ما العمل؟
تحت العنوان أعلاه، كتب ألكسندر فيدروسوف، في "إزفستيا"، حول ما ينتظر أوكرانيا بعد هزيمة بوروشينكو في الانتخابات الرئاسية، وأسئلة الكراهية والفقر.
وجاء في المقال: في الجولة الثانية، عانت أيديولوجيا الكراهية والرهاب فشلا مدويا. فالرئيس (بترو بوروشينكو)، بعد أن بنى حملته بالكامل على الهستيريا المناهضة لروسيا، فشل فشلا ذريعا.
من الواضح أن (فلاديمير) زيلينسكي سوف يواصل، بشكل عام، المسار المؤيد للغرب، المدمر لأوكرانيا. ومع ذلك، فإن ضبط النفس والاعتدال، الذي تجلى في خطابه الأكثر توازنا وعقلانية، يعطي الأمل في أن تتوقف أوكرانيا، على الأقل لفترة من الوقت، عن أن تكون مصدرا للاستفزازات المستمرة والتوترات المتصاعدة لروسيا.
بهذا المعنى، جاءت تدابير موسكو الجوابية الأخيرة بخصوص عمليات التصدير والاستيراد مع كييف في وقتها المناسب. فالعقوبات الجوابية كان يجب فرضها في عهد الرئيس المنتهية ولايته، بحيث يمكن فتح صفحة جديدة مع الرئيس الجديد.
إلى ذلك، فمن المتوقع أن يشكل مصير دونباس حجر العثرة الأكبر. ومن دواعي السرور أن يعلن الرئيس الجديد عدم وجود حل عسكري للصراع، مع أن موقفه غير المتسق فيما يتعلق بالاستمرار في عدم امتثال أوكرانيا للأحكام الأساسية لاتفاقيات مينسك قد يعيق الحل السلمي العملي للنزاع الأوكراني الداخلي.
أما بالنسبة لآفاق العملية السياسية الأوكرانية الداخلية، فمع نهاية الانتخابات الرئاسية، ستجري إعادة تشكيل هياكل السلطة. وبصرف النظر عما إذا كان سيتبع الهزيمة الساحقة للرئيس الحالي حل البرلمان الأوكراني وانتخابات برلمانية مبكرة أم لا، فإن عودة أوكرانيا إلى شكل الحكم البرلماني الرئاسي أمر لا مفر منه تقريبا.
هل سيؤدي تغيير الرئيس إلى تغيير وضع أوكرانيا الحالي على سلم العمل العالمي؟ بالكاد. فالحفاظ على وضع أفقر بلد في القارة... مع قوة عمل منخفضة الأجر وتدفق مستمر للموارد إلى الغرب، مضمون تقريبا.
في الوقت نفسه، فإن أوكرانيا فقدت عمليا السوق الروسية لبيع منتجاتها، ولم تفتح السوق الأوروبية أمامها بسبب الحصص الصعبة والحمائية.
وبهذا المعنى، يمكن تبديل مواقع الشخصيات السياسية في البنية الفوقية إلى ما لا نهاية، ولكن مع هذا الأساس الاقتصادي لأوكرانيا لن يتغير شيء من حيث المبدأ.
المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة أو الكاتب
