هل تتغير موازين القوى العسكرية في ريف حلب؟

أخبار العالم العربي

 هل تتغير موازين القوى العسكرية في ريف حلب؟
جندي سوري
انسخ الرابطhttps://ar.rt.com/h5ip

سيطر الجيش السوري مدعوما بمقاتلي "حزب الله" على منطقة تلتي حدية وايكاردا بعد معارك قوية مع فصائل إسلامية أبرزها "جبهة النصرة" (ذراع تنظيم القاعدة في سوريا).

وبعد فك الحصار عن مطار كويرس العسكري قبل أيام، تعتبر السيطرة على تلة ايكاردا التطور الاستراتيجي الثاني لصالح الجيش السوري منذ بدء معارك حلب في السابع من تشرين الأول / أكتوبر الماضي.

وتنبع الأهمية الاستراتيجية لتلة ايكاردا بسبب بعدها نحو 500 متر عن الأوتستراد الدولي الرئيسي بين حلب ـ دمشق، ومن شأن ذلك أن يقطع طريق الإمداد لفصائل المعارضة بين إدلب وحلب، حيث يسيطر المسلحون على أجزاء كبيرة من أوتستراد حلب ـ دمشق منذ عام 2012.

وخلال الأيام الأخيرة بدا واضحا حجم التغيير في التوازنات العسكرية في ريف حلب الجنوبي، إذا أصبحت بلدات بانص ورسم الصهريج والعيس وتل باجر وقبلهم مدينة الحاضر بأيدي الجيش الذي أصبح على الحدود الشمالية لمحافظة إدلب معقل المعارضة المسلحة في سوريا.

ومنحت السيطرة على مدينة الحاضرة، الجيش السوري القدرة على استكمال هجومه بشكل متسارع، كون بلدة الحاضر تشكل قاعدة لـ "جبهة النصرة"، وهذا ما فسر سرعة تحركات الجيش في وقت بدت الفصائل في الجنوب تشهد ارتباكا ملحوظا.

خروج هذه المنطقة من يد الفصائل المعارضة يشكل انتكاسة لهم لا يستهان بها، فالريف الجنوبي لحلب سيتحول قريبا إلى منصة انطلاق نحو ريف إدلب الشمالي الشرقي، لتصبح محافظة إدلب محاطة بجبهتين هما ريف حلب الجنوبي، ريف اللاذقية الشمالي الشرقي.

وبدا اهتمام الجيش السوري وتركيز ثقله في ريف حلب بعد الخسائر التي تعرض لها في ريف حماة الشمالي على يد فصائل المعارضة الذين نجحوا في السيطرة على مدينة مورك الاستراتيجية، واقترابهم من مدينة صوران.

معركة الهول

سيطرت "قوات سوريا الديموقراطية" التي تضم فصائل كردية وعربية وتتلقى دعما أميركيا على بلدة الهول الاستراتيجية في شمال شرق سوريا، التي تعد خطا دفاعيا ومعبرا رئيسيا لتنظيم "الدولة الإسلامية" مع العراق منذ سيطرة التنظيم على الحسكة والرقة مطلع 2014.

ويشكل هذا التقدم تطورا نوعيا بالنسبة لـ "قوات سوريا الديموقراطية" الوليدة التي تأسست في 12 تشرين الأول / أكتوبر بعد إعلان التحالف العربي السوري وجيش الثوار وغرفة عمليات بركان الفرات وقوات الصناديد وتجمع الوية الجزيرة والمجلس العسكري السرياني المسيحي ووحدات حماية الشعب الكردية ووحدات حماية المرأة، توحيد جهودهم في إطار تحالف عسكري مشترك.

واجتازت "قوات سوريا الديمقراطية" نحو ثمانية كيلومترات جنوب الهول متجاوزة بحرة سموقيا لملاحقة تنظيم الدولة الذي فر إلى الشدادي.

ولم تكن صدفة تزامن هذا التقدم في الجانب السوري مع إعلان رئيس إقليم كردستان العراق مسعود بارزاني أمس تحرير سنجار شمالي العراق من سيطرة تنظيم الدولة عبر عملية نفذتها قوات البشمركة الكردية بدعم من التحالف الدولي وساهمت بقطع خطوط الدعم للتنظيم مع سوريا.

ويعكس هذا التزامن العسكري أهمية القوى الكردية ومستوى التنسيق بين الجانبين الكرديين السوري والعراقي المدعومين من التحالف الدولي.

وأثار النجاح الذي حققته "قوات سوريا الديمقراطية" منذ بدء عملياتها العسكرية في 30 تشرين الأول / أكتوبر الماضي، أسئلة عن أهمية الصيغة العسكرية الجديدة التي اعتمدتها الإدارة الأمريكية في سوريا عقب انهيار برنامج التدريب الذي رعته وزارة الدفاع (البنتاغون).

وتفضل الولايات المتحدة أن تسيطر قوات كردية وعربية على المناطق التي سيتم تحريرها من تنظيم الدولة، خوفا من أن تقع تحت سيطرة فصائل إسلامية مدعومة إقليميا، أو سيطرة الجيش السوري عليها.

تحاول الأطراف المتصارعة تحقيق انجازات ميدانية لاستثمارها على طاولة المفاوضات السياسية، لاسيما مع اقتراب الفرقاء الدوليين والإقليميين من وضع منظومة تفاهمات سياسية حول سوريا.

 حسين محمد

موافق

هذا الموقع يستخدم ملفات تعريف الارتباط .بامكانك قراءة شروط الاستخدام لتفعيل هذه الخاصية اضغط هنا