هل بدأ العد التنازلي نحو "القنبلة النووية الإيرانية".. من يصل إليها أولا؟
في سياق الهجمات الإسرائيلية المتواصلة على إيران منذ فجر 13 يونيو وضربات الرد الإيرانية تحدث خبراء عن إمكانية مسارعة طهران لإنتاج رؤوس نووية، ومدى قدرتها على تحميلها على الصواريخ.
يعتقد عدد من الخبراء المتخصصين أن إيران في الوقت الحالي قادرة تماما على إنتاج عدة رؤوس حربية نووية. من بين هؤلاء الباحث في مركز الأمن الدولي التابع لأكاديمية العلوم الروسية دميتري ستيفانوفيتش الذي يلفت إلى أن إيران "لم تتخذ حتى الآن قرارا سياسيا بشأن صنع أسلحة نووية من عدمه".
ستيفانوفيتش يقول في هذا الشأن أيضا: "من الناحية الفنية، هذه المشكلة قابلة للحل تماما بالنسبة لهم. كيفية تحقيق ذلك ليس سرا بالنسبة للإيرانيين. شيء آخر هو أنه من الضروري العمل على المشكلات المعقدة ذات الصلة وسيكون من الضروري إجراء اختبارات".
خبير آخر متخصص في مجال الانتشار النووي هو فلاديمير خروستاليف يفترض أن إيران لن تكون قادرة على صنع قنبلة نووية في غضون ما بين 4 إلى 8 أسابيع إلا إذا كانت قامت، في انتهاك لمعاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية، بتحضير وإخفاء كل ما هو ضروري لتصنيع الشحنة، باستثناء اليورانيوم المخصب.
خروستاليف يوضح هذه المسألة أكثر بالإشارة إلى أنه وفقا للوكالة الدولية للطاقة الذرية فإن إيران حتى منتصف مايو، راكمت 408.6 كيلو غرام من اليورانيوم 235 المخصب بنسبة 60 بالمئة، ويمكن من خلال هذه الكمية إنتاج يورانيوم صالح للاستخدام في الأسلحة بنسبة تخصيب 93% بسهولة وسرعة. إيران بإمكانها إنتاج 260 كيلو غراما من اليورانيوم الصالح للاستخدام في الأسلحة من مخزوناتها الحالية من اليورانيوم المخصب بنسبة 60 بالمئة.
الخبير ضرب في هذا السياق مثلا للمقارنة، مشيرا إلى أن وزن أول رأس نووي صيني لصاروخ باليستي كان 16 كيلو غراما، وقد انفجر بقوة 12 كيلوطن عام 1966.
خبراء آخرون يعتقدون أن إيران لديها مخزون من اليورانيوم عالي التخصيب يكفي لصنع حوالي 10 رؤوس نووية، فيما كانت الوكالة الدولية للطاقة الذرية قد أكدت إمكانية تحويل هذا المخزون إلى مواد صالحة للاستخدام في الأسلحة النووية في غضون "أسبوع واحد فقط".
خبراء يتطرقون إلى بنية التخصيب التحتية الإيرانية ويشيرون إلى أن طهران قبل الضربات الإسرائيلية كانت شغلت أجهزة طرد مركزي متطورة في منشآتي نطنز وفوردو، وانها قامت في عام 2023 بتخصيب اليورانيوم في فوردو إلى درجة نقاء 83.7 بالمئة، وهي درجة قريبة من متطلبات صنع الأسلحة النووية.
مع ذلك، ألحقت الهجمات الإسرائيلية أضرارا بالغة بأنظمة الطاقة في نطنز، مما قد يعطل أجهزة الطرد المركزي الموجودة تحت الأرض، خاصة أن آخر تصريح للمدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافاييل غروسي أفاد بأن أجهزة الطرد المركزي في منشأة نطنز النووية الإيرانية، "ربما تضررت بشدة إن لم تكن قد دمرت بالكامل".
الخبراء في شؤون الأسلحة النووية بالمقابل يرصدون عدة مشكلات قد تعيق أو تؤخر إنتاج إيران بسرعة رؤوسا نووية منها، عدم وجود دليل يؤكد أنها أتقنت تقنية تصميم الرؤوس الحربية النووية. مثل هذا الأمر يتطلب هندسة دقيقة ومعقدة للنوى الانشطارية ومحفزات التفجير.
العقبة الثانية تتمثل في وسائل إيصال الرؤوس النووية. على الرغم من أن إيران تمتلك صواريخ باليستية عديدة إلا أن دمج رأس حربي نووي يتطلب اختبارات صارمة لضمان الموثوقية والدقة، وخبرة الإيرانيين الحالية منحصرة في الحمولات المتفجرة التقليدية.
يضاف إلى ذلك أن إيران قد تواجه مشكلات في مجال التجميع النهائي للسلاح النووي، بعد أن تم اغتيال عدد كبير من صفوة العلماء الإيرانيين، أصحاب الخبرة في هذا الجانب.
يوجد رأي مخالف تماما يعتقد أصحابه مثل أليكسي زورافليف، النائب الأول لرئيس لجنة الدفاع في مجلس الدوما الروسي أن "القنبلة النووية الإيرانية هي شبح من صنع إسرائيل. في المستقبل القريب، لن يكون لدى الدولة الإسلامية ذلك".
ماذا لو تبادلت إسرائيل وإيران الهجمات النووية:
يفترض الخبير الروسي في الشؤون العسكرية ألكسندر سوبيانين أن هجوما نوويا إيرانيا على إسرائيل بذخيرة مماثلة في القوى لتلك التي أسقطتها الولايات المتحدة على مدينة هيروشيما اليابانية نهاية الحرب العالمية الثانية، سيؤدي إذا حدث، إلى دمار كبير ومقتل عشرات الآلاف من الأشخاص.
الخبير يعتقد في نفس الوقت، أن الضربة المحتملة للدولة العبرية على إيران بذخيرة نووية أكثر حداثة ستكون أقوى بكثير، وربما تتسبب في مقتل أكثر من مائة ألف شخص.
هذا الخبير العسكري يشدد في النهاية على أن "استخدام الأسلحة النووية لن يكون كافيا لهزيمة أي من البلدين. هناك حاجة إلى غزو بري، وتقع سوريا والأردن والعراق بين الدولتين. سيكون الأمريكيون في الوقت نفسه سعداء للغاية بهذا التطور. إنهم بحاجة إلى سابقة لـ(تقنين) الأسلحة النووية. بعد كل شيء، سيكون من الممكن استخدامها (بهدوء) في مجموعة متنوعة من النزاعات" .
المصدر: RT
إقرأ المزيد
الوكالة الدولية للطاقة الذرية: التحقق من مخزون إيران من اليورانيوم المخصب "تأخر كثيرا"
أعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن إيران لم تسمح للمفتشين بدخول المواقع النووية التي قصفتها إسرائيل والولايات المتحدة، مضيفة أن التحقق من مخزونها من اليورانيوم "تأخر كثيرا".
الجيش الإسرائيلي: لدينا المزيد من الأهداف في طهران وغرب إيران
أكد المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أن القوات الإسرائيلية ستواصل عملياتها ضد المواقع الإستراتيجية الإيرانية.
إيران ما قبل وما بعد 13 يونيو.. ما الذي تغير؟
فاجأت الصواريخ الإيرانية المضادة للجو الأمريكيين ليلة 19 – 20 يونيو 2019 بتمكنها بتسديدة واحدة من إسقاط طائرة استطلاع مسيرة متطورة طراز "غولوبال هوك" فوق مضيق هرمز.
نهاية العالم بين "أم الحروب وأم أمهات القنابل"!
لا يستبعد خبير الشؤون العسكرية مارك فيتزباتريك أن تنقلب الحرب التي تشنها إسرائيل على إيران والتي قد تنضم إليها الولايات المتحدة وتصبح كما لو أن البلدين يطلقان النار على نفسيهما.
محطة رادار "كوريجيك" بين صواريخ إيران وطائرات إسرائيل!
غبار الحرب التي بدأتها إسرائيل بهجومها على إيران في 13 يونيو أعاد مجددا الجدل في تركيا بين حزب الشعب الجمهوري والحكومة التركية حول محطة رادار "كوريجيك"، فما أصل المشكلة؟
في "يوم الذعر العالمي".. الحرب على إيران ودقات ساعة القيامة!
يحتفل في الولايات المتحدة في 18 يونيو بـ"يوم الذعر العالمي". هذا اليوم اكتسب شهرة وهو بمثابة رد فعل بروح من الدعابة لمواجهة الضغوط الاجتماعية، لكنه يتصادف حاليا مع "ذعر حقيقي"!
إيران والسيناريوهات الأكثر خطورة ومهلة عشرة أيام!
ما يجري في إيران منذ 13 يونيو دفع خبراء إلى التذكير بـ"انقلابات الربيع العربي"، التي وُصفت بأنها "سلسلة انقلابات دموية نفذت بطريقة مثالية انهارت إثرها دول بكاملها مثل الدومينو".
هل يفعلها ترامب ويلقي بقنبلة "الضربة القاضية"؟
حتى الآن تؤكد مختلف التقارير أن منشأة "فوردو" لتخصيب اليورانيوم المخبأة عميقا في باطن الأرض لم تصب بأضرار خطيرة رغم الغارات الإسرائيلية المتلاحقة، فما السبب؟
مادورو: بوتين وشي جين بينغ وحدهما قادران على نزع فتيل التصعيد بين إيران وإسرائيل
أكد الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو أن نظيريه الروسي فلاديمير بوتين والصيني شي جين بينغ هما الزعيمان الوحيدان القادران على وضع حد للصراع المتصاعد بين إيران وإسرائيل.
"أكسيوس": الولايات المتحدة تدرس تسليم إسرائيل قنابل خارقة للتحصينات
ذكرت وكالة "أكسيوس" نقلا عن مصادر مطلعة أن الولايات المتحدة تدرس إمكانية تسليم إسرائيل قنابل خارقة للتحصينات كأداة ضغط على إيران.
وزير الدفاع الأمريكي: سياستنا في الشرق الأوسط دفاعية ولا نية لشن هجمات ضد طهران
قال وزير الدفاع الأمريكي بيت هيغسيث إن واشنطن تسعى إلى حل سلمي للأزمة مع إيران، مشددا على أن سياسة بلاده في المنطقة دفاعية ولا توجد لديها نية لشن هجمات ضد طهران.
غروسي: أجهزة الطرد المركزي في نطنز ربما تضررت بشدة إن لم تدمر بالكامل
قال مدير عام الوكالة الدولية للطاقة الذرية رافاييل غروسي، اليوم الثلاثاء، إن أجهزة الطرد المركزي في منشأة نطنز النووية الإيرانية، "ربما تضررت بشدة إن لم تدمر بالكامل".
الثالث من نوعه خلال ساعات.. إيران تشن هجوما صاروخيا جديدا على إسرائيل
شنت إيران هجوما صاروخيا على إسرائيل بعد اقل من ساعة من هجوم سابق، حيث تتعرض مواقع إسرائيلية لهجوم مستمر من إيران منذ ساعات مساء الاثنين.
وزير الدفاع الأمريكي يوجه البنتاغون بنشر قدرات إضافية في الشرق الأوسط
أعلن وزير الدفاع الأمريكي بيت هيغسيث أنه وجه بنشر "قدرات إضافية" في الشرق الأوسط لحماية القوات الأمريكية في المنطقة.
هل تجاوز نتنياهو " عقيدة بيغن" في هجومه على إيران؟
يعتقد عدد كبير من الخبراء في السياسة والأمن أن الهجوم الإسرائيلي الواسع وغير المسبوق على إيران والمتواصل منذ فجر 13 يونيو، هدفه الحقيقي هو إسقاط النظام القائم واستبداله بآخر.
التعليقات