سوريا.. أحلام تلاميذ الضفة الشرقية
يعاني عشرات الآلاف من الأطفال في مدينة الرقة، على الضفة الشرقية لنهر الفرات، في الشمال السوري من ظروف أقل ما توصف به أنها "صعبة".
وقعت المدينة تحت حكم ما يسمى بـ "الدولة الإسلامية" الذي اعتبر المدينة عاصمته في سوريا، ثم تعرّضت لحملة من جانب التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية للإطاحة بتنظيم "الدولة الإسلامية" من الرقة، فكان الهجوم الذي استمر من يونيو وحتى أكتوبر 2017 بقيادة القوات الأمريكية والبريطانية والفرنسية، حيث خلّفت الغارات والقصف غير الدقيق والعشوائي أكثر من 1600 قتيل مدني، وفقا لإحصائيات منظمة العفو الدولية (يعترف التحالف بمقتل 318 مدنيا فقط خلال عملياته)، وأكثر من 11 ألف مبنى مدمر.
كانت النتيجة المتوقعة لمأساة بهذا الحجم تشريد عشرات الآلاف من الأطفال عن عائلاتهم، وغيرهم ممن أصبحوا في سن الطفولة يعيلون أسرهم بالكامل، في مناطق دمرتها الحرب عن بكرة أبيها.
تظهر لقطات الفيديو التي التقطت يوم أمس الثلاثاء في المدينة، مجموعة من الأطفال الذين اضطرتهم الظروف المعيشية الصعبة إلى اللجوء إلى المنطقة الصناعية في المدينة للعمل في ورش الميكانيك المختلفة لكسب لقمة العيش. ما تسبب في تسربهم من التعليم، وعجزهم عن استكماله.
يقول محمد (12 عاما) من حي المشلب، إنه كان يتمنى لو ذهب إلى المدرسة، ليحقق حلمه بأن يكون طبيبا، لكن "الوضع المالي ليس جيدا"، وهو ما يدفعه للعمل في ورشة الميكانيك.
من جانبها، تحاول مؤسسة "إنماء" المعنية بحقوق الأطفال، المساعدة في دعم هؤلاء الصغار من خلال توفير التدريب والتعليم، ولكن عدد الأطفال الذين تمكنت المؤسسة من مساعدتهم حتى الآن بلغ 1150 طفلا من أصل 24 ألفا في حي الكرامة وحده، على حد تعبير مسؤول في المؤسسة.
وتسعى مؤسسة "إنماء" إلى مساعدة الأسر اقتصاديا، حتى يتمكن الأطفال من العودة إلى المدارس.
المصدر: RT
