بوتين وكاميرون يؤكدان ضرورة توحيد جهود مكافحة الإرهاب
الكرملين: الغرب منقسم حول مكافحة الإرهابأكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون ضرورة توحيد الجهود لمكافحة الإرهاب وذلك في أول لقاء بين الجانبين منذ عام تقريبا.
جاء ذلك في مستهل لقاء عقده الزعيمان الروسي والبريطاني على هامش قمة "مجموعة العشرين" في أنطاليا التركية الاثنين 16 نوفمبر/تشرين الثاني واستكملاه خلف الأبواب المغلقة.
وقال بوتين في مستهل اللقاء: "الأحداث المأساوية الأخيرة في فرنسا تشير إلى أننا مضطرون لتوحيد الجهود في مكافحة هذا الشر، وكان يجب أن نفعل ذلك منذ زمن بعيد".
وبشأن التعاون الثنائي أكد الرئيس الروسي أن العلاقات الروسية البريطانية تمر عبر مرحلة حرجة، داعيا إلى تحليل التعاون السابق وإعداد خطة محددة لتطوير العلاقات في المستقبل.
من جانبه، أكد كاميرون توافقه مع الرئيس الروسي بضرورة التعاون في مكافحة الإرهاب، خاصة بعد الأحداث البشعة في باريس، معربا عن تعازيه لكارثة الطائرة الروسية في مصر.
وشكر الرئيس الروسي رئيس الحكومة البريطانية على تقديم المعلومات بشأن كارثة الطائرة الروسية.
يذكر أن مكتب رئيس الوزراء البريطاني ذكر سابقا أن كاميرون ينوي خلال مباحثاته مع بوتين وغيره من زعماء "مجموعة العشرين" مناقشة بحث موضوع أمن النقل الجوي.
كاميرون: الخلافات مع بوتين حول مصير الأسد قلت
ودعا كاميرون عقب اللقاء إلى التعاون مع روسيا في المجالات التي يوجد تفاهم بشأنها بين البلدين، مشيرا في ذات الوقت إلى وجود "خلافات كبيرة مع بوتين حول أوكرانيا وسوريا".
وأشار رئيس الوزراء البريطاني في مؤتمر صحفي يوم الاثنين إلى انحصار الخلافات بشأن مصير الرئيس السوري بشار الأسد.
وقال: "كانت هناك خلافات كبيرة بين هؤلاء الذين كانوا يعتقدون بضرورة رحيل الأسد فورا، وأولئك الذين دعموه ويواصلون دعمه مثل الرئيس بوتين"، مضيفا "أعتقد أن الخلافات قلت. وآمل في أننا سنتمكن من تقليلها أكثر في المستقبل، إلا أن ذلك يتطلب تنازلات من الجانبين".
الكرملين: الغرب منقسم حول مكافحة الإرهاب
من جانبه أعلن المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف أن بوتين وكاميرون لم يبحثا خلال لقائهما في أنطاليا إجراء عمليات مشتركة ضد "داعش" في سوريا، مشيرا إلى أن المباحثات تناولت الوضع في سوريا وآفاق التسوية السياسية.
وأكد بيسكوف عدم وجود موقف موحد للغرب بشأن مكافحة الإرهاب، قائلا: "ممكن القول إن هناك تفاهم لضرورة التعاون، إلا أنه لا يمكن التوصل إلى اتفاقات بين روسيا والغرب، لأن لا يوجد مثل هذا المفهوم، لأن لكل دولة موقفها بشأن مختلف جوانب قضية مكافحة الإرهاب. وإن كنتم تعتقدون بأن الغرب موحد في مواقفه مئة في المئة فإنكم مخطئون".
وأضاف المتحدث باسم الكرملين أن بوتين وكاميرون بحثا كذلك عملية مينسك لتسوية الأزمة الأوكرانية على خلفية سريان مفعول اتفاقية الشراكة بين أوكرانيا والاتحاد الأوروبي.
وأعرب المتحدث باسم الكرملين عن ارتياح موسكو في أن لندن أبدت اهتمامها باستئناف العلاقات الطبيعية المتبادلة النفعة مع روسيا، رغم بقاء الخلافات بين الجانبين.
الكرملين: لقاء بوتين وأوباما كان بناء لكنه لم يكن نقطة انعطاف
وأكد بيسكوف أن لقاء بوتين وأوباما لم يكن نقطة انعطاف، مشيرا إلى أن توقع "حدوث انقلاب في العلاقات الثنائية" خلال لقاء استمر 20 دقيقة أمر غير واقعي. وقال إن هناك خلافات باقية بين البلدين، لكنه يوجد إدراك عدم وجود بديل للحوار الثنائي.
وأضاف أن مباحثات الرئيسين الروسي والأمريكي حملت طابعا بناء.
وأوضح بيسكوف أن مباحثات الرئيس الروسي والمستشارة الألمانية أنغيلا ميركل في أنطاليا تناولت قضايا سوريا وأوكرانيا ومكافحة الإرهاب.
وأشار إلى أن الرئيس الروسي ونظيره الصيني شي جين بينغ أكد تضامنهما الكامل في لقاء على هامش قمة "مجموعة العشرين" في مجال مكافحة الإرهاب.
قمة روسية تركية
من جهة أخرى، نقلت وكالات الأنباء الاثنين أن بوتين اتفق مع نظيره التركي رجب طيب أردوغان على عقد قمة روسية تركية في روسيا في 15 ديسمبر/كانون الأول المقبل.
بوتين: فحص المواد المتعلقة بتحطم طائرة A321 في مصر دخل المرحلة الختامية
وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد أعلن في وقت سابق أن فحص المواد المتعلقة بتحطم طائرة A321 الروسية في مصر دخلت المرحلة الختامية.
وقال بوتين خلال لقاء عقده مع رئيس الوزراء الإيطالي ماتيو رينزي على هامش قمة "مجموعة العشرين" في أنطاليا التركية الاثنين 16 نوفمبر/تشريم الثاني، "نحن الآن في المرحلة الختامية لفحص المواد".
من جانبه أكد رينزي ضرورة توحد الدول في مواجهة الإرهاب، معربا من جديد عن تعازيه وتعازي الشعب الإيطالي بسبب كارثة الطائرة الروسية.
وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف بشأن لقاء بوتين ورينزي إن الجانبين بحث إمكانية تسهيل نظام التأشيرات بين لبلدين دون انتظار تحسن العلاقات بين موسكو وبروكسل.
تجدر الإشارة في هذا السياق إلى أن طائرة التابعة لشركة "كوغاليم أفيا" الروسية تحطمت في سيناء في 31 أكتوبر/تشرين الثاني، مما أسفر عن مقتل 224 شخصا بينهم 7 من أفراد الطاقم. ويدرس التحقيق مختلف سيناريوهات الكارثة، إلا أن تقارير غربية ترجح أن يكون تحطم الطائرة عملا إرهابيا. وقامت موسكو مؤخرا بوقف كافة الرحلات بين روسيا وموسكو لأسباب أمنية.
المصدر: وكالات