بعد 20 عاما من البحث.. كواكب بالآلاف ولكن أين هي الحياة؟

الفضاء

بعد 20 عاما من البحث.. كواكب بالآلاف ولكن أين هي الحياة؟
صورة لكوكب الأرض من الفضاء
انسخ الرابطhttps://ar.rt.com/h3av

في شهر أكتوبر/تشرين الأول عام 1995، أعلن السويسريان "ميشيل مايور" و"ديديي كلو"، من مرصد الفلك بجامعة جنيف، عن اكتشاف أول كوكب يدور حول نجم غير شمسنا.

وبعد مرور 20 عاما على هذا الاكتشاف، بات عدد هذه الكواكب الخارجية يناهز 2000، ولكن لم يُعثر حتى الآن على أثر لأي نوع من أنواع الحياة فيها، فما الذي نبحث عنه بالضبط: هل هو مخلوقات فضائية، أم أنواع من البكتيريا والجراثيم المتناهية الصغر؟

بالرغم من ذلك يجب الاعتراف بأن تأكيد حقيقة أن الكون يمتلئ بالكواكب (وليس فقط بالنجوم) قد فتح للعُلوم باب الدراسات على مصراعيه، وبات هذا المجال يعجّ بدوره بأبحاث ثرية وهائلة.

وتشيرُ الإمكانيات التي تُخصصها المراصد ووكالات الفضاء لهذا الحقل إلى أن الكواكب الخارجية أصبحت بالفعل أكبر هدف ليس لفيزياء الفلك فحسب، بل أيضا للكيمياء، والبيولوجيا، وأن الحلم المنشود في النهاية هو طبعا إثبات وجود كائنات حية أخرى غير البشر في هذا الكون الشاسع.

والأمر الذي يشجع العلماء دائما على مواصلة البحث هو أن قوانين الفيزياء "كونية"، بمعنى أن الجُسيمات الأساسية الاثني عشر والقوى الأربع التي تُكوّن المادّة وتحْكُم التفاعلات بينها، هي نفسها على الأرض وفي جميع أرجاء الكون.

وهذا ما أكدته منذ أكثر من قرن جميعُ الملاحظات المُسجلة بالتلسكوبات، وجميع التجارب المخبرية. وإذا ما نظرنا إلى الذّرات والجُزيئات - أي المواد الأساسية في الكيمياء والبيولوجيا، وجدنا أنه تتوفر فيها للعلماء جميع الأسباب التي تدعو إلى الاعتقاد بأن سلوكها وميلها إلى التكتّل والاندماج هما كونيان أيضا، وكذلك الهيدروجين والكربون والأوكسجين والنتروجين والسيليكون والحديد (المواد التي تشكل الجزء الأكبر من جسم الكائنات الحية)، فضلا عن الماء والهواء والأرض، فهذه كلّها توجد على قائمة العناصر العشرة الأكثر وفرة في الكون.

ولذلك، دائما ما يطرح السؤال نفسه على العلماء في هذا الميدان ألا وهو:إذا كانت هذه المكونات قد تجمعت في النهاية لتكوين مخلوقات حية، فلم لا تكون هذه العملية قد تمّت في أماكن أخرى، في إحدى مئات مليارات الكواكب التي تسبح في مجرات الكون من حولنا. ويدعم هذه الاعتقادات بعض المشاهدات الفلكية التي تحصل من حين لآخر، منها على سبيل المثال الإعلان الأخير لوكالة الفضاء والطيران الأمريكية ناسا بخصوص المياه المتدفقة على سطح المريخ، والذي أثار الحديثَ مُجددا في وسائل الإعلام، وعلى نطاق واسع، حول مسألة الحياة خارج الأرض.

خاصة إذا ما علمنا أن محيطات ضخمة توجد على سطح "أوروبا" و"غانيميد" (من أقمار كوكب المشتري)، وربما "إنسيلادوس" (أحد أقمار كوكب زحل) وهي تقبع تحت طبقة سميكة من الجليد.

والجميع يعتقد بأن الحياة لا يمكن أن تظهر إلا بوجود المياه، علاوة على أن اللّبنات التي تنتجها الطبيعة موجودة في كلّ مكان تقريبا، والطاقة توفرها بسخاء نجومٌ عديدة، وهذه جميعها هي المكونات الأساسية للحياة.

ومن الأسباب الأخرى التي تدفع العلماء للتفكير أيضا في هذا الاتجاه المسافة الصحيحة بين الكوكب ونجمه، والتي تسمح بالحصول على درجة حرارة مناسبة لكي يبقى الماء سائلا، وهذا هو الأمر الذي بدأ العلماء أيضا في الآونة الاخيرة يكتشفون توفره في كواكب أخرى تدور حول نجومها من مسافة مماثلة لبُعد الأرض عن الشمس.

علاوة على ذلك، يعتقد العلماء أن "الكيمياء تميل بشكل واضح إلى التحرّك نحو جُزيئات عُضوية أكثر تعقيدا، وبالتالي من المستغرب جدا أن تكون الأرضُ هي المكان الوحيد في الكون الذي ظهرت فيه الحياة، على الأقل الحياة الميكروبية، أما الحياة الذكية، فتلك قصة أخرى".

ويجد العديد من العلماء أن الحظوظ أوفر للعثور بالأحرى على بكتيريا، وليس على حضارة ذكية، لأن تطوّر أيّ حضارة يتطلب الوقت والاستقرار، وهما من المميزات التي ينعم بها كوكب الأرض، علاوة على وجود كوكب عملاق مثل المشتري في النظام الشمسي يحمي الأرض من ارتطام الكويكبات بها، وبدون هذا الكوكب العملاق الذي يلتقط تلك "الاصطدامات" لربما تلقّت الأرض، في كلّ قرن، كويكبا مبيدا (مثل الذي أهلك الديناصورات).

ويقول العلماء: "لا أحد يعلم كم من الوقت يمكن أن تستمر حضارة تكنولوجية مثل حضارتنا، والسؤال يؤدي إلى تفكير بيئي أيضا. فمن الواضح أن النمو المستمر غير مُمكن لأجل غير مسمى، إلا إذا نجحنا في إعادة تدويرٍ شبه كامل للموارد. فلا يمكن الحفاظ على النمو على مدى 100 ألف عام، لأننا سنستنفد كل شيء".

وتوصل العديد من العلماء الآخرين في نهاية البحث إلى أن الأرض ربما ستخلو بعد مليون عام من البشر، ولكن ليس من الحياة، لكنهم يعقدون الآمال على العثور على كواكب أخرى، تتوفر عليها صورة من صور الحياة، على الأقل قبل انقراض الحياة على كوكب الأرض.

المصدر: سويس أنفو

موافق

هذا الموقع يستخدم ملفات تعريف الارتباط .بامكانك قراءة شروط الاستخدام لتفعيل هذه الخاصية اضغط هنا