الصين تحتل أوروبا بهدوء

أخبار الصحافة

الصين تحتل أوروبا بهدوء
انسخ الرابطhttps://ar.rt.com/kjdg

"هجوم صامت. الصين تدخل الاتحاد الأوروبي لتحل محل الولايات المتحدة"، عنوان مقال فاسيلي كولتاشوف، في "أوراسيا إكسبرت"، حول استغلال الصين للخلافات الأمريكية الأوروبية.

وجاء في مقال مدير مركز الدراسات السياسية، كولتاشوف: تصاعد التناقضات بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، يقلق بشدة نخب العالم القديم. يبحث "الأوروقراط" عن طرق لتأخير أو إضعاف الحرب التجارية الجارية مع الولايات المتحدة. في هذه الأثناء، يشعر الأوروبيون بقلق متزايد من القوة الجديدة- الصين. فتوسعها الاقتصادي، وخططها لفتح طرق لـ"الدخول إلى أوروبا"، ونشاطها في شراء الشركات الأوروبية، يوضح أن الاتحاد الأوروبي كان غارقا في قضايا صغيرة لزمن طويل، وقد فاتته أشياء أهم. لقد فوتوا اللعبة الصينية.

تزامنت نهاية الموجة الثانية من الأزمة وبداية الانتعاش مع وصول ترامب إلى السياسة الكبيرة. عادت الحمائية المباشرة والحازمة إلى الممارسة العالمية. تم إخضاع البضائع من الاتحاد الأوروبي والصين وروسيا في وقت واحد إلى إجراءات تقييدية. من هنا خلصت بكين إلى ضرورة تعزيز نفوذها في أوراسيا والاتحاد الأوروبي وعلى عتباتهما. وأن الاتحاد الأوروبي يجب أن لا يخرج عن طريق "التجارة الحرة".

لدى الصين، بمواردها المالية الضخمة، فرصة لاستغلال نقاط الضعف في "البيت الأوروبي المشترك"، التي اعتادت برلين وبروكسل حساب مرابحها لنفسيهما. تتمثل نقاط الضعف هذه في عدم وضوح هياكل الاتحاد الأوروبي، ووجود مراكز، إلى جانب هوامش مضطهَدة فاقدة الأمل في التنمية.

في بكين، درسوا التناقضات الأوروبية وانتظروا اللحظة التي انهارت فيها كتلة ألمانيا مع الولايات المتحدة بمساعدة بريطانيا كشريك محفّز. أصبح من الصعب على ألمانيا الحفاظ على السيطرة على العمليات في أوروبا. ترى أوساط الأعمال والبيروقراطية الصينية اللحظة ممتازة لتفعيل الدخول إلى أوروبا، المنطقة التي ولدت فيها الرأسمالية العالمية وازدهرت، ما ألحق الكثير من المآسي بالصين الإقطاعية.

تسعى الصين، من خلال جميع التناقضات، لدخول الاتحاد الأوروبي بطريقة خفية وقيادتها بدلا من الولايات المتحدة. فالقيادة الصينية، مع كل اعترافاتها بالحب لـ "التجارة الحرة"، تنتهج الحمائية. ببساطة هذه حمائية بعيدة الحدود.

والآن، تقف الصين في هيئة خروف عند بوابات "البيت المشترك" النيوليبرالي، الذي قاتل بكل شراسة طوال هذه السنوات ضد روسيا... سيكون من المنطقي للدول الأوروبية أن تثير قضية إزالة جميع النزاعات الداخلية بانتهاج خطة توحيد جديدة، من شأنها خلق الظروف لتنمية الجميع ولا تستثني روسيا. لكن هل هذا ممكن؟ على الأرجح. يجب، بداية، أن تعبر الأزمة العالمية موجة أخرى، وأن تعبّر الصين والولايات المتحدة عن المزيد من مطامعهما.

المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة أو الكاتب

تويتر RT Arabic للأخبار العاجلة
موافق

هذا الموقع يستخدم ملفات تعريف الارتباط .بامكانك قراءة شروط الاستخدام لتفعيل هذه الخاصية اضغط هنا