باحث مصري يشرح خطط روسيا وحلف الناتو لربح حرب أوكرانيا

أخبار العالم

باحث مصري يشرح خطط روسيا وحلف الناتو لربح حرب أوكرانيا
أوكرانيا
انسخ الرابطhttps://ar.rt.com/tnj1

قال الباحث المصري المتخصص فى الشؤون الخارجية، مصطفى السعيد، إن التكتيكات العسكرية الروسية تنسجم مع معاركها على الجبهات الاقتصادية والسياسية والإعلامية.

وأضاف السعيد "أنها تختلف كثيرا عن خطط وتكتيكات حلف الناتو، بل ليس لها سابقة في حروب أفغانستان والعراق وسوريا، فالتكتيكات العسكرية الأمريكية تعتمد على أسلوب "الصدمة والرعب"، وتتمثل في ضربات مكثفة وسريعة على المراكز الحيوية لإحداث أوسع دمار وشلل في حركة الخصم، تواكبها حملة إعلامية تحبط أي قدرة على المقاومة، ثم إحتلال المدن والمواقع الحيوية، ومنها تفرض سيطرتها على الدولة".

وتابع السعيد لـRT: "كانت الولايات المتحدة قد حققت نجاحا ساحقا وسريعا في بداية حربيها في أفغانستان والعراق، لكنها بدأت تهتز مع عجزها المتزايد عن فرض سلطتها على الأطراف، التي إنطلقت منها المقاومة، وزحفت بالتدريج لتحاصر القوات الأمريكية وحلفائها في المدن والقواعد العسكرية، وتنصب الكمائن وتزرع العبوات والألغام، وتنال من معنويات العسكريين، لتفقد السيطرة تدريجيا، ولا تجد سبيلا سوى الإنسحاب والهزيمة".

وأضاف: "كانت أوكرانيا مهيأة لجر روسيا إلى حرب استنزاف مماثلة تؤدي إلى هزيمة مؤكدة، خاصة أنها تتمتع بمساحات كبيرة مأهولة وعدد كبير من السكان يزيد على 43 مليون نسمة موزعين على آلاف المدن والبلدات والقرى، مع كميات هائلة من الأسلحة المتطورة، ودعم عسكري ولوجيستي غير مسبوق من الدول المجاورة وحلف الناتو والإتحاد الأوروبي، والميزة الأكبر كانت تدريب عشرات الآلاف من قوات عقائدية قومية متطرفة، منها كتائب آزوف والقطاع الأيمن، وتتمتع بقدرة عالية على الصمود وتحمل الخسائر، وتتفوق على مثيلاتها من الجماعات المسلحة الأخرى مثل "القاعدة" و"داعش" و"النصرة" بمستوى تعليم وتدريب مرتفع. وبينما كانت التقديرات لعدد الجيش الأوكراني تتجاوز 250 ألفا بقليل، إلا أن الرئيس الأوكراني أعلن أن قوات أوكرانيا تبلغ 700 ألف مقاتل، وكان الأمين العام لحلف الناتو ينس ستولتنبرغ قد أعلن في مارس الماضي أن الحلف درب عشرات الآلاف من المقاتلين الأوكرانيين".

وتابع السعيد: "كان حلف الناتو قد أعد العدة مبكرا لإلحاق الهزيمة بروسيا، وتخلص من نقطة ضعفه المتمثلة في حرب مباشرة، تؤدي إلى حرب عالمية وربما نووية، وإلى ضربات لقواعد الحلف في أوروبا وخارجها، ويخسر أعدادا ضخمة من المقاتلين تدفع الرأي العام إلى رفض الحرب، فمن سيقاتل ويتحمل الخسائر البشرية هي الكتائب القومية الأوكرانية شديدة التطرف وصعبة المراس، التي جرى تأهيلها فكريا ونفسيا وعسكريا على مدى 8 سنوات على الأقل، وتجيد حرب المدن، وهي من تولت تنظيم الانقلاب وخلع الرئيس الأوكراني المنتخب فيكتور يانوكوفيتش عام 2014، وهاجمت الأقاليم الجنوبية المؤيدة له، ذات الأغلبية الروسية والمتحدثين باللغة الروسية".

وأردف بالقول: "كان على القوات الروسية أن تهاجم أوكرانيا بضعف عدد الجيش الأوكراني حتى تتمكن من السيطرة على تلك الدولة الكبيرة، لكن الهجوم الروسي بدأ بنحو 150 ألفا فقط، وهو عدد لا يكفي إطلاقا للسيطرة على كل مساحة أوكرانيا البالغة 579،320 ألف كيلو متر مربع، لكن الخطة الروسية استبعدت سيناريو السيطرة على أوكرانيا، واستهدفت المناطق الجنوبية والشرقية ذات الأغلبية من الروس والمتحدثين بالروسية، والمؤيدين للتحالف مع روسيا، لتجد حاضنة شعبية، يصعب فيها استنزاف قواتها في حرب عصابات وكمائن، واعتمدت على القوة الصاروخية المتميزة والمدفعية والطائرات، لإنهاك خطوط دفاع العدو، حتى تقضي عليها تماما، لتدخلها قوات النخبة، المدربة على حرب المدن، والقضم التدريجي للأراضي بعد القضاء على القوات المدافعة، لهذا لم تحدث ضربات للقوات الروسية من الخلف أو المناطق التي سيطرت عليها في لوغانيسك ودونيتسك وزابوروجيه وخيرسون وخاركوف، وسعت إلى كسب السكان وتسليحهم، وإشراكهم بشكل منظم ومؤثر في القتال، بينما تلقى السكان مساعدات غذائية وصحية وخدمية متنوعة، بل منح من يرغب الجنسية الروسية".

وأشار الباحث إلى حقيقة مفادها "أن الهجوم الروسي على العاصمة كييف في بداية الحرب لم يكن إلا مناورة، تضغط بها على المركز السياسي، وتدفع القوات الأوكرانية في الجنوب والشرق إلى التحرك باتجاه العاصمة لحمايتها، بما يكشف مواقعها ومراكز إمدادها وتسليحها، ليسهل التعامل معها، لتشن معركتها الرئيسية في الدونباس. ومثلما اتبعت الخطة الروسية المعارك المتدرجة في القوة، وغير المندفعة، فعلت ذلك في حربها الإقتصادية، فلم ترد على هجوم "الصدمة والرعب الإقتصادي" بتجميد أموالها، ومنع معظم الصادرات والواردات، ومنع تحليق الطيران المدني، وتموين السفن الروسية ومئات قرارت العقوبات، وكان يمكن لموسكو اتخاذ قرار بوقف فوري لصادرات النفط والغاز، ليحدث زلزال في أوروبا، لكن كان يمكن استغلاله في تعميق الكراهية لروسيا، وتبرير حرب واسعة عليها، ولذا قررت روسيا التدرج في الرد الإقتصادي بخفض تدريجي للصادرات الاستراتيجية، وترك الأوروبيين يبادرون بها، ويفقدوا الدعم الشعبي، وسارت الدبلوماسية الروسية في هذا الاتجاه الداعي لعالم متعدد الأقطاب يحتكم لقانون دولي عادل، وبينما بدأت أوروبا تعاني من الحرب وتدفع فاتورة كبيرة، كانت الخسائر الروسية محدودة بالقياس لحجم الحرب والخصوم وقدراتهم، أما اللجوء إلى قصف المحطة النووية في زابوروجيه أو حصار كالينينغراد أو ضرب أهداف داخل روسيا فتؤكد أن خطة حلف الناتو لم تنجح حتى الآن في جر روسيا واستنزافها، وستكون جولة الشتاء القادم مؤثرة إلى حد كبير في تحديد نتائج الحرب".

المصدر: RT

موافق

هذا الموقع يستخدم ملفات تعريف الارتباط .بامكانك قراءة شروط الاستخدام لتفعيل هذه الخاصية اضغط هنا