ثورة أكتوبر تتراءى من بعيد

أخبار الصحافة

ثورة أكتوبر تتراءى من بعيد
ثورة أكتوبر تتراءى من بعيد
انسخ الرابطhttps://ar.rt.com/jh4o

يتحدث النائب الأول لرئيس لجنة الدفاع والأمن في مجلس الاتحاد الروسي فرانس كلينتسيفيتش في مقال نشرته "إيزفيستيا" عن تركة العصر الثوري الثقيلة.

ويشير السيناتور الروسي إلى أن موضوع الثورة الروسية، كما يبدو، لم يفقد حيويته بعد مضي مئة عام، ولن يفقده بعد مئة عام أخرى. غير أنه، وعلى الرغم من أن مختلف تلك الأحداث ستبقى في صدارة كل جولة تاريخية جديدة، فإن من الضروري السعي للحديث عنها ضمن سياق جدول عمل موحد للحفاظ على وحدة المجتمع الروسي.

ثورة أكتوبر تتراءى من بعيدفرانس كلينتسيفيتش

هذا، وتبقى مسألة دفن لينين، إحدى المسائل التي أورثتنا إياها الثورة. ولكن هل يجب حل هذه المسألة على عجل الآن وليس غدا، أم علينا الانتظار؟ الآراء حول هذه المسألة تتباين حتى إنها على جانبي نقيض. لذلك يجب التفكير جيدا وبهدوء قبل اتخاذ القرار، لمعرفة تأثيره في وحدة المجتمع التي بلغناها بصعوبة.

وعلى أي حال، يجب العمل وفق رأي الغالبية. وهذا ما أشارت إليه رئيسة مجلس الاتحاد فالنتينا ماتفيينكو، التي أيدت فكرة إجراء استفتاء عام في روسيا حول هذه المسألة. وأنا أعتقد أن هذا نهج سليم ومتوازن.  فكلما طالت الفترة الزمنية، التي تفصلنا عن أحداث 1917، اتضح أن الثورة الروسية لا تتوافق مع أي تقييم محدد بعينه، لأن تلك الأحداث تميزت، كالثورة الفرنسية في القرن الثامن عشر، بنقلات نوعية إلى المستقبل، وخسائر مأسوية. وهي ليست بحاجة إلى مديح مفرط أو إنكار باطل، وهذا ما عكسه جون ريد في كتابه المشهور "عشرة أيام هزت العالم".

وهنا تجدر الإشارة إلى أن روسيا لم تنتهج طريق التطور الطبيعي، بل الطريق الثوري. لذلك، فإن مهمتنا الآن هي استخلاص العبر من ذلك من دون تحيز. علينا أن نفهم: لماذا تفككت دولة يمتد تاريخها ألوف السنين بهذه السرعة؟ ولماذا انقسم المجتمع؟

لقد استقبل المجتمع الروسي أحداث سنة 1917 وهو عليل، وإن من الخطأ اتهام لينين والبلشفيين بمرضه، لأن دور لينين والبلاشفة في هذا كان محفزا عبر الاستفادة من الأوضاع السائدة، الناجمة عن فشل الحكومة المؤقتة.

وقد تكرر هذا الأمر بعد مضي 70 عاما على أحداث 1917، ولكن في مرحلة تاريخية جديدة. فإعادة البناء التي انتهجها ميخائيل غورباتشوف لا تختلف في الجوهر عن نهج الحكومة المؤقتة، وكانت النتيجة تفكك الاتحاد السوفياتي، وانهيار نظام الحكم المركزي وظهور ديمقراطية لا أسس لها؛ ما أدى إلى انهيار البلاد. لذلك، فإن فهم دروس الثورة الروسية أمر مهم جدا.

وينهي فرانس كلينتسيفيتش بالقول إن لأي تحول اجتماعي أسبابا داخلية، يؤدي تطورها تحت تأثير عوامل خارجية إلى نقطة حرجة، كما حصل في أوكرانيا مثلا. وليس سرا وجود قوى في الغرب تعمل على التأثير في أوضاع روسيا لتدميرها. لذلك ينبغي الاستمرار في العمل وبناء روسيا مزدهرة قوية وقادرة على مواجهة تحديات القرن الحادي والعشرين.

ترجمة وإعداد: كامل توما

المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة أو الكاتب

تويتر RT Arabic للأخبار العاجلة
موافق

هذا الموقع يستخدم ملفات تعريف الارتباط .بامكانك قراءة شروط الاستخدام لتفعيل هذه الخاصية اضغط هنا