بالتيتانيوم ترد موسكو على واشنطن

أخبار الصحافة

بالتيتانيوم ترد موسكو على واشنطن
منتجات التيتانيوم الروسية تستخدمها شركات صناعة الطائرات الغربية
انسخ الرابطhttps://ar.rt.com/jft3

تناول غيورغي أساتريان في "إيزفيستيا" مطالبة البرلمانيين الروس بفرض قيود على التعاون مع الولايات المتحدة في مجال الفضاء.

كتب أساتريان:

يؤيد أعضاء مجلس الاتحاد الروسي مشروع قانون بشأن فرض حزمة عقوبات جديدة ضد الولايات المتحدة، والذي يجري إعداده حاليا في مجلس النواب الروسي (الدوما). ويتضمن مشروع القانون المذكور تقييد التعاون مع الولايات المتحدة في مجال الفضاء، وتصدير عنصر التيتانيوم الروسي (الذي تستخدمه بوينغ وإيرباص) إلى الولايات المتحدة. هذا ما صرح به للصحيفة نائب رئيس لجنة الشؤون الدولية في مجلس الاتحاد أندريه كليموف.

وقد أشار السناتور الروسي إلى ضرورة أخذ جميع الأمور بالحسبان لكيلا تتضرر الشركات والمؤسسات الروسية.

وعلق كليموف على إعداد مشروع القانون الحالي وصياغته في الدوما، للرد على العقوبات الجديدة، التي فرضتها واشنطن على روسيا؛ قائلا: "بصورة عامة، نحن نساند مشروع القرار الذي يعده مجلس النواب، ونرى أن من الضروري أخذ كل التفاصيل بالاعتبار". وإن "ردنا على تصرف الولايات المتحدة غير الودي يجب أن يكون منتظما، ومشروع القانون الذي تعده الدوما يتميز بالانتظام، لأنه موجه ضد جهات معينة".

بالتيتانيوم ترد موسكو على واشنطناندريه كليموف

وأضاف كليموف أن "روسيا تمتلك أدوات وإمكانات غنية للرد على الولايات المتحدة. ومع ذلك يجب أن يتم موازنة وتحليل جميع الردود بدقة، لكيلا يكون لها مردود عكسي. فالولايات المتحدة تستورد من روسيا مواد وسلعا مختلفة بما فيها التيتانيوم. ولكن، يعمل في هذا المجال مواطنون روس، أي لا يمكننا إلغاء مثل هذه الصفقات. كما أن هناك صفقات في مجالات عديدة ذات فائدة متبادلة، وهناك أخرى نستطيع عبرها تحقيق ردنا على العقوبات الأمريكية"، - بحسب أندريه كليموف.

ويذكر أن التعاون بين البلدين في مجال الفضاء بدأ عام 1962. وعلى الرغم من المواجهات بينهما، تم عام 1975 لأول مرة التحام المركبة الفضائية السوفيتية "سويوز" والأمريكية "أبولو" في الفضاء. وقد ازداد هذا التعاون وتوسع وأصبح منتظما في تسعينيات القرن الماضي؛ ما أثمر عن إنشاء المحطة الفضائية الدولية.

وهناك عامل روسي آخر للتأثير في قطاع الفضاء الأمريكي، حيث إن شركات صناعة الطائرات في الغرب مرتبطة بصورة جدية بالتيتانيوم الروسي ومنتجاته. فوفق تقديرات مختلفة، تورد موسكو 40-60 في المئة مما تحتاجه بوينغ وإيرباص في إنتاجها. كما أنه سيكون من الصعب جدا تنظيم الرحلات الفضائية الأمريكية من دون التكنولوجيا الروسية.

 غير أن مصدرا مقربا من قطاع الصناعات الفضائية-الجوية، صرح للصحيفة بأن من السابق لأوانه الحديث عن طرح مشروع قانون يأخذ بالحسبان مجمل مصالح الشركات الروسية، ولا سيما أن "المصانع الروسية تهدف إلى خلق شراكة مع الدول الرائدة في العالم، وهذا لا يمس الاقتصاد فقط، بل وهيبة الدولة، حيث إن الصناعات الروسية بغض النظر عن العقوبات أثبتت للعالم قدراتها في أسواق التكنولوجيا. فمثلا تصدر الشركات الروسية منتجات التيتانيوم إلى 48 دولة، ولديها حاليا 350 طلبية من مختلف الدول. وإن من بين شركات صناعة الطائرات التي تستخدم المنتجات الروسية " Boeing, EADS, Embraer, UTAS, Messier-Bugatti-Dowty, Rolls-Royce, Safran, Airbus, Pratt & Whitney ". وإن الجزء الأكبر من منتجات التيتانيوم المستخدمة في "بوينغ-787 دريم لاينر" تصمَّم وتنتَج في روسيا بالذات"، - كما أوضح المصدر.

بالتيتانيوم ترد موسكو على واشنطنطائرة بوينغ 787

هذا، وإن العلاقات بين الشركات الروسية والأجنبية لا تقتصر على مجال الفضاء فقط، بل تشمل أيضا محركات الاحتراق الداخلي المستخدمة في صناعة الشاحنات والسيارات.

لذا، فإن مشروع القانون بشأن حزمة العقوبات يجب أن يحظى بموافقة قطاعات واسعة. ومع ذلك، يمكن القول إن المشروع، الذي يجري العمل عليه، قد يتضمن ردا قاسيا جدا.

ترجمة وإعداد كامل توما

المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة أو الكاتب

موافق

هذا الموقع يستخدم ملفات تعريف الارتباط .بامكانك قراءة شروط الاستخدام لتفعيل هذه الخاصية اضغط هنا

بوتين من الصين: لا خطط حاليا لتحرير خاركوف