حملة رياضية أوروبية ضخمة لدعم اللاجئين
وجه نادي الدرجة الثانية الألماني سانت باولي، دعوة إلى 1000 لاجئ لحضور مباراة ودية ضد بوروسيا دورتموند، تحت شعار "مرحبا باللاجئين"، ورافق أطفال لاجئون اللاعبين في أرضية الملعب.
وتأتي هذه المبادرة التي أقيمت الثلاثاء 8 سبتمبر/أيلول، بعد تعهد بايرن ميونيخ بطل الدوري الألماني، بتنظيم معسكر تدريبي للاجئين وتخصيص مبلغ مليون يورو لمشروعات اللاجئين.
من جهته ذكر إفالد لينين المدير الفني لسانت باولي، أن كرة القدم لا يمكنها تقديم الكثير للاجئين وأن مباراة واحدة لن تساعد هؤلاء الناس في معاناتهم اليومية، "ولكننا يمكن أن نعلن عن موقفنا، وهو أمر مهم للغاية".
وقال نيفين سوبوتيتش مدافع بوروسيا دورتموند الذي هاجرت عائلته من صربيا إلى ألمانيا في عام 1990 "عندما أفكر في طريقة الترحيب بالمهاجرين في ألمانيا يهتز بدني".
وغالبا ما كانت تتلقى الرياضة تهما بتجاهل المشكلات الاجتماعية، لكن العالم الرياضي يورغن ميتاج من الجامعة الألمانية للرياضة في كولونيا قال إن العديد من الأندية الرياضية الصغيرة، تساعد الآن المهاجرين من خلال فتح أبواب صالات رياضية ومنشآت أخرى، والتبرع بالملابس وما شابه ذلك.
Football has social responsibility to help Europe's refugee crisis, writes @RorySmithTimes. http://t.co/9ESR5C2gFipic.twitter.com/s9dTArvbZ1
— ESPN FC (@ESPNFC) September 9, 2015
وأكد أن الرياضة، وخاصة كرة القدم، تحظى بمكانة هائلة في المجتمع الألماني، وهو أمر لا يمكن التغاضي عنه.
ويتوقع أن تشهد استادات كرة القدم في ألمانيا مظاهر دعم للاجئين في مطلع الأسبوع المقبل، عند استئناف منافسات الدوري الألماني بعد فترة توقف بسبب عطلة الفيفا.
وبعدما ظهرت لافتات الترحيب باللاجئين، يحملها المشجعون الألمان في المباريات، بدأت حركة للمشجعين في إنكلترا تقدم الدعم أيضا للاجئين.
وأطلق حساب في تويتر دعوة ليوم تضامن بين الفرق الـ92 المشاركة في مسابقات الدوري الأربع الأولى في انكلترا، السبت المقبل من أجل توجيه رسالة إلى الحكومة البريطانية.
ويتزامن الحدث مع اجتماع وزيرة الداخلية البريطانية تيريزا ماي مع زعماء الاتحاد الأوروبي المقرر لمناقشة أزمة اللاجئين.
وكان مشجعو أستون فيلا في طليعة من استجابوا لدعوة الدعم وسيرفعون لافتة ترحيب باللاجئين خلال مباراة الفريق أمام ليستر سيتي الأحد.
وقررت الأندية الأوروبية الرائدة توفير مبلغ يصل إلى نحو 3 ملايين يورو، لتقديمه كدعم خيري للمهاجرين، وذلك من خلال تخصيص جزء من عائدات بيع تذاكر المباريات ببطولتي دوري أبطال أوروبا والدوري الأوروبي لكرة القدم.
Clubs in this year's #UCL and #UEL to donate €1 per ticket sold to refugee charities. http://t.co/iqxAg8V2B6pic.twitter.com/tiCdGbZndK
— ESPN UK (@ESPNUK) September 8, 2015
واعتبر الألماني كارل-هاينز رومينيغه رئيس رابطة الأندية الأوروبية (إيكا) أن "كرة القدم تتحمل مسؤولية".
وفي إيطاليا، أطلق نادي روما مبادرة لجمع التبرعات تحت شعار "عطاء كرة القدم" بهدف دعم اللاجئين من خلال تبرعات تمرر إلى المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين ومؤسسة إنقاذ الطفل ولجنة الإنقاذ الدولية واللجنة الدولية للصليب الأحمر.
وفي إسبانيا، أعلن نادي ريال مدريد أنه سيتبرع بمليون يورو لمساعدة اللاجئين الذين ستستقبلهم إسبانيا خلال الأسابيع القليلة المقبلة.
ورغم ذلك كانت هناك استجابة بطيئة من قبل المؤسسات الرياضية في إسبانيا لدعوات المنظمات غير الحكومية لدعم المهاجرين.
ولم يتبع أي ناد آخر خطى ريال مدريد حتى الآن، رغم الحملة الواسعة التي تطلقها المنظمات غير الحكومية ووسائل الإعلام لدعم المهاجرين.
وفي إقليم كاتالونيا طالبت إذاعة "راك1" نادي برشلونة، بطل أبطال أوروبا، بدراسة كيفية تقديمه المساعدة للاجئين، وأكدت: "لا يمكن للنادي الأكثر أهمية في العالم أن يظل على الهامش في مثل هذه الظروف الطارئة".
وبينما كانت كرة القدم في طليعة الكيانات الداعمة، كان لرياضات أخرى أيضا دورها في مساعدة اللاجئين.
وفي السياق نفسه تعهدت اللجنة الأولمبية الدولية التبرع بمليوني دولار للمشروعات الداعمة للاجئين، وهو مبلغ يرى الكثيرون أنه ضئيل في ظل توزيع اللجنة 25ر3 مليون دولار يوميا على اللاعبين والمؤسسات الرياضية التابعة لها حول العالم.
المصدر: "DPA"