موسكو تحث واشنطن على دفع كييف للتفاوض مع جنوب شرق أوكرانيا
حث وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف نظيره الأمريكي جون كيري على استخدام نفوذ واشنطن لدى كييف لدفعها نحو البدء بمفاوضات مباشرة مع ممثلي جنوب الشرق الأوكراني.
- كييف تؤكد إسقاط طائرة النقل العسكرية وأنباء غير مؤكدة عن إسقاط مقاتلة في شرق أوكرانيا (فيديو)
- موسكو: لا يجوز التستّر على الجرائم ضد الشعب بغطاء مكافحة الإرهاب
- المدفعية الأوكرانية تقصف أطراف لوغانسك ومقتل 3 جنود أوكرانيين في ماريوبل
- "الدفاع الشعبي" تعلن تدمير قافلة للجيش الأوكراني قرب مدينة سلافيانسك
- واشنطن تتهم روسيا بتزويد دعاة الاستقلال في شرق أوكرانيا بالأسلحة الثقيلة
- إقالة 212 ضابطا في وكالة الفضاء الأوكرانية لرفضهم الامتثال لأوامر وزارة الدفاع
وقالت وزارة الخارجية الروسية في بيان السبت 14 يونيو/حزيران إن لافروف وكيري بحثا في اتصال هاتفي بمبادرة من الأخير الوضع في أوكرانيا في سياق العمل الدولي لوقف العنف في الأقاليم الجنوبية الشرقية، وإقامة حوار داخلي في أوكرانيا على أساس خارطة الطريق التي وضعتها منظمة الأمن والتعاون في أوروبا استنادا إلى بيان جنيف الصادر في 17 أبريل/نيسان من العام الجاري.
وذكر البيان أن الجانب الروسي أشار بشكل خاص إلى "الأعمال العسكرية والقصف المدفعي والغارات الجوية على المراكز السكنية والتي يصاحبها سقوط عدد كبير من الضحايا في أوساط المدنيين، كما لفت إلى استفزازات العسكريين الأوكرانيين على الحدود مع روسيا بما في ذلك حوادث انتهاك الحدود المتكررة".
وأفاد بيان الخارجية الروسية بأن "لافروف حث الولايات المتحدة إلى استخدام نفوذها لدى السلطات الأوكرانية لدفعها نحو وضع تقديرات أكثر واقعية للوضع، وإدراك عدم جدوى المراهنة على الحل العسكري للنزاع الداخلي، والشروع في مفاوضات مباشرة مع ممثلي الأقاليم الجنوبية الشرقية بشأن الوقف الفوري لإطلاق النار وتقديم مساعدات إنسانية عاجلة للسكان المتضررين".
وعبّر لافروف أيضا عن أمل موسكو في أن تساعد واشنطن، آخذة في الاعتبار علاقاتها الوثيقة بكييف، على توفير الظروف المواتية للتوصل إلى اتفاق مقبول للجميع في مفاوضات الغاز بين روسيا وأوكرانيا، وكذلك فيما يخص تبعات اتفاقية الشراكة المخطط توقيعها بين أوكرانيا والاتحاد الأوروبي.
ووعد وزير الخارجي الأميركي نظيره الروسي بأن يولي هذه المسائل اهتمامه الخاص.
من جانب آخر، عبّر لافروف وكيري عن قلقهما إزاء التدهور الحاد للأوضاع العراق نتيجة نشاط المجموعة الإرهابية "الدولة الاسلامية في العراق والشام"، ولفت بيان الخارجية الروسية إلى أن الجانبين " ناقشا ضرورة بذل جهود إضافية بهدف تنظيم حوار بمشاركة دول الرئيسية في المنطقة، مع الأخذ في الاعتبار صعوبة التطورات الإقليمية بشكل عام بما في ذلك في سورية وما حولها".
وكان لافروف وجه في وقت سابق السبت انتقادات لاذعة لسلطات كييف بسبب اعتبارها سكان جنوب شرق أوكرانيا "إرهابيين لا يمكن الحوار معهم".
وفي حديث للتلفزيون الروسي يوم 14 يونيو/حزيران أشار إلى وجود تناقضات واضحة في تصريحات الرئيس الأوكراني بيوتر بوروشينكو، الذي يؤكد ضرورة الحوار مع جنوب شرق البلاد وفي الوقت ذاته يدعو إلى "القضاء على الانفصاليين والإرهابيين".
وتساءل لافروف: "كيف يمكن وصف الأشخاص الذين يدافعون عن منازلهم وبلداتهم من المسلحين التابعين للجيش والحرس الوطني بالإرهابيين؟"
وأشار الوزير الروسي إلى أن جزءا كبيرا من الحرس الوطني الأوكراني "يتكوّن من عناصر "القطاع الأيمن" والجناة"، وقال: "كثيرون لا يعرفون عما ينص قانون العفو الذي تبنته الرادا (البرلمان الأوكراني) يوم 6 مايو/أيار دون أن تثير أية ضجة إعلامية. هذا القانون يذكر العديد من القضايا الجنائية الخطيرة بما فيها القضايا التي لم يُكتمل التحقيق فيها بعد. وتشير بعض التقارير إلى أن هذا العفو شمل حوالي 15 ألف شخص تم الإفراج عنهم بشرط غير معلن هو أن ينضمّوا إلى صفوف الحرس الوطني. إنهم (السلطات الأوكرانية) يعتبرون الأشخاص الذين يدافعون عن بيوتهم من الراديكاليين الذين يتصرفون بشكل عدواني وينتهكون كل معايير القانون الإنساني، يعتبرونهم إرهابيين وانفصاليين. هذا لا يتناسب مع العدالة ولن يؤدي إلى وفاق في أوكرانيا".
لافروف: الغرب يشوه جوهر النزاع الأوكراني
واتهم لافروف دول الغرب بمحاولة تشويه مضمون النزاع في أوكرانيا وتصويره كأنه نزاع بين أوكرانيا وروسيا، وقال: "إنهم يغضون النظر عن ارتباط محور القضية بعجز سلطات كييف عن بدء الحوار مع سكان جنوب شرق أوكرانيا الذين رفضوا الانقلاب واحتجوا على محاولات إقرار القوانين الموجهة ضد استخدام اللغة الروسية والتي تنتهك حقوق الروس والناطقين باللغة الروسية".
وشدد لافروف على ضرورة إطلاق الحوار الأوكراني الداخلي اعتمادا على بيان جنيف الصادر يوم 17 أبريل/نيسان و"خريطة الطريق" التي قدمها ديديه بورغهالتر رئيس سويسرا التي تترأس منظمة الأمن والتعاون في أوروبا حاليا. وقال لافروف: "البند الأول من هذه الخطة ينص على ضرورة وقف جميع أشكال العنف. ولا شك أن الخطوة الأولى يجب أن تكون وقف استخدام الجيش ضد المدنيين وإطلاق الحوار بين جميع أقاليم أوكرانيا بهدف إحراز التوافق لإعادة تنظيم البلاد على أساس اللامركزية كي يتمكّن سكان كل الأقاليم من انتخاب المحافظين واستخدام اللغة التي يريدون والتصرف بجزء من الضرائب المحصّلة في محافظاتهم".
المصدر: RT + وكالات