اكتشاف جذور الحضارة الهندية في روسيا

العلوم والتكنولوجيا

اكتشاف جذور الحضارة الهندية في روسيا
اكتشاف جذور الحضارة الهندية في روسيا
انسخ الرابطhttps://ar.rt.com/ltiu

ساعد التعداد الجيني للشعوب القديمة في وسط وجنوب آسيا علماء الوراثة على اكتشاف سر أصل الحضارة الهندية.

ونشر العلماء نتائج دراستهم في المكتبة الإلكترونية biorXiv.org، ويقول ديفيد ريتش من جامعة هارفرد وزملاؤه في مقالهم، "دراستنا تلقي الضوء على سر أصل اللغات الهندوأوروبية التي يتكلمون بها في الهند وأوروبا. المثير في الأمر أن جميع الناطقين بهذه اللهجات ورثوا جزءا من الجينو من رعاة الماشية في حوض بحر قزوين. وهذا يشير إلى أن اللغة الهندوأوربية هي اللغة الأم لرعاة الماشية".

وقد ظهرت الحضارة الهندية التي تعتبر واحدة من أقدم الحضارات إلى جانب الحضارة السومرية وحضارة مصر القديمة، قبل نحو 5 آلاف سنة في وادي نهر السند على الحدود بين الهند وباكستان حاليا وبلغت قمة ازدهارها في 2200-1900 سنة قبل الميلاد.

وفي تلك الفترة الزمنية ظهرت منظومة التجارة بين المدن وبين الدول، وتم اعتماد أوزان قياسية موحدة في جميع أنحاء شبه القارة. وبعد عام 1900 قبل الميلاد بدأت تنهار بسرعة كبيرة وأصبحت مدنها خاوية من سكانها الذين انتقلوا للعيش في قرى صغيرة عند سفوح جبال هيمالايا.

ويقول ريتش، لم يكن هدفنا اكتشاف سبب انهيار الحضارة فقط، بل وتحديد أصلها. لأن دراسة الآثار الثقافية والدينية واللغوية للحضارة الهندية أثار الكثير من الجدل بين علماء التاريخ والوراثة واللغات، بشأن الدور الذي لعبته في تطور الهند القديمة.

وقد تمكن ريتش وفريقه العلمي من التقدم خطوة كبيرة في الحصول على إجابات عن جميع الأسئلة التي حيرت العلماء، من فك شيفرة ودراسة نحو 400 جينوم لسكان منطقة الأورال الروسية وتركمنستان وأوزبكستان وطاجيكستان وكازاخستان وشمال باكستان.

ومن مقارنة التغيرات الدقيقة في جينوم هذه الشعوب بالحمض النووي للشعوب الحالية في هذه المناطق، وضع علماء الوراثة خارطة لهجرة الأقوام القديمة، أكدت استنتاجاتهم السابقة بأن حوض بحر قزوين أصل عائلة اللغة الهندوأوروبية، وكشف العديد من الميزات الجديدة وغير المتوقعة في تطورهم.

فمثلا اكتشف العلماء بأن المزارعين الذين عاشوا في منطقة الأناضول والشرق الأوسط كانوا مرتبطين ليس فقط وراثيا بالفلاحين الأوائل في أوروبا، بل ومع الدول الآسيوية (السوفيتية) وإيران. كان هذا الاكتشاف مفاجأة لعلماء التاريخ، لأنهم كانوا يعتقدون بأن الزراعة بدأت في تلك المناطق في وقت متأخر.

كما لم يجد العلماء أي آثار للهجرات المتأخرة نسبيًا لشعوب السهوب إلى جنوب وجنوب شرق آسيا. ما يشير إلى أن آثار الحمض النووي الهندوأوروبي موروثة من قبل المهاجرين الأوائل من بحر قزوين الذين توغلوا في وادي السند قبل حوالي أربعة آلاف عام.

ووفقا لريتش وفريقه العلمي، هؤلاء الناس لعبوا دورا جوهريا في تشكيل مجموعة الجينات لسكان الهند المعاصرين والقدماء، بمن فيهم ممثلو الحضارة الهندية القديمة (حضارة هاربان)، حيث أن توغلهم في وادي السند أدى إلى تشكيل مجموعتين مختلفتين من الناس جينيا ولغويا هما الآريون في الشمال والأوتوثوثون (autochthonous –السكان الأصليون)  في الجنوب.

كما يشير ريتش، إلى أن هذه النتائج تؤكد فرضية أن أصل اللغات الهندوأوروبية هو حوض قزوين وأن الحضارة الهندية لم تختف تماما، لأنها أصبحت بفضل توغل القبائل الهندوآرية ، السلف لكل من شعوب الهند الشمالية والجنوبية، والتي تختلف عن بعضها البعض من الناحية الثقافية واللغوية اليوم.

المصدر: نوفوستي

 

موافق

هذا الموقع يستخدم ملفات تعريف الارتباط .بامكانك قراءة شروط الاستخدام لتفعيل هذه الخاصية اضغط هنا