بين الشرين يختارون الأوسط
تحت العنوان أعلاه، كتبت ايلينا تشيرنينكو وفلاديمير سولوفيوف، في "كوميرسانت"، حول الدعوة إلى تحييد جيران روسيا بالمعنى الحرفي للكلمة.
وجاء في المقال: اليوم، سيتم، في موسكو، تقديم "تقرير خبرة" عن حلول لمشكلة "الدول الوسطى": أذربيجان، وأرمينيا، وبيلاروسيا، وجورجيا، ومولدوفا وأوكرانيا.
وقد أجريت الدراسة بمبادرة من شركة RAND الأمريكية، بالتعاون مع المكتب الإقليمي لمؤسسة فريدريش إيبرت الألمانية للتعاون والسلام في أوروبا. وشارك في المشروع خبراء ومسؤولون متقاعدون من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وروسيا و"البلدان الوسطى".
يرى واضعو الدراسة أن التنافس على هذه الدول بات من أهم أسباب المواجهة بين روسيا والغرب. وفي رأيهم، لا يمكن تخفيف التوتر إلا بمراجعة النظام الإقليمي في هذه المنطقة. ويعرضون، في تقريرهم، على "الدول الوسطى" "الطريق الثالث"، أي الحياد تحت ضمانات أمنية دولية. فوفقا للخبراء، لا فائز في الصراع من أجل التأثير في هذه الدول.
تم تقديم التقرير في باريس وواشنطن، أولا. وفيما عبّر مسؤولون روس اطلعوا عليه، لـ"كوميرسانت" عن أنه "يحتوي على نواة عقلانية"، وصف أحدهم واضعي التقرير بـ"السذج"، وقال آخر إن مقترحاتهم "غير قابلة للتحقيق إطلاقا في الظروف الحالية".
وهم لا يرون مزايا في الوضع المحايد لأرمينيا وبيلاروسيا، وليسوا مستعدين لتصديق أن الغرب سيتخلى عن التطاول على فضاء ما بعد الاتحاد السوفيتي.
إلى ذلك، فواضعو التقرير أنفسهم يعترفون بأن مراجعة النظام الإقليمي على المدى القصير أمر قليل الاحتمال، ولكنهم واثقون من أن "مثل هذه الفرصة قد تتاح في المستقبل، لأن الوضع سوف يزداد سوءا بمرور الوقت، وقد تدرك الدول المهتمة في نهاية المطاف أنها تدفع ثمناً باهظًا للحفاظ على الوضع الراهن".
وفي الشهر القادم، قد تظهر فرصة لتطبيق أساليب جديدة على المشكلات القديمة. فوفقا لمعطيات "كوميرسانت"، من المقرر عقد مؤتمر في فيينا يتناول هذه المسألة في نهاية مارس، بمبادرة من السلطات المولدوفية.
المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة أو الكاتب
