وقفة على حجم المساعدات الروسية لسوريا
تستمر روسيا وبشكل دوري في تقديم المساعدات الإنسانية لسوريا منذ سنة 2012، ما يستدعي الوقوف عند قيمة هذه المساعدات وكلفتها إلى جانب الإنفاق العسكري على دعم الشرعية في هذا البلد.
وتفيد البيانات الصادرة عن دائرة الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية بأن روسيا قد رصدت 52 مليون دولار لتغطية قيمة المساعدات الإنسانية بين عامي 2012 و2014، كما خصصت سنة 2015 مليوني دولار إضافية لهذه الأغراض، فيما لم تصدر حتى الآن أي بيانات رسمية روسية عن قيمة المساعدات المقدمة لسوريا خلال العام 2016، ومنذ مطلع العام الجديد.
كما تشير البيانات الدولية إلى أن روسيا ترسل المساعدات الإنسانية إلى سوريا عبر مؤسسات الأمم المتحدة، وبشكل مباشر على متن طائرات وزارة الطوارئ الروسية التي نفذت 35 رحلة بين عامي 2013 و2015 نقلت خلالها إلى سوريا ولبنان والأردن 600 طن من المساعدات، وأن رحلات وزارة الطوارئ الروسية استمرت طيلة العام 2016 بلا توقف.
وبين المساعدات العينية التي قدمتها موسكو لسوريا، مستشفى ميداني نقل جوا وألحق به 75 طبيبا وممرضا لتطبيب المرضى وعلاج الجرحى في حلب.
المجتمع المدني والمنظمات الأهلية والكنيسة الأرثوذوكسية الروسية من جهتها لم تقف متفرجة، حيث تعمل هي الأخرى على تنظيم الحملات الخيرية وجمع التبرعات التي يتم تسليمها بالتعاون مع الحكومة الروسية للجهات الدينية على اختلاف طوائفها في سوريا.
الجانب الإنساني للعملية الروسية في سوريا، لم يقتصر على المساعدات والأدوية، بل أرسلت موسكو فرقا متكاملة لإزالة الألغام والعبوات الناسفة التي زرعها الإرهابيون قبل انسحابهم من المناطق المحررة، وأطلقت برنامجا خاصا لتدريب العسكريين السوريين على إزالة الألغام وتطهير الأراضي المحررة من المتفجرات.
وفضلا عن ذلك، أرسلت روسيا كتيبتين من الشرطة العسكرية انتشر عناصرهما في حلب ومناطق في ريف دمشق للوقوف على الأمن هناك وحماية المدنيين من العناصر الإجرامية بالتنسيق مع الشرطة العسكرية وأجهزة الأمن الداخلي السورية، كما تعهدت بتقديم سائر أشكال الدعم للجانب السوري لتمكينه من إعادة ترميم ما أمكن من المواقع الأثرية التي دمرها الإرهابيون ونهبوها.
واستمرارا للعملية الإنسانية الروسية في سوريا، ذكر مركز حميميم الروسي للمصالحة في سوريا أنه تم في غضون الساعات الـ24 الماضية توزيع المساعدات الإنسانية على زهاء 10 آلاف سوري في محافظات حلب واللاذقية والسويداء.
وأشار المركز في نشرته الدورية عن الوضع الإنساني في سوريا للـ3 من مارس/آذار، إلى أن "توزيع المساعدات على المنكوبين جرى في مراكز الإيواء والمباني العامة التي خصصتها الحكومة السورية لاستقبال النازحين والمهجرين، وأن المساعدات شملت الخبز والسلال الغذائية والهدايا والمستلزمات المدرسية للأطفال إضافة إلى 6 أطنان من ماء الشرب".
وفي هذه الأثناء، ورغم المساعدات الإنسانية المقدمة لسوريا ولرفد جهود الدول المضيفة للاجئين السوريين، تحدث ستيفن أوبراين منسق العمليات الإنسانية لدى الأمم المتحدة مؤخرا عن استمرار تدهور الوضع الإنساني في سوريا، مشيرا إلى أن الفرق الأممية لم تتمكن من دخول كافة المناطق المنكوبة لتقديم المساعدات لمحتاجيها هناك.
ودعا أوبراين إلى حماية البنى التحتية في مدينتي الرقة ودير الزور وإبقائها خارج دائرة الأهداف في القتال والغارات، مطالبا في هذه المناسبة الحكومة السورية والمعارضة بفك الحصار عن جميع المناطق وإتاحة دخول المساعدات الإنسانية إليها.
المصدر: RT ووكالات روسية
صفوان أبو حلا