لنا بشكل لا لبس فيه أن التماثيل الكونفدرالية هي كالأيقونة التاريخية للعنصريين"، وتماثيل الكونفدراليين مثل تمثال جاكسون، كانت دائما رموزا ضارة، لأنها تشير إلى "تفوق البيض"، كما صرح ويليام جاكسون كريستيان ووارن إدمون كريستيان، لصحيفة "وول ستريت جورنال"، وطلبا من لجنة الاشراف على المعالم الأثرية إزالة تماثيل أسلافهما.

وبالطبع، فإن العنصرية كانت دائما موجودة في الولايات المتحدة، ولكن في إطار أشكال أكثر خفاء ودهاء. فالعنصريون على سبيل المثال عارضوا دائما نظام الضمان الاجتماعي، لأن عددا أكبر من السكان الملونين ينتفع به. والمحزن والمضحك في آن واحد، هو أن العنصريين يبدون "قلقهم" على مستقبل الملونين، لأن "السود يجب أن يحافظوا على ثقافتهم الفريدة، ولهذا يجب منعهم من الاختلاط مع الآخرين".

والفاشية كذلك، كانت دائما موجودة في الولايات المتحدة، وغيرت ألوانها للتكيف مع الوضع السياسي. ولعل أفضل وصف لهذه العملية قدمه الباحث الامريكي مارتن لي في كتاب "الفاشية: التقمص. من جنرالات هتلر إلى النازيين الجدد والمتطرفين اليمينيين".

وحتى وقت قريب لم يخرج اليمنيون المتطرفين إلى المواجهة المكشوفة، إلى ذلك المستوى الذي نشاهده اليوم. وكانت لهم مواردهم غير المعروفة على شبكة الإنترنت ومنظمات صغيرة العدد.

ولكن ستيفن بانون، صاحب إيديولوجية "البديل–اليميني"، لعب دورا رئيسا في عملية تنظيم وانتشار دعاية التيار اليميني المتطرف، وذلك بعد أن عينه الرئيس ترامب مستشارا استراتيجيا له في البيت الأبيض، وهو من استنهض اليمينين المتطرفين من جديد.

أما نحن في روسيا، فكان لدينا الكثير من الأوهام حول ترامب، ولكنه، في الحقيقة، هو بنفسه ساعدنا على التخلص من الجزء الأكبر منها، وخاصة بعد قصفه سوريا وفرض عقوبات جديدة على روسيا وزيادة حجم الميزانية العسكرية الأمريكية على الرغم من ضخامتها. وأخيرا بوقوفه الواضح إلى جانب إيديولوجية الحقد والعنف والعدوان – لقد سقط القناع تماما عن وجه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

وشكرا له لصدقه ونزاهته، وسوف نأخذ هذه المواصفات بعين الاعتبار في إطار عملنا.

  ترجمة وإعداد:ناصر قويدر

المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة أو الكاتب

موافق

هذا الموقع يستخدم ملفات تعريف الارتباط .بامكانك قراءة شروط الاستخدام لتفعيل هذه الخاصية اضغط هنا

بوتين من الصين: لا خطط حاليا لتحرير خاركوف