آلة الزمن السياسي

أخبار الصحافة

آلة الزمن السياسي
اندريه بيستريتسكي
انسخ الرابطhttps://ar.rt.com/ka24

"آلة الزمن السياسي" عنوان مقال كتبه أندريه بيستريتسكي رئيس مجلس إدارة التنمية والدعم لمنتدى "فالداي" حول دور النزاعات في إحراز التقدم.

يشير بيستريتسكي، إلى أن منتدى "فالداي" ينظم على هامش منتدى بطرسبورغ الاقتصادي الدولي، دورة للنقاش بعنوان "العودة إلى الوراء: المنافسة السياسية ضد التعاون الاقتصادي". من هذا العنوان نفهم أن الحديث سيكون حول كيف تضر الأعراف السياسية الأهداف المشتركة للبشرية-الازدهار. ولكن في نفس الوقت من المعروف أن أي تطور يحصل نتيجة تناقضات ونزاعات، فإلى ماذا ستقود التناقضات الحالية؟

إحدى المشكلات الرئيسية للبشرية هي الميل نحو التدمير الذاتي. ما هو التاريخ؟ التاريخ ليس سوى سلسلة متتالية من الحروب والنزاعات وأعمال العنف. ولكن هذه الصراعات كانت السبب في ازدهار العالم الحالي، علاوة على ذلك يعتبر السلاح النووي سلاحا مدمرا، ولكنه هو أحد عناصر الاستقرار والتقدم في العالم حاليا. لذلك نرى أن النزاعات المعاصرة اتخذت أشكالا خاصة يشبهها الكثيرون بالحرب الباردة التي حددت فيها القوة المستخدمة. ولكن من جانب آخر تستخدم فيها أساليب أخرى مثل العقوبات الاقتصادية والتهديدات والضغوطات، وهذه لا تقل قوتها التدميرية عن استخدام السلاح، لأنها تمنع التطور ليس فقط في بلد معين بل وفي مناطق كبيرة من العالم وأحيانا العالم بكامله.

ويضيف بيستريتسكي موضحا، التطور الاقتصادي والتقني أدى إلى ترابط غير مسبوق في العالم، وإن عمليات قليلة ومحددة يمكن أن تتطور بصورة منعزلة. الارتباط ليس فقط بين الدول، بل بين قطاعات اقتصادية مختلفة. فالاتصالات الرقمية ولدت فكرة الاقتصاد الرقمي مثلا وهذا أمر عالمي فعلا.

ولكن بدلا من الجهود الخلاقة والواعدة نرى أن النخب العالمية تحاول تجاوز التهديدات الجدية في عصرنا تزايدا في التعصب والاندفاع، ما يؤدي عادة إلى تفاقم الأوضاع أكثر فأكثر، وخير مثال على ذلك الصفقة النووية مع إيران، التي انسحبت منها الولايات المتحدة مؤخرا، ما قد يؤدي إلى عواقب وخيمة.

إن ما يعقد الأمور أكثر هو عدم فهمنا بصورة صحيحة وكافية لطبيعة ما يجري. صحيح في الظاهر نلاحظ تحرك الساسة ونسمع تصريحاتهم وقراراتهم، ولكن ما هي دوافعهم؟ والمصالح الاقتصادية لبلدانهم؟ الاعتبارات الإيديولوجية؟ . علاوة على ذلك نحن نستخدم مفاهيم عديدة، دون أن نفهم جيدا ما الذي تعنيه. ومع ذلك نستخدمها بنجاح.

يتضح من التنافس السياسي الحالي أن النخبة فقدت السرد الواقعي. وإننا على الرغم من قدراتنا الحضارية فقدنا أهداف التنمية العالمية. ليس في العالم المعاصر حاليا مشاريع سياسية كبيرة توحد ولو جزءا من البشرية. نحن لا ننظر للعالم كموضوع واحد كبير، مثل خطة بشرية عالمية. بل على العكس ننظر للعالم كمجموعة من الموضوعات الجزئية، مثل مجموعة من الصراعات الخاصة، كما يجري في الشرق الأوسط وإفريقيا وأمريكا اللاتينية. بالطبع هذه الصراعات متداخلة، وهذا أمر واضح، بيد أن هذا الوضوح لا يساعد على تجاوز تجزئة العالم.

 المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة

المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة أو الكاتب

موافق

هذا الموقع يستخدم ملفات تعريف الارتباط .بامكانك قراءة شروط الاستخدام لتفعيل هذه الخاصية اضغط هنا

لحظة بلحظة.. تطورات الهجوم الإرهابي على مركز كروكوس التجاري بضواحي موسكو ومصير الجناة والضحايا