وأخيرا.. الأرض تتعافى بالتدريج!
يخطر سؤال ملح في اليوم الدولي للحفاظ على طبقة الأوزون الذي يصادف 16 سبتمبر مفاده، ماذا سيحدث للأرض إذا اختفت؟ وإلى أين وصلت جهود احتواء الثقب في هذا الدرع الحيوي للأرض؟
في البداية علينا أن نعرف المشكلة من خلال التعرف على طبقة الأوزون ذاتها. هي توجد على ارتفاع فوق سطح الأرض يتراوح بين 15 إلى 35 كيلو مترا في طبقة " الستراتوسفير"، وتحتوي على تركيز عال من جزيئات الأوزون "O₃".
جزيء الأوزون مركب كيميائي يتكون من ثلاث ذرات أكسجين "O₃"، وهو يتشكل حين تُقسم الأشعة فوق البنفسجية عالية الطاقة المنطلقة من الشمس جزيئات الأكسجين العادية "O₂" إلى ذرات فردية. بعد ذلك تصطدم هذه الذرات الحرة بجزيئات أكسجين أخرى "O₂" وترتبط بها مكونة الأوزون "O₃".
طبقة الأوزون هي بمثابة درع واق للأرض من أشعة الشمس الضارة. على الرغم من أن الأوزون في هذه الطبقة نادر نسبيا ويمثل حوالي 10 أجزاء في المليون فقط، إلا أنه فعال جدا في أداء مهمته.
مهمة الأوزون حساسة جدا وهي امتصاص ما بين 97 إلى 99 بالمئة من أشعة الشمس الكهرومغناطيسية الضارة "UV-B" و"UV-C". هذان النوعان من الأشعة الضارة يتميزان بطاقة كافية قادرة على إتلاف الحمض النووي للكائنات الحية.
جرس الإنذار ارتفع في ثمانينيات القرن الماضي حين تم اكتشاف "ثقب الأوزون" فوق القارة القطبية الجنوبية. أدى ذلك إلى ظهور "بروتوكول مونتريال" العالمي للتخلص التدريجي من المواد الكيميائية الضارة المتمثلة في مركبات "الكلوروفلوروكربون" المسؤولة عن تآكل الأوزون.
ما مصير الأرض إذا اختفت طبقة الأوزون؟
في حال اختفاء طبقة الأوزون فجأة، ستكون النتائج كارثية وسريعة على الحياة على الأرض. ستصل إلى سطح الأرض أشعة الشمس فوق البنفسجية (UV-B) و(UV-C) الشديدة جدا.
نوع الأشعة فوق البنفسجية "B" يعد سببا رئيسيا لسرطانات الجلد، بما في ذلك "الورم الميلانيني" المهلك. من دون طبقة الأوزون، سيزداد معدل الإصابة بسرطان الجلد بشكل كبير.
تُسبب الأشعة فوق البنفسجية أيضا في إعتام عدسة العين وأمراض عيون أخرى مثل التهاب القرنية الضوئي، وهي حروق شمس تُصيب العين، ما يؤدي إلى ارتفاع معدلات العمى.
علاوة على كل ذلك، ثبت أن الأشعة فوق البنفسجية تُضعف جهاز المناعة، ما يجعل البشر أكثر عرضة للأمراض المُعدية ويُقلل من فعالية التطعيمات.
الأضرار المميتة ستطال بالطبع الحيوانات وسيعاني معظمها وخاصة تلك الخالية مما يقي مثل الفراء او الجلد أو الريش من مصير مهلك تماما مثل البشر، وسيواجه العديد من أنواعها خطر الانقراض.
النظم البيئية والزراعة هي الأخرى ستتعرض للانهيار، وذلك لأن "العوالق النباتية"، وهي كائنات مجهرية تقوم بعملية التمثيل الضوئي وتُشكل أساس الشبكة الغذائية البحرية، تتميز بأنها شديدة الحساسية من الأشعة فوق البنفسجية، وهلاكها الجماعي سيؤدي إلى انهيار كارثي لأنظمة المحيطات البيئية ما سيترتب عليه نفوق الثروة السمكية وتعرض جميع الكائنات الحية التي تعتمد عليها بما في ذلك البشر للخطر.
الخطر يمتد إلى قوت البشر، وذلك لأن العديد من المحاصيل الأساسية مثل القمح والأرز وفول الصويا والذرة، حساسة لمستويات الأشعة فوق البنفسجية العالية. التعرض لها سيؤدي إلى إعاقة نموها وانخفاض إنتاجيتها وبالتالي إلى نقص غذائي هائل الحجم ومجاعة عالمية.
من دون دراع "طبقة الأوزون" ستتعرض الحياة على كوكب الأرض لخطر مهلك على اليابسة وفي البحار ولن يسلم أحد. لكن لحسن الحظ هذا السيناريو القاتم تبدل. نجحت الجهود الدولية في خفض المواد المستنفدة للأوزون وبدأت هذه الطبقة الحيوية تدريجيا وببطء في التعافي.
الدراسات الأخيرة تؤكد بثقة كبيرة أن ثقب الأوزون يتقلص والخطر يتراجع. العلماء يتوقعون أن تتعافى طبقة الأوزون تماما بحلول منتصف القرن الحالي.
المصدر: RT
إقرأ المزيد
مفاجأة علمية.. إصلاح طبقة الأوزون يفاقم الاحتباس الحراري
كشف فريق من العلماء أن جهود إصلاح طبقة الأوزون خلال الأربعين عاما الماضية ساهمت، بشكل غير متوقع، في زيادة درجات حرارة الأرض، محدثة تأثيرا إضافيا على الاحتباس الحراري العالمي.
رحلة زائر من المريخ إلى أرض عربية!
شهد فجر 7 أكتوبر 2008 وصول زائر من الفضاء كان الأول الذي رُصده وجرى تتبعه قبل أن يصطدم بالأرض. محطة هذا الجرم الفضائي النهائية كانت السودان، بالقرب من محطة السكة الحديدية رقم 6.
ليلة أضاءت الفوانيس الكهربائية الشوارع لأول مرة في التاريخ!
شهدت مدينة سان بطرسبورغ حدثين هامين في شهر سبتمبر في عامين مختلفين في حقبة الإمبراطورية الروسية. الأول، كان إنجازا غير مسبوق على مستوى العالم وجرى في 23 سبتمبر 1873.
تخيل أن يدفع بابك زائر بسرعة 70 كلم/ ثانية؟.. سرّ كوني يقترب من الأرض!"
تخيل أنك تسترخي في بيتك في هدوء وانسجام، وفجأة يطرق بابك زائرٌ غريبٌ أتى من مكان بعيد جدا، لا تعرف شيئا عن أصله أو لغته، لكنه يحمل معه "حكايات" وأسرارا من عوالم لم ترها قط.
تربة القمر بين موسكو وواشنطن!
في رحلته فضائية فريدة وقتها، تمكن من الوصول إلى منطقة "بحر الخصوبة". جمع عينات من تربة القمر وعاد بها إلى الأرض. إنه المسبار الكوكبي السوفيتي "لونا- 16".
كائنات عاقلة من الفضاء صرخت لمرة واحدة "واو"!
تذكر العلماء مع اكتشاف الجسم النجمي الغامض "3 أي/أطلس" في يوليو الماضي، إشارة " واو!" الفضائية المحيرة التي التقطت في عام 1977.
هل صدق من قال: "ما الحب إلا للحبيب الأول"؟
يبقى الحب الأول منطقة حميمة جدا وخاصة في الذاكرة مهما طالت السنوات والتجارب العاطفية بعده. من أوجه هذه الأهمية، الاحتفال بالحب الأول منذ عام 2015 في 18 سبتمبر من كل عام.
سائح فضائي: هذا أسوأ ما صادفني في رحلتي!
بدأت السياحة الفضائية برحلة رجل الأعمال الأمريكي دينيس تيتو عام 2001 على متن المركبة الفضائية الروسية "سويوز تي إم - 32". دفع تيتو ثمنا للرحلة الفضائية 20 مليون دولار.
عربي أم إيطالي أم صيني؟.. ما أصل المعكرونة؟
على الرغم من هيمنة الأصل الإيطالي للمعكرونة وشهرته في العالم، إلا أن جدلا يدور حول أحقية العرب والصينيين ودورهما العريق في ظهورها على الموائد.
جولييت.. لا تزال حيّة حتى الآن!
تتلقى "جولييت"، البطلة الشكسبيرية الشهيرة حوالي 5000 رسالة سنويا من مراهقات ونساء يطلبن نصائح في مسائل عاطفية ملحة. هذه الرسائل تصل منذ عام 1972، والردود عليها لا تتأخر.
خطوة على طريق إطلاق "جني" من قمقمه!
حُلت عقد مستعصية لعلماء كبار في عدة مناسبات في لحظة تجل غير متوقعة. من ذلك معضلة علمية أسهمت في إطلاق "الجن النووي" من قمقمه.
ضعيف في العالم الإسلامي.. أين يستشرس غول "الانتحار"!
تحدث في العالم عملية انتحار واحدة كل 45 ثانية، ويموت كل عام مئات الآلاف بهذه الطريقة الأكثر فتكا من الحروب وجرائم القتل والملاريا والإيدز وسرطان الثدي.
حريق هائل دمر مدينة وقضى على "الطاعون العظيم"!
بعد 3 أيام من استعاره، انتهى حريق لندن العظيم في 5 سبتمبر 1666، ودمرت النيران حوالي 13599 منزلا و87 كنيسة إضافة إلى كاتدرائية القديس بولس العتيقة ومعظم المباني الحكومية.
ما هو "الدم الذهبي" ومن أصحابه؟
يشير مصطلح "الدم الأزرق" إلى الدم الملكي في أوروبا، لكن الزرقة لم تأت من الدم بل من لون الأوردة على بشرتهم البيضاء مقابل بشرة العوام الداكنة، لكن الدم الذهبي حقيقة لا مجاز.
كنز خلف قشرة صلبة!
لا تحظى ثمار جوز الهند بأهمية كبيرة ولا تخطر عادة إلا في لقطات من أفلام المغامرات في جزر نائية أو كمادة إضافية في الحلويات أو المساحيق. مع ذلك فوائدها مذهلة.
التعليقات