هل تمديد "ستارت-3" مفيد لروسيا
تحت العنوان أعلاه، كتب مراسل "كومسومولسكايا برافدا" الحربي، فيكتور بارانيتس، حول دلالات قبول واشنطن تمديد المعاهدة من دون شروط، وما ينبغي انتظاره من الولايات المتحدة.
وجاء في المقال: انتهت الخلافات الروسية الأمريكية طويلة الأمد حول المصير المستقبلي لمعاهدة تخفيض الأسلحة الهجومية الاستراتيجية (ستارت -3). فقد اتفقت واشنطن وموسكو على استمرار "العمل" بهذه الوثيقة طوال السنوات الخمس المقبلة.
وأحال فلاديمير بوتين إلى مجلس الدوما مشروع قانون بشأن التصديق على المعاهدة بلا أي شروط إضافية. في حين كانت الشروط الإضافية التي أصرت عليها الولايات المتحدة هي بالذات ما أعاق تمديد الاتفاقية. عرض الأمريكيون على موسكو إشراك الصين في المعاهدة، أو تضمين أحدث الأسلحة الروسية فرط الصوتية، أو الأسلحة التكتيكية. رفض مفاوضونا رفضا قاطعا الموافقة على ذلك. وكسبنا الرهان.
ويمكن رؤية علامة جيدة في أن واشنطن في عهد بايدن قدّمت تنازلا مفاجئا لموسكو بشأن "ستارت 3" ووافقت على تمديد المعاهدة، لا سيما في الظروف التي وصلت فيها العلاقات الروسية الأمريكية إلى درجة الخراب. وجاء ذلك، على الرغم من أن بايدن وصف روسيا بالعدو في اليوم الأول من رئاسته ما لا يبشر بالخير.
وفي الصدد، يرى المدير العام لمجلس الشؤون الدولية الروسي، أندريه كورتونوف، أن تمديد المعاهدة لن يصبح حلا سحريا لتسوية العلاقات الروسية الأمريكية، فقد تُشدد الولايات المتحدة نهجها تجاه روسيا في اتجاهات أخرى. وفي رأيه، هناك من ينتظر، مخطئا، من تمديد المعاهدة أن تتمكن من إخراج العلاقات بين روسيا والولايات المتحدة من الحالة الصعبة التي وصلت إليها. لن يحدث ذلك، بل على الأرجح سيحدث العكس. سيحاول بايدن التعويض عن تمديد الاتفاقية بتشديد تعاطيه مع روسيا في اتجاهات أخرى.
صحيح أن تمديد المعاهدة، كما يقول أخصائيونا الآخرون، سباق التسلح النووي، ولكن الآن يمكن لهذا السباق الانتقال من المستوى الكمي إلى المستوى النوعي. لم يعد الأمر يتعلق بنشر مزيد من الرؤوس الحربية النووية والصواريخ، إنما بتحقيق اختراق تكنولوجي. قد يكون ذلك في تكنولوجيا الفضاء والأسلحة السيبرانية والأنظمة الفتاكة المستقلة والذكاء الاصطناعي.
المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة أو الكاتب
