سباق دولي: من سيكسب إعادة إعمار سوريا
"ترامب سيساعد بوتين في جذب الأموال السعودية لإعادة إعمار سوريا"، عنوان مقال بيوتر أكوبوف، في "فزغلياد"، حول إعلان ترامب عن استعداد السعودية لتخصيص أموال لإعادة إعمار سوريا.
وجاء في المقال: أعلن دونالد ترامب أن المملكة العربية السعودية ستخصص أموالاً لإعادة إعمار سوريا، بدلاً من الولايات المتحدة، التي لا تكتفي بمغادرة سوريا، بل ولن تنفق المال على بعثها بعد الحرب. وستكون مساعدة السعوديين مفيدة للغاية، فهناك حاجة لمئات مليارات الدولارات لاستعادة البنية التحتية.
مع كل تردد أوروبا والسعوديين والممالك العربية الأخرى في "إعطاء المال للأسد"، فليس لديهم خيار آخر: الأسد لن يرحل، والجميع يريد المشاركة في إعادة الإعمار. ليس من قبيل الصدفة أن الممثل الأمريكي الخاص بسوريا، جيمس جيفري، قال قبل أسبوع، في حديث في واشنطن، إن "اعادة إعمار هذا البلد، التي ستحدث يوما، لا يمكن تمويلها فقط من قبل الأسد وأصدقائه - روسيا وإيران. يجب أن يرعاها المجتمع الدولي بأكمله حتى نرى عملية سياسية تناسبنا".
العملية السياسية، التي ستناسب الأميركيين والسعوديين، لن يروها في سوريا، لكن المال العربي لإعادة سوريا سيأتي. من أجل كسب رأس المال السياسي في سوريا في مرحلة ما بعد الحرب، سيتم في المقام الأول تمويل تلك المناطق التي تعيش فيها عشائر ذات قرابات أو موالية لهم. لأن سوريا سوق مربحة للغاية وتقليديا، منذ آلاف السنين، نقطة تلاقي العديد من طرق التجارة، وخيار مناسب جدا لمشاريع البنية التحتية المستقبلية، مثل مشاريع الغاز والنقل. نظريا، سوف يسعد الصين أن تعيد بمفردها إعمار سوريا المدمرة، إذا منحت شيكا على بياض، وحصلت على "حصة مسيطرة" في الاقتصاد السوري. لكن لا مصلحة لدمشق أو لجيران سوريا في ذلك. عموما، ستكون هناك حرب اقتصادية صعبة من أجل حق إعادة إعمار سوريا، بين المملكة العربية السعودية وقطر والإمارات وإيران وتركيا والصين، كما أن الألمان والفرنسيين سيلحقون بهم.
المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة أو الكاتب
