زوبعة الانفصال الكردي

أخبار الصحافة

زوبعة الانفصال الكردي
مسعود بارزاني
انسخ الرابطhttps://ar.rt.com/ja3p

يتناول المحلل السياسي أفيغدور إيسكين، في مقال نشرته صحيفة "إيزفيستيا"، عواقب الاستفتاء المرتقب في كردستان العراق.

 كتب إيسكين:

صوَّت البرلمان العراقي يوم 12 سبتمبر/أيلول الجاري لمصلحة قرار يدين الاستفتاء المزمع إجراؤه يوم 25 من الشهر الجاري في كردستان العراق. وهنا تجدر الإشارة إلى أن الكرد، الذين يبلغ عددهم 35 مليونا تقريبا، يناضلون من أجل الاستقلال على امتداد نحو 100 عام. ومعظمهم يعيشون في تركيا والعراق وإيران وسوريا، وليس لديهم دولة مستقلة؛ ما يعدونه أمرا غير عادل.

والكرد في العراق، حيث سيُجرى الاستفتاء، يتمتعون بحكم ذاتي واسع. فكردستان العراق هي في الواقع دولة مستقلة لها حدودها ورئيسها وبرلمانها وحكومتها. لذلك فإن هدف الاستفتاء هو التحول إلى دولة مستقلة قانونيا.

زوبعة الانفصال الكرديمظاهرة تأييد للاستفتاء في كردستان

ولكن، هل يدرك الكرد العواقب التي ستنجم عن خطوتهم ليس فقط في العراق، بل وفي مجمل منطقة الشرق الأوسط؟ إذ إن هذه الخطوة قد تلهم الكرد في تركيا وإيران وسوريا أيضا، حيث تتمكن سلطات هذه البلدان إلى الآن من كبح ميلهم إلى الانفصال، على الرغم من أن ذلك لم يكن بالطرق السلمية. فمثلا تَعدُّ أنقرة حزب العمال الكردستاني منظمة إرهابية، وهو، كما تؤكد أنقرة، كان وراء العديد من العمليات الإرهابية في تركيا. وإن نشاط الكرد أجبر أنقرة على التدخل عسكريا في سوريا. وبالطبع، ليست الأمور في سوريا هادئة. فقد أعلن الكرد في مارس/آذار 2016 عن إنشاء منطقة حكم ذاتي في شمال سوريا، والآن يُعِدُّون لإجراء انتخابات للإدارات المحلية. وكل هذا يجري من دون تنسيق مع دمشق.

وللإنصاف، ينبغي القول إن الكرد ليسوا كتلة متجانسة. ففي كردستان العراق تتنافس دائما عشيرتا رئيس الإقليم مسعود بارزاني والرئيس العراقي السابق جلال طالباني. الأول يسعى للانفصال، في حين أن الثاني يقف إلى جانب الحفاظ على وحدة العراق. ويبدو أنهما حاليا قد توصلا إلى رأي موحد.

وهذا يهدد من جديد وضع هذه المنطقة، التي روت الدماء أرضها، على حافة فوضى واضطراب. فقرار البرلمان العراقي قد يُفهم كضوء أخضر لإيران، لكي ترسل قواتها إلى الدولة المجاورة لقمع انفصاليي العراق، ليكون ذلك درسا للكرد في إيران. بيد أن القليلين يعرفون بوجود عمليات عسكرية، ينفذها المتمردون الكرد في إيران. ولذلك بما أن القوات الإيرانية منشغلة الآن بمحاربتهم، فإنها قد ترفض توسيع منطقة النزاع. وليس مستبعدا قيام تركيا ببعض العمليات النشطة أيضا.

وقد دفع السيناريوهات المريعة لاستفتاء كردستان وزير خارجية الولايات المتحدة ريكس تيلرسون إلى توجيه نداء إلى سلطات الإقليم لتأجيله. لكن الطلب رفض بأدب. ومقابل هذا تحظى مساعي الكرد للانفصال بدعم كامل من جانب إسرائيل، ليس معنويا فقط بل وفعليا أيضا، حيث زودت قوات البيشمركة الكردية بالأسلحة لتتمكن من محاربة "داعش" بفعالية أكثر.

ومهما كان الأمر، فقد أصبح الشرق الأوسط على عتبة ترسيم جديد للحدود، التي وضعتها بريطانيا وفرنسا قبل 100 عام. وإن انفصال الكرد عن العراق، قد يؤدي إلى فدرلة سوريا، وتقسيم تركيا وإيران. أما الكرد فمصرون، ويقولون: إذا لم يكن الآن، فمتى؟ ولكن هل يدركون ماذا يفعلون؟

ترجمة وإعداد كامل توما

المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة أو الكاتب

تويتر RT Arabic للأخبار العاجلة
موافق

هذا الموقع يستخدم ملفات تعريف الارتباط .بامكانك قراءة شروط الاستخدام لتفعيل هذه الخاصية اضغط هنا