أوروبا نامت مع الدكتاتوريات العربية
تحت العنوان أعلاه، كتب فلاديمير دوبرينين، في "أوراسيا ديلي"، حول التواطؤ الأوروبي مع الدكتاتوريات العربية، في القمة العربية الأوروبية بشرم الشيخ.
وجاء في المقال: قضايا الهجرة، والأصح عجز الاتحاد الأوروبي أمام "الفتح العربي الجديد"، الذي جرى بمساعدة اللاجئين، "أرقد في سرير واحد" أنصار ما يسمى بالسياسات الواقعية في الاتحاد الأوروبي والدكتاتوريات العربية. وهذا ليس مجاز محلل سياسي يراقب العمليات الأوروبية من خارج حدود الاتحاد الأوروبي، إنما اعتراف أوروبا نفسها.
فالاتحاد الأوروبي، مضطر، إن لم يكن إلى التخلي عن قيمه الأوروبية، فعلى الأقل التفاوض مع الدكتاتوريين من جامعة الدول العربية، بحثا عن قنوات لإدارة الهجرة في المستقبل. وهذا يعني تحول المجتمع الأوروبي بصورة نهائية إلى البراغماتية في السياسة الخارجية.
لقد عبرت قمة شرم الشيخ عن هذه الحاجة الأوروبية الجديدة. ومع ذلك، حاول رئيس المجلس الأوروبي، دونالد توسك، أن يتحلى بالمنطق السليم، مشددا على عقلانية قيادة الاتحاد الأوروبي، فقال: "هناك نوعان من التعايش مع الجيران: التعاون أو الصراع. نحن نختار التعاون".
هذا القرار المعقد، بالنسبة للاتحاد الأوروبي، جديد. فقد أجبرت صدمة السياسة الأوروبية الناجمة عن أزمة الهجرة الأخيرة الاتحاد الأوروبي على إعادة التفكير في ترتيب أولوياته.
ففي حين فتح الاتفاق مع تركيا الطريق إلى المستقبل في بعض المناطق، فإن الاتصالات في الأشهر الأخيرة، مع الزعيم المصري عبد الفتاح السيسي، تبدو حاسمة. فقد عقد توسك اجتماعين مع رئيس مصر، في نيويورك والقاهرة، مشددا على أهمية التحالف الجديد الذي يؤكده اختيار مكان انعقاد القمة الأوروبية العربية.
اليوم، يُعترف بالرئيس المصري ندا للقادة الأوروبيين. فهو يرفض التعاون على أساس التبعية، كما يرفض الديمقراطية الأوروبية، ويدرك جيدا أن الاتحاد الأوروبي ليس لديه خيار آخر.
المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة أو الكاتب
