"فاغنر".. من أين جاء لقب المجموعة التي تصدرت العناوين خلال الأيام الماضية؟

أخبار العالم

مؤسس مجموعة "فاغنر" يفغيني بريغوجين (صورة أرشيفية)
انسخ الرابطhttps://ar.rt.com/vl7y

شغلت مجموعة "فاغنر" أو من يسمونهم أحيانا "الموسيقيين" أو "الأوركسترا" عناوين وسائل الإعلام العالمية بعد محاولتها التمرد المسلح في 24 يونيو.

ولعل السؤال الأكثر طرحا خلال الفترة الماضية كان حول السر في تسمية المجموعة بـ "فاغنر"، ومن هو "فاغنر"، ولماذا أطلق عليهم لقب "الموسيقيين" أو "الأوركسترا".

لقد سميت مجموعة "فاغنر" بهذا الاسم نظرا للقب القائد العسكري الأول لها دميتري أوتكين، والذي كان لقبه "فاغنر"، تيمنا بالمؤلف الموسيقي الألماني ريخارد فاغنر.

 ولد ريخارد فاغنر في لايبزيغ الألمانية 22 مايو 1813، وهو الابن التاسع لموظف مدني في شرطة المدينة يدعى كارل فريدريخ فاغنر، توفي بعد 6 أشهر من ولادة ابنه الأخير، فنشأ ريخارد في كنف زوج والدته الممثل والكاتب المسرحي لودفيغ غيير.

بعد إكمال دراساته في جامعة لايبزيغ، وبعد تأليفه أوبراته الثلاث: لوينغيرين والهولندي الطائر وتانهويزر، وبعد أن بلغ حد انتقاداته السياسية للحكام والنبلاء أن حظر وجوده على أراضي ألمانيا، توجه فاغنر إلى فايمار وعاش فترة مع المؤلف الموسيقي الهنغاري فرانز ليست، ووقع في غرام ابنته كوزيما وتزوجها في وقت لاحق. ثم غادر إلى سويسرا حيث طلب العيش في كنف تاجر ثري هو ويزيندوك، وبعد أن استقر به المقام في داره حتى أغوى زوجته ماتيلدا التي كتب بعد ذلك أوبرا تريستان وإيزولده.

تفرد فاغنر عمن سواه من المؤلفين الموسيقيين بكونه مثقفا رفيعا واسع الثقافة والمعرفة، حيث كان موسيقيا مفصليا شكلت أعماله منعطفا تاريخيا في موسيقى القرن التاسع عشر، وكان شاعرا يكتب أشعار وحوارات الأوبرات التي يضعها، والتي مزج بيها بين رومانسية القرن التاسع عشر والملاحم البطولية في الفولكلور الألماني.

ولعل أهم وأكبر أعماله هو سلسلة من أربع أوبرات المعروفة اختصارا باسم "خاتم النويبيلونغن" أو "الخاتم"، والتي تتكون من أربع أوبرات مدة كل منها حوالي 4 ساعات، ليفتح فاغنر بذلك آفاقا جديدة في الموسيقى الكلاسيكية، ويحدث أثرا ثوريا في الموسيقى الأكاديمية الغربية قاطبة.

وقد حقق فاغنر حلمه بوضعه تلك الأوبرات في دار أوبرا شيدت خصيصا كي "تليق بعظمة العمل الفني".

وعلى الرغم من مكانة فاغنر الرفيعة في عالم الموسيقى الكلاسيكية، إلا أن أعماله محظورة رسميا في إسرائيل، نظرا لآرائه المعلنة في يهود عصره، وهو ما أعجب هتلر، ووجد فيه "صوت ألمانيا ضد أعدائها اليهود"، بل واتخذت سلسلة أوبرات "الخاتم" من اليهود أشرارا لحكاياتها الأسطورية، دون أن يرد في أي منها تعريف شخصيات معينة بأنها يهودية.

وعودة إلى مجموعة "فاغنر"، والسر وراء تسميتهم بـ "الأوركسترا" و"الموسيقيين"، فلا شك أن انسجام المجموعة والتنسيق الرفيع بينها، وقدرتها على أداء المهام بسرعة وكفاءة وفعالية في أحلك وأصعب وأعقد الظروف، جعل من أدائها ما يشبه أداء الأوركسترا في صرامته وانضباطه وانصياعه المطلق والآني لقائد الأوركسترا "المايسترو"، وجعل منهم ما يشبه "الأوركسترا" المتآلف الذي يتكون من مجموعة متناسقة من "الموسيقيين".

المصدر: RT

موافق

هذا الموقع يستخدم ملفات تعريف الارتباط .بامكانك قراءة شروط الاستخدام لتفعيل هذه الخاصية اضغط هنا