التشهير الدامي باليهود بين الواقع والتلفيق

أخبار العالم

التشهير الدامي باليهود بين الواقع والتلفيق
انسخ الرابطhttps://ar.rt.com/hip8

منذ القدم جرت العادة على اتهام اليهود بقتل الآخرين (وبشكل خاص المسيحيين) بهدف استخدام دمائهم لتنفيذ طقوس دينية. وسميت هذه الظاهرة بالتشهير/أو الافتراء – libel/ الدامي باليهود.

ويعود أساس ظهورها إلى رواية فلكلورية شعبية تنص على أن اليهود يقومون مرة كل عام بتقديم طفل مسيحي كضحية مع استخدام دمه لتنفيذ طقوس عبادة.

وظهرت هذه الرواية في العهد الروماني بعد انتشار المسيحية في أوروبا. ويرى بعض المختصين أنها تعود في أساسها إلى الاعتقاد في مشاركة اليهود في معاناة وصلب يسوع المسيح. وفي القرن الثامن عشر جرى توجيه التهمة لليهود باستخدام دماء الضحايا للسحر والشعوذة. وتتكرر هذه التهمة لليهود في عصرنا الحديث أيضا.

وجرى دحض هذه التهمة وتكذبيها منذ ظهورها وذلك بدءا من الإمبراطور الألماني فريدريك الثاني والبابا إنوسنت الرابع الذي أصدر في عام 1247 براءة باباوية خاصة بذلك.

وجاء في مرسوم الإمبراطور الألماني أنه لا يوجد أي دليل في العهد القديم أو الإنجيل يثبت أن اليهود كانوا متعطشين للدماء البشرية.

وصدرت بعد ذلك عن مختلف الحكام والملوك في أوروبا أوامر تمنع توجيه التهمة المذكورة لليهود. ولكن ذلك لم يوقف الراغبين بتوجيه هذه التهمة انطلاقا من دوافع دينية أو مآرب شخصية وكان ذلك يترافق عادة بحملات الاعتقال والتعذيب والقتل، وفي الكثير من الأحيان كان يؤدي إلى تدمير أو طرد جاليات يهودية بأكملها.

من جانبهم ينفي اليهود بشكل قاطع وجود أي أساس حقيقي لهذه التهمة ويؤكدون أنهم كانوا أول شعب في الشرق الأوسط منع تناول دم الحيوان في الطعام واعتبر الدم بشكل عام مادة تنجس من يلمسها.

في الدول الإسلامية بما في ذلك في الإمبراطورية العثمانية كانت هذه التهمة توجه عادة من جانب المسيحيين ضد اليهود .

 في القرن العشرين صدرت في مصر عدة كتب تطرقت إلى هذه التهمة ومن بينها : " أسرار الصهيونية" في عام 1957 و"الضحايا البشرية في التلمود" عام 1962 و" الفاتيكان واليهود" في 1964.

في عام 2006 قام البروفيسور ارييل توف المختص في التاريخ اليهودي في القرون الوسطى، وهو يهودي وابن الحاخام الأكبر لروما، بنشر كتاب تحت عنوان –" الفصح الدامي . يهود أوروبا والقتل الطقوسي"/

Pasque di sangue. Ebrei d’Europa e omicidi rituali/ وفيه ذكر أنه من المحتمل أن تكون فئة يهودية مبتدعة، قد ارتكبت القتل الطقوسي في إيطاليا في القرون الوسطى. وقال:" في أوساط المجتمع الاشكنازي في ذلك الوقت كانت هناك مجموعات متطرفة يمكنها ارتكاب مثل هذه الأعمال وتبريرها."

ولكن منتقدي هذا الطرح يشيرون إلى أن افتراض البروفيسور ارييل توف يقوم على شهادات أخذت تحت التعذيب وهو ما يجعلها باطلة منذ البداية.

لاحقا أعلن توف أنه تم تفسير كلماته بشكل خاطئ وأسيء فهمها، وادعى أن مواد محاكم التفتيش لا تسمح بالجزم بأن كل هذه القضايا كانت مزيفة. ويرى توف أن المتهمين اليهود ذكروا خلال التحقيق بعض الأمور والأشياء التي لا يعرفها المحقق المسيحي ولا يمكنه ابتداعها بنفسه.

المصدر: مصادر مختلفة 

موافق

هذا الموقع يستخدم ملفات تعريف الارتباط .بامكانك قراءة شروط الاستخدام لتفعيل هذه الخاصية اضغط هنا