رئيسة مجلس الشعب السوري: "انتصارنا قريب"

أخبار الصحافة

رئيسة مجلس الشعب السوري:
انسخ الرابطhttps://ar.rt.com/i472

زار دمشق وفد روسي، كان في عداده مراسل صحيفة "إيزفيستيا"، الذي سجل انطباعاته عن المدينة النابضة بالحياة؛ لكن، التي يزداد في شوارعها عدد المحجبات.

جاء في مقال الصحيفة:

يصعب في هذه الأيام رؤية فتاة غير محجبة في شوارع دمشق. أما قبل خمسة أعوام، عندما كان الصراع لا يزال في بدايته، فلم تكن ممثلات الجنس اللطيف يخجلن من استعراض شعورهن، والكثيرات منهن كن يلبسن تنانير قصيرة مكشوفة الرقبة والكتفين. 

الآن، المشهد يختلف تماما في العاصمة السورية: كأن الجميع يستعد لمجيء الإسلامويين.

وهم، بالمناسبة، ليسوا بعيدين جدا. ومن الممكن أحيانا سماع دوي الانفجارات اثناء التجوال في شوارع المدينة الرئيسة. وذلك لأن الإرهابيين في الضواحي يطلقون النار من مدافع الهاون. غير أن هذه ليست سوى انطباعات أولى. نعم، المسلحون بالفعل يوجدون ليس بعيدا، لكنهم لا يتقدمون. فالجيش "جمَّد" الأحياء التي يوجدون فيها، لأن العسكريين منشغلون بمهمات مختلفة تماما في حلب.  

    أما بالنسبة إلى الناس العاديين، فإنهم لا يعيرون اهتماما لأصوات المدافع، ويتحدثون عن ذلك ساخرين بأن المسلحين يعملون وفق برنامج يومي محدد: في الصباح إطلاق نيران مكثفة، أثناء النهار عاملو خدمات المرافق العامة يزيلون الأنقاض، وفي نهاية النهار تبدأ الحياة الليلية. وفي اليوم التالي يتكرر الشيء نفسه من جديد. وواقعيا، المدينة تعيش حياتها الكاملة: المتاجر والمقاهي مفتوحة في كل مكان، وسوق الحميدية الشهير مكتظ عن آخره بالناس.

هذا على الرغم من أن الوضع كان قبل عام واحد فقط، مختلفا تماما. آنذاك كان مقاتلو "داعش" و "جيش الإسلام" وغيرهما من التنظيمات الإرهابية، يرسخون أقدامهم بإحكام في بعض أحياء العاصمة السورية، وكانت السفارة الروسية تتعرض للقصف أحيانا.

ولكن الوضع بدأ يتغير جذريا في سبتمبر/ أيلول 2015، وذلك بعد أن طلبت الحكومة السورية رسميا من موسكو مساعدتها عسكريا في الحرب ضد المسلحين. وبعد موافقة روسيا، اختير مطار حميميم لمرابطة القوة الجو-فضائية الروسية.

ومنذ ذلك الحين نفذ الطيران الحربي الروسي ألوف الطلعات، وقضى على أعداد كبيرة من الإرهابيين. وفي المحصلة، أمكن طرد الإرهابيين من أحياء عديدة في العاصمة، كما تم تطهير مناطق عديدة أخرى في البلاد، وفي شهر يوليو/ ـتموز، استطاع الجيش السوري تطويق مدينة حلب، العاصمة الصناعية للبلاد.

في الوقت نفسه، وبمساهمة روسية حثيثة نشطت مسارات الحد من مستوى العنف. وهكذا، تم إنشاء مركز المصالحة في القاعدة الجوية حميميم تحت إشراف وزارة الدفاع الروسية، حيث يعمل هناك الخبراء الروس بالتعاون مع الجيش السوري على تسوية أوضاع المجموعات والمناطق السكنية التي ترغب في تحقيق تغييرات سياسية محددة، وهي مستعدة من أجل ذلك لإلقاء السلاح، وتوقيع اتفاق المصالحة والجلوس إلى طاولة المفاوضات. وحتى تاريخ 09 أكتوبر/ تشرين الأول، انضم الى المصالحة 754 منطقة سكنية، و69 تشكيلا مسلحا.

الآن، والسوريون يحدوهم أمل كبير في هذه الأيام، زار دمشق وفد روسي يتألف من نشطاء اجتماعيين، صحافيين ومستشرقين. وفي إطار الزيارة جرى لقاء مع الدكتورة هدية عباس، رئيسة مجلس الشعب السوري، أول امرأة تشغل هذا المنصب.

وقد وجه مراسل صحيفة "إيزفيستيا"، الذي كان في عداد الوفد الروسي، سؤالا لرئيسة مجلس الشعب حول آفاق حل الأزمة السورية بالسبل السلمية، أم أن دمشق اعتمدت نهائيا الحل العسكري فقط؟

هديه عباس أعربت عن ثقتها في أن الجيش السوري سوف يحقق الانتصار على القوى الإرهابية قريبا. وقالت: الدليل على ذلك هو النجاحات العسكرية التي استطعنا تحقيقها في حلب؛ حيث تدور معركة الحسم الكبير مع الإرهابيين، ذلك إضافة إلى أننا استطعنا تحقيق انتصارات عديدة في ضواحي دمشق، ومحافظات حماة وحمص وغيرها من مناطق البلاد. وبالتوازي مع هذا، يتم تنفيذ عمل مكثف مع التشكيلات التي ترغب عن حق بحل الوضع سياسيا وإلقاء سلاحها. والدعم الذي تقدمه لنا روسيا يعزز فينا الأمل بنهاية الحرب. وبناء على ذلك، فإن الحملة المغرضة التي نظمتها الولايات المتحدة وعدد من حلفائها، بما في ذلك بعض أعضاء مجلس الأمن، باءت بالفشل التام، كما أشارت هدية عباس.

وأضافت أن الحكومة السورية مستعدة للعمل مع قوى المعارضة التي تتبنى الفكر البناء، ولديها نية في البحث عن حل سياسي للأزمة. وفي الوقت نفسه، أشارت الى تشرذم المعارضة وعدم قدرتها على تحديد مقاربات لحل الأزمة.

هذا، وحتى الآن، ورغم كل التأكيدات حول نهاية الحرب، فإن نهايتها غير مرئية في الأفق. وفي دمشق يوجد كثير من المسلحين يحافظون على النظام. في كل مكان أقيمت حواجز عسكرية لتفتيش السيارات العابرة. ويحدث كل ذلك تحت أصوات الانفجارات غير البعيدة. وفي كل مكان - ألوف الفتيات والنساء المحجبات، الأمر الذي يصبح مؤشرا من نوع خاص للوضع المتوتر.  

المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة أو الكاتب

تويتر RT Arabic للأخبار العاجلة
موافق

هذا الموقع يستخدم ملفات تعريف الارتباط .بامكانك قراءة شروط الاستخدام لتفعيل هذه الخاصية اضغط هنا