خبير يتحدث عن حاضر سوريا ومستقبلها

أخبار الصحافة

خبير يتحدث عن حاضر سوريا ومستقبلها
سوريا هادئة- الطريق إلى معرض دمشق الدولي
انسخ الرابطhttps://ar.rt.com/j76d

ما الذي ينتظر سوريا بعد نهاية الحرب الأهلية؟ وكيف ستنتهي هذه الحرب؟

كتب فيتالي تسيبليايف:

التقت صحيفة "أرغومينتي إي فاكتي" مدير مركز دراسات الشرق الأوسط وآسيا الوسطى سيمون بغداساروف، وطرحت عليه بعض الأسئلة عن تطور الأحداث في سوريا بعد النجاحات، التي حققتها القوات الحكومية في سوريا وإنشاء مناطق وقف التصعيد.

خبير يتحدث عن حاضر سوريا ومستقبلهاسيمون بغداساروف

يقول الخبير بغداساروف: تستمر العمليات العسكرية في سوريا، وخاصة في المناطق التي كانت إلى وقت قريب تحت سيطرة الإرهابيين. كما أنها تستمر في محافظة دير الزور المجاورة للعراق والغنية بحقول النفط والغاز، حيث يقاتل الجميع ضد الجميع - القوات الحكومية السورية المدعومة بطائرات القوة الجو-فضائية الروسية، ما يسمى "الجيش السوري الجديد" المدعوم من جانب الولايات المتحدة والتشكيلات الكردية، عموما كل من يريد تقاسم تركة "داعش". ومن الصعب تحديد فترة استمرار هذه المعارك، ولكني أعتقد أنها لن تقل عن عدة أشهر.

وهناك في محافظة إدلب والمناطق المجاورة الواقعة شمال-غرب سوريا، تشكيلات وقعت اتفاق أستانا. وهذه التشكيلات يمكن أن نسميها الموالية لتركيا. صحيح ألا وجود في هذه المناطق لمعارك نشطة، ولكن فيها عدد كبير من المسلحين. عددهم في إدلب فقط يقدر بـ 50-70 ألفا. وتحدث أحيانا انتهاكات لاتفاق الهدنة، وغير واضح إلامَ ستؤدي مستقبلا.

أما مناطق شمال–شرق سوريا، فمعظمها تقع تحت سيطرة حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي. وضمن هذه المناطق الجزء الأكبر من حوض الفرات ومحطتا توليد الطاقة الكهربائية وكذلك حقول النفط والغاز. وتدور المعارك حاليا في الرقة حيث تمكنت قوات سوريا الديمقراطية من السيطرة على 50 في المئة من الأراضي، التي يخطط لإجراء انتخابات بلدية فيها خلال شهر سبتمبر/أيلول المقبل. أي ستصبح هذه المناطق مستقلة عن دمشق. وقد تسربت معلومات تفيد بأن الأمريكيين ينوون عقد اتفاق عسكري–سياسي مع سلطات هذه المناطق لتوثيق الوجود الأمريكي فيها، وخاصة أنهم يمتلكون فيها عشرات المواقع العسكرية والبنى التحتية.

وأضاف بغداساروف: لا يمكن الحديث عن انتهاء "داعش"، لأنه لا يزال يسيطر على مساحات ليست صغيرة. والشيء نفسه يشمل "جبهة النصرة". لذلك، أنا أعتقد أن تحرير الرقة سوف يستغرق فترة شهرين، وتطهير المناطق الأخرى المجاورة من الإرهابيين نصف سنة. وعموما سيكون من الصعب جدا القضاء على "داعش" بصورة كاملة لأن مجموعات صغيرة ستبقى حتما مختفية وستعلن عن نفسها بين فترة وأخرى.

ما الذي سيحدث لاحقا: تسوية سياسية، تقاسم السلطة، الذي من شأنه تهدئة الأطراف المتحاربة ويؤدي إلى نهاية الحرب الأهلية. أم الانتصار التام على خصوم الأسد وسيطرته على عموم سوريا؟

في هذا الصدد يقول بغداساروف: الحديث عن استعادة السيطرة سابق لأوانه. لأن الجميع يدركون أن المناطق الشمالية-الشرقية من سوريا حيث يرابط الأمريكيون هي في الواقع مستقلة ولن تخضع لدمشق لاحقا. صحيح أن حكومة الأسد تمكنت من توسيع الأراضي التي تخضع لسيطرتها، حيث أصبحت تزيد عن نصف مساحة البلاد بعد الدعم الروسي، كما أن موقع الرئيس نفسه قد تعزز. ولكن هذا لا يعني أنه لن يتعرض إلى محاولات لإطاحته من جديد.

كما أن من الصعب التنبؤ بتصرف الأمريكيين مستقبلا، وماذا يهدفون من تعزيز "قوات سوريا الديمقراطية"؟ والتي يوجد ضمن تشكيلاتها أكثر من 100 ألف مقاتل كردي.

قبل فترة قال وزير الدفاع الأمريكي إنهم سيسحبون الأسلحة الثقيلة من الكرد بعد تحرير الرقة. أما الآن فإنهم وعدوا بتسليح الكرد بعد تحرير الرقة. ما الهدف؟ وضد من؟ إن شعار "الأسد يجب أن يرحل" يمكن أن يظهر في أي لحظة في جدول الأعمال. ومن أجل ذلك يكفي أي استفزاز جديد عن "هجوم كيميائي" لكي توجه وسائل الإعلام العالمية الاتهام إلى حكومة دمشق.

ترجمة وإعداد: كامل توما

المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة أو الكاتب

تويتر RT Arabic للأخبار العاجلة
موافق

هذا الموقع يستخدم ملفات تعريف الارتباط .بامكانك قراءة شروط الاستخدام لتفعيل هذه الخاصية اضغط هنا

مراسم تشييع الرئيس الإيراني الراحل ورفاقه في مدينة تبريز