الفيفا.. العرش في قبضة العجوز المحنّك
عجوز محنك ومثير للجدل في آن واحد، إنه جوزيف بلاتر، الذي نجح في التربع على عرش الفيفا لولاية خامسة، بعد إقرار منافسه الأمير الأردني علي بن الحسين، بهزيمته في الوصول إلى كرسي الفيفا.
وصمد الرجل السويسري الذي وصفه البعض بأنه داهية هذا الزمان خلال الأيام الماضية أمام بركان غضب انفجر في وجهه ورجالاته، إثر اتهامات بالفساد هزت الفيفا، إلا أن إعادة انتخابه أثارت موجة أعنف من الغضب الأوروبي، معقل الأندية الكروية والمنتخبات العملاقة الفائزة بآخر 3 ألقاب من كأس العالم.
وأعلن رئيس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم ميشيل بلاتيني، الذي لوح سابقا باحتمال انسحاب اتحاد أوروبا من مسابقات الفيفا في حال فوز بلاتر، أن اتحاده سيواصل الضغط من أجل إحداث تغييرات لمساعدة المنظمة على استعادة سمعتها بعد فضائح الفساد، أما نجم كرة القدم البرتغالي السابق لويس فيغو المنسحب من سباق رئاسة الفيفا فكان أكثر حدة، إذ وصف فوز بلاتر باليومِ الأسود في تاريخ الفيفا.
وسدد غريغ دايك رئيس الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم سهما آخر، معتبرا أن الفيفا لن يتمكن من إصلاح نفسه تحت قيادة بلاتر، مضيفا أن نتيجة التصويت أظهرت تراجعا في تأييده، كما لم يستبعد دايك مقاطعة دورة كأس العالم القادمة، إذا تم الاتفاق على ذلك مع دول أخرى.
وستلقي إعادة انتخاب بلاتر بظلالها أيضا على مقعد أوروبا في اللجنة التنفيذية للفيفا، وهو أمر بان في حديث ديفيد جيل نائب رئيس الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم، الذي أكد أنه لن ينضم لعضوية اللجنة التنفيذية للفيفا بعد انتخاب بلاتر.
أما في واشنطن، فرفض المتحدث باسم البيت الأبيض جوش إرنست التعليق على إعادة انتخاب بلاتر، بيد أن اتهامات القضاء الأمريكي للفيفا، ربما تزداد حدتها خلال الأيام القادمة، إذ نقلت صحيفة "نيويورك تايمز"، عن ريتشارد ويبر رئيس الوحدة المسؤولة عن التحقيقات الجنائية في هيئة العائدات الداخلية، ثقته بوجود جولة أخرى من الاتهامات ضد الفيفا، والتي يقول مراقبون إنها قد تطال العجوز السويسري.
وبلا شك أن فضيحة الفساد، التي حاقت بالفيفا مؤخرا، نزعت عن كرة القدم صفة اللعبة الشعبية البسيطة، فالبعض يرى أنها باتت حلبة لتصفية الصراعات السياسية.. إلا أنها في ميدان الرياضة.
تعليق الإعلامية دينا أبي صعب
المصدر: RT