البريطانيون يفاضلون بين الشرور

أخبار الصحافة

البريطانيون يفاضلون بين الشرور
مجسم كاريكاتوري لرئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي في دوسلدورف، ألمانيا، 4 مارس 2019
انسخ الرابطhttps://ar.rt.com/lkkw

"لا مخرج: البريطانيون أمام أحد خيارات بريكسيت"، عنوان مقال يكاتيرينا بوستنيكوفا، في "إزفستيا"، حول فشل آخر مرتقب لتيريزا ماي في تمرير صفقتها في مجلس العموم.

وجاء في المقال: الثلاثاء 12 مارس، سيجري التصويت في مجلس العموم حول اتفاقية "محدّثة" بين الحكومة البريطانية وقيادة الاتحاد الأوروبي بشأن انسحاب بريطانيا من الاتحاد. إذا فشلت الصفقة للمرة الثانية، فسيقرر البرلمانيون ما إذا كانوا سيغادرون الاتحاد الأوروبي من دونها، أم سيؤجلون خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي إلى موعد لاحق. السيناريوهات المقترحة، جميعها، تسبب الاستياء في المؤسسة البريطانية: فلم يؤيد ممثلو مجلس العموم والبرلمان الأوروبي، الذين قابلتهم "إزفستيا" أي خيار تأييدا كاملا، ما يعني أن المسألة ستكون في الأيام القادمة اختيار أهون الشرور. 

يرى الاتحاد الأوروبي في خروج بريطانيا من دون اتفاق كارثة حقيقية. وهكذا يرى الأمر تقريبا العديد من النواب في مجلس العموم البريطاني، أيضا.

ووفقا للخبراء، فإن عدم التوصل إلى اتفاق سينعكس على اقتصاد بريطانيا، في المقام الأول، لأن هذا يعني أن المملكة المتحدة سوف تكف، في الـ 29 من مارس، عن أن تكون جزءا من السوق المشتركة والاتحاد الجمركي، وتفقد الاتفاقات التجارية الحالية مع دول خارج الاتحاد الأوروبي صلاحيتها، وسوف تقوم التجارة مع الاتحاد الأوروبي نفسه، وفق قواعد منظمة التجارة العالمية، كما سوف تظهر خدمة الجمارك والتأشيرات على الحدود.

وبالتالي، فسوف يؤدي "الخروج" إلى انخفاض الناتج المحلي الإجمالي للبلاد،  في غضون 15 عاما، حوالي 9%، كما يقول الخبراء. ونتيجة لذلك، سيزداد العجز في ميزانية الدولة إلى 111 مليار دولار، وسوف ينخفض سعر صرف الجنيه البريطاني بنسبة 25 %، ويتضاعف معدل البطالة، ويختل النقل، كما سيؤدي خضوع السلع للرقابة الجمركية إلى مشاكل في البنية التحتية للحدود.

في مثل هذه الحالة، يرجح تأجيل موعد خروج بريطانيا إلى تاريخ لاحق، وذلك ما يجري الحديث عنه بشكل متواتر في الدوائر السياسية البريطانية، في الشهرين الأخيرين. علما بأن المادة 50 من معاهدة لشبونة تلحظ مثل هذا السيناريو. إلى ذلك، فالمفوضية الأوروبية تحدثت مرارا عن أن هذا الخيار ممكن بطلب من القيادة البريطانية وموافقة جميع أعضاء الاتحاد الأوروبي. وقد أعلنت تيريزا ماي، رداً على مطالب مؤيديها ومعارضيها، أن تأجيل خروج بريطانيا لن يحل المشاكل القائمة، فهو يؤخر فحسب اتخاذ القرارات المؤلمة. ومع ذلك، تغدو هذه الخطوة أكثر احتمالا، يوما عن يوم.

المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة أو الكاتب

تويتر RT Arabic للأخبار العاجلة
موافق

هذا الموقع يستخدم ملفات تعريف الارتباط .بامكانك قراءة شروط الاستخدام لتفعيل هذه الخاصية اضغط هنا