فرص نجاح مؤتمر مراكش
"الأمم المتحدة نظمت الهجرة ووحدتها" عنوان مقال غالينا دودنا ودينا مارغانوفا، في "كوميرسانت" عن المؤتمر الدولي المنعقد في المغرب حول الهجرة ورفض عدد من الدول مقدما توقيع معاهدة.
وجاء في المقال: سيُفتتح اليوم في مراكش تحت رعاية الأمم المتحدة مؤتمر دولي، ينتظر منه اعتماد أول معاهدة عالمية بشأن الهجرة. إنما، وعلى الرغم من أن تشريع الهجرة الدولي الحالي قد عفا عليه الزمن منذ زمن طويل، إلا أن الموافقة على المبادرة الجديدة تحولت إلى مهمة غير قابلة للحل: فقد أعلنت عشرات الدول أنها لا تنوي التوقيع على هذه المعاهدة، وقد وضع عدد من الدول الأوروبية الوثيقة على حافة أزمة حكومية.
جاء أول رفض للمشاركة في المعاهدة قبل إعداد نصها: ففي ديسمبر 2017، أعلنت الولايات المتحدة رسميا أنها لن توقع عليها. عللت إدارة دونالد ترامب ذلك بعدم تماشيها إطلاقاً مع سياسة الهجرة في البلاد. بعد الموافقة على اتفاقية الهجرة من قبل الدول الأعضاء في الأمم المتحدة في يوليو، بدأت قائمة البلدان الرافضة قبولها تنمو.
وفي الصدد، قالت الخبيرة في مجلس الشؤون الدولية الروسي، الباحثة في مركز القضايا العالمية بمعهد موسكو الحكومي للعلاقات الدولية، إلينا أليكسيينكوفا، لـ"كوميرسانت: " تقوم هذه المعاهدة على مفهوم حماية حقوق الإنسان، بغض النظر عن منبته، وتفرض على الأطراف المستقبلة التزامات معينة بحماية حقوق المهاجرين، أما دول المنبع فأقل تكليفا بأي التزامات. من المستبعد أن تشكل (المعاهدة) خطوة هامة نحو التنظيم العالمي للهجرة، خاصة وأن عددا من البلدان المستقبلة الهامة لن تصادق عليها".
وأشارت أليكسيينكوفا إلى أن روسيا لم تصادق بعد على اتفاقية الأمم المتحدة للعام 1990 بشأن حقوق العمال المهاجرين وأفراد أسرهم "بسبب أن البلدان المستقبلة تتحمل مسؤوليات أكبر بكثير من دول المصدر". وبدلاً من ذلك، تسعى موسكو إلى تنظيم تدفقات الهجرة بمفردها، وقبول عدد قليل للغاية من اللاجئين، وتحديد فئات "مفضلة" للمهاجرين والعمل على قضايا الهجرة مباشرة مع الدول الشريكة، بدلاً من أن تكون تحت مظلة الاتفاقيات الدولية. "لذلك، فلا مصلحة لروسيا في توقيع معاهدة عالمية ذات طبيعة ملزمة. بالنسبة لروسيا، يمكن أن يتحول ذلك إلى سبب آخر للنقد والعقوبات الدولية في المستقبل".
المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة أو الكاتب
