ليلة اختفاء "النجوم الحمراء" من أبراج الكرملين!
تعرضت العاصمة السوفيتية موسكو ليلة 22 يوليو 1941 لغارة جوية عنيفة استمرت 5 ساعات، وكانت البداية لسلسلة غارات تواصلت لمدة خمس شهور.
هذه الغارة وقعت بعد شهر بالضبط من بدء هتلر عملية "بارباروسا" لغزو أراضي الاتحاد السوفيتي للسيطرة على ثرواته واستيطان مناطقه الخصبة.
كانت القوات الألمانية النازية تتقدم وقتها نحو موسكو، في عملية اجتياح كبرى توهم قادة النازيين الألمان أنها ستكون خاطفة وسريعة مثل ما جرى في أوروبا الغربية.
شاركت في هذه الغارة الليلية 220 طائرة قاذفة معظمها من طراز "هينكل إتش إي 111 إس". هذه الطائرات القاذفة كانت قادرة على الطيران على ارتفاعات عالية وكان يقودها طيارون من أصحاب الخبرة في مثل هذا النوع من الغارات في الظلام.
خلال الساعات الخمس من هذا الغارة التي بدأت الساعة العاشرة من ذلك اليوم حتى فجر اليوم التالي، أسقطت القاذفات الألمانية على موسكو أكثر من مائة طن من القنابل شديدة الانفجار وخمسة وأربعين ألف قنبلة حارقة. الغارة الجوية نفذت من ثلاثة اتجاهات، من الغرب ومن الشمال الغربي والجنوب الغربي.
استهدفت الغارة الأولى وعمليات القصف الجوي التالية الكرملين، ومحطة موسكو للطاقة الكهرومائية، وعدة مباني رسمية في المدينة، وكذلك المصانع والجسور في شمال العاصمة.
كان الألمان يعتقدون أن الطريق إلى موسكو مفتوحة أمامهم. لتسريع لمهمة شُنت هذه الغارة الضخمة بهدف ضرب الروح المعنوية للجيش السوفيتي وقيادته وتدمير القدرات الصناعية العسكرية السوفيتية في المدينة.
بعد استيلاء قوات ألمانيا النازية الغازية على معظم أراضي بيلاروس ودول البلطيق، بدأ قادة هتلر في التخطيط لتنفيذ غارات جوية على موسكو معتقدين أن المدينة في طريقها إلى السقوط أمام زحف قواتهم البرية.
أدولف هتلر كان تحدث في 14 يوليو 1941 عن ضرورة قصف موسكو "لضرب مركز المقاومة البلشفية ومنع الإخلاء المنظم لجهاز الحكومة الروسية". لتحقيق هذا الهدف، تم بأمر من هتلر، نقل أكثر من مئة طائرة قاذفة من بلجيكا وفرنسا إلى الاتحاد السوفيتي.
في ذلك الوقت، كان الجيش الأحمر يتوقع شن غارات جوية على موسكو واستعد للتصدي لها بنشر الكشافات الضوئية والبطاريات المضادة للطائرات على أسطح البنايات.
كما تم إطفاء أنوار الإضاءة في الشوارع، وتعتيم النوافذ، واستخدمت أساليب واسعة للتمويه أثناء تعرض المدينة للقصف الجوي النازي. رُسمت الأشجار والأسقف في شوارع وساحات موسكو، وطُليت القباب الذهبية لكاتدرائيات موسكو بألوان مموهة، وغطيت النجوم الحمراء على أبراج الكرملين بأقمشة مشمعة.
علاوة على كل ذلك، انطلقت الطائرات المقاتلة السوفيتية للتصدي للقاذفات الألمانية قبل وصولها للمدينة، ونفذ الطيارون السوفييت 441 طلعة جوية خلال هذه الغارة، تمكنوا خلالها من إسقاط 12 طائرة قاذفة مغيرة، فيما دمرت المدفعية المضادة للطائرات 10 قاذفات ألمانية أخرى.
استمرت حملة القصف الجوي النازي الليلية على موسكو وتعرضت المدينة لاحقا لأكثر من 90 غارة، إلى أن توقفت تماما منتصف عام 1943.
قتل خلال الغارات أكثر من ألفي شخص وجرح حوالي ثلاثة اضعاف هذا العدد، ودمرت العديد من المباني بما في ذلك مستشفيات ومدارس ومنشآت صناعية، واندلع 1166 حريقا في أرجاء موسكو.
سرّعت هذه الغارة الأولى على موسكو من وتيرة نقل المصانع إلى شرق البلاد، كما تم تعزيز الدفاعات الجوية في العاصمة وتم نشر المزيد من الطائرات المقاتلة حولها.
وصف شاهد عيان هو ألكسندر ويرث، وكان يعمل مراسلا لـ "بي بي سي" في موسكو الغارة الأولى على موسكو بـ"المشهد المذهل"، مشيرا إلى أن شدة الكشافات والنيران المضادة للطائرات فاقت بكثير شدتها خلال الغارة على لندن.
مع ذلك كانت أضرار القصف الجوي النازي على موسكو طفيفة رُغم ضراوته، وفيما بعد تيقن النازيون بالتدريج من أن انتصارهم هنا مستحيل.
المصدر: RT
إقرأ المزيد
يوم اندمج قرب موسكو "وابل ألف مدفع في عواء طويل"!
وصف نابليون بونابرت معركة "بورودينو"، الأكبر والأكثر أهمية في فترة غزو جحافله لروسيا بأنها "الأكثر فظاعة من بين كل معاركه، وفيها اكتسب الروس الحق في أن يكونوا لا يُقهرون".
تكتيك القتال بـ"المعانقة" في أشرس حرب!
من مواقيت الحرب العالمية الثانية اللافتة أنها بدأت بأوروبا في 1 سبتمبر 1939، وانتهت في 2 سبتمبر 1945، في حين أنها بدأت في القارة الآسيوية بغزو اليابان للصين في 7 يوليو 1937.
مَن يقف وراء العمليات "المستحيلة" وكيف صنعت روسيا أسطورة قواتها الخاصة؟
تعد قوات "ألفا" من أشهر وحدات القوات الخاصة في روسيا والعالم، وقد تأسست في حقبة الاتحاد السوفيتي بأمر من رئيس جهاز "كي بي جي" يوري أندروبوف في 29 يوليو 1974.
شاهد أندر صورة.. كسوف الشمس من الماضي البعيد!
تخيل أن تتاح لك الفرصة لمشاهدة كسوف كلي للشمس ولكن ليس الآن، بل من الماضي. هذا ممكن تماما فقد التقطت أول صورة واضحة لهذه الظاهرة الطبيعية عام 1851 على أراضي روسيا الحالية.
في سن الستين اكتشفت أن والدها "مجرم حرب" وبالصدفة
أصيبت الصحفية الألمانية المعروفة أنيغريت إيخورن بصدمة كبيرة وهي تتفحص مجموعة من الصور في معرض عن جرائم جيش ألمانيا النازية في الاتحاد السوفيتي. في إحدى الصور تعرفت على والدها.
القاذفة الروسية الشبحية "باك دا" في مواجهة الأمريكية "بي – 2"!
توجد لها صور نادرة وبيانات أساسية، ولا أحد يدري كم قطعت على الأرض من أشواط إلا المصمون والمسؤولون الأكثر قربا من أسرار الدولة، إنها القاذفة الروسية الاستراتيجية الشبحية "باك دا".
حنظلة: "محسوبك إنسان عربي وبس"!
جعل ناجي العلي رسوماته الساخرة بأسلوبها الصريح وشخصياتها و"حكاياتها" البسيطة في متناول الجميع، فيما أثارت صراحته الشديدة غضب الكثيرين، وعجلت برحيله المفاجئ قبل سن الخمسين.
"هام بشكل خاص وسري للغاية".. رسالة من رئيس الـ"كي بي جي" إلى بريجنيف بشأن هتلر
بعث رئيس "كي جي بي" يوري أندروبوف في 13 مارس 1970 إلى الزعيم السوفيتي ليونيد بريجنيف مذكرة حملت عبارة "هام بشكل خاص وسري للغاية"، اقترح فيها تدمير رفات أدولف هتلر وجوزيف غوبلز.
الطائرة "الجهنمية" تضرب من دون قنابل أو صواريخ!
صمم المتخصصون في الفترة السوفيتية أسلحة ومعدات لا يزال بعضها يبدو حتى الآن عجيبا وسابقا لعصره. إحداها طائرة هجومية فريدة لم يكشف عنها إلا في السنوات القليلة الماضية.
لو أن أحدهم أخبرني بذلك لقلت إنه "مجنون".. هتلر في محادثة سرية لمدة 11 دقيقة!
خلال زيارة سرية قام بها إلى فنلندا مطلع يونيو عام 1942، جرى بالصدفة تسجيل محادثة بين الزعيم النازي أدولف هتلر وقائد الجيش الفنلندي المارشال غوستاف إميل مانرهايم، استمرت 11 دقيقة.
الكشف عن خطط بريطانية فرنسية لضرب خاصرة الاتحاد السوفيتي في القوقاز بـ"الرمح"ّ أواخر الثلاثينيات !
أظهرت وثائق عرضت لأول مرة في موسكو أن بريطانيا وفرنسا كانتا تستعدان بنشاط لضرب الاتحاد السوفيتي وتدمير حقول النفط في باكو عامي 1939 - 1940.
ساحر بولندي في حضرة ستالين..
يمكن وصف التاريخ الإنساني بأنه ملحمة متواصلة من التدافع والتشابك سلما وحربا استقرارا واضطرابا، ملحمة بإيقاعات مختلفة لا تخلو من غموض الأساطير.
التعليقات