عندما كشف المستور.. محاولة يهودية متطرفة لتفجير المسجد الأقصى
تم الكشف في 27 يناير 1999 عن مخطط في مرحلة متقدمة لزرع متفجرات في المسجد الأقصى، وجرى اعتقال أشخاص ينتمون إلى جماعة يهودية متطرفة، بينهم مستوطنون من كريات أربع قرب الخليل.

جهاز الأمن الإسرائيلي الداخلي "الشاباك" ضبط خلال عملية الاعتقال مواد متفجرة وأسلحة، فيما أظهرت التحقيقات أن المتورطين في هذا المخطط كانوا يسعون لإشعال فتيل صراع ديني واسع، وتعطيل المفاوضات التي كانت جارية بين الإسرائيليين والفلسطينيين في ذلك الحين.
اكتشاف تلك المحاولة جرى في سياق توترات سياسية ارتبطت في ذلك الوقت بتنفيذ اتفاقية "واي ريفر" لعام 1998، والتي نصت على انسحاب إسرائيلي تدريجي من أجزاء من الضفة الغربية.
المحاولة لم تكن الأولى من نوعها، فقد كُشف في عام 1984 عن مخطط مشابه لجماعة تدعى "التنظيم اليهودي السري"، لتفجير المسجد الأقصى، أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين بالنسبة للمسلمين.
السلطات الإسرائيلية أكدت حينها أن المخطط لزرع متفجرات تحت المسجد الأقصى كان فردياً ولا علاقة له بالحكومة، إلا أن السلطة الوطنية الفلسطينية أدانته بشدة واعتبرته جزءاً من سياسة التهويد الممنهجة للقدس.

تقارير أشارت إلى أن بعض المتورطين في المخطط ينتمون إلى جماعات يهودية متطرفة تدعو إلى بناء "الهيكل الثالث" على أنقاض المسجد الأقصى، وأن عدداً من هؤلاء على صلة بجماعة "أمناء جبل الهيكل" الاستيطانية العنيفة، والتي دأبت على تنظيم عمليات اقتحام للمسجد الأقصى.
هذه المجموعة المتطرفة المتورطة في محاولة زرع متفجرات تحت المسجد الأقصى ضمت يهوداً متطرفين، بينهم "يوشاي بن شلومو" الذي يوصف بأنه ناشط معروف في جماعة متطرفة.
ذُكر أيضاً أن بعض أفراد هذه الجماعة كانوا مرتبطين في السابق بتنظيمات يهودية عنيفة مثل "كاخ" و"كاهانا حاي"، اللتين اعتبرتهما السلطات الإسرائيلية منظمتين إرهابيتين في مارس 1994، في أعقاب مذبحة المسجد الإبراهيمي التي نفذها باروخ غولدشتاين، أحد أعضاء حركة "كاخ".
الولايات المتحدة هي الأخرى أدرجت في سابقة هي الأولى حركة "كاخ" وربيبتها "كاهانا حاي" في قائمة المنظمات الإرهابية الأجنبية عام 1994. هذا الإجراء لم يدم طويلاً، حيث رفعت وزارة الخارجية الأمريكية منظمة "كاخ" من قائمة الإرهاب في مايو 2022، مشيرة في بيان إلى أن المراجعة الدورية بينت أنها "لم تعد ضالعة في إرهاب أو نشاط إرهابي ولم تعد تملك القدرة والنية على القيام بذلك".
حركة "كاخ" اليمينية المتطرفة أسسها في إسرائيل عام 1971 الحاخام مائير كاهانا، الذي عُرف بأفكاره العنصرية ودعواته لطرد الفلسطينيين من الأراضي المحتلة.
من أبرز أعضاء هذه المنظمة الإرهابية، إيتمار بن غفير، الذي انضم إليها وهو في سن الـ16. تولى بن غفير منصب وزير الأمن القومي الإسرائيلي منذ 29 ديسمبر 2022 وحتى يناير 2025، حين غادر الحكومة وحزبه احتجاجاً على تبادل الأسرى مع الفلسطينيين.

يعني الاسم "كاخ" حرفياً "هكذا"، ويترجم شعارها الرئيس "راك كاخ" إلى "هكذا فقط"، وهو يشير إلى نهجها العنيف في التعامل مع الفلسطينيين.
هذه المنظمة العبرية المتطرفة تعرف أيضاً بأسماء مثل "سيف داود" و"شرطة يهودا"، و"الطليعة الأيديولوجية"، و"الدولة اليهودية"، وكان زعيمها المؤسس مائير كاهانا قد قُتل في 5 نوفمبر 1990 بعد محاضرة في مانهاتن بالولايات المتحدة على يد سيد نصير، الأمريكي من أصل مصري.
يصعب تتبع جذور أي نوع من الإرهاب بصورة دقيقة، إلا أن حركة "كاخ" المتطرفة يمكن اعتبارها قاعدة أساسية في إسرائيل قولاً وعملاً.
أيديولوجية هذه المنظمة المتطرفة تعتبر اليهود "شعباً مختاراً ومميزاً يعيش في أرض مقدسة مختارة"، وأن "قبول التوراة هو ما يفصل الشعب اليهودي عن بقية العالم".
أيديولوجية "كاخ" تنص أيضاً على أنه "لا يمكن لغير اليهود العيش في إسرائيل إلا إذا اعترفوا تماماً بالطابع اليهودي للدولة واتبعوا المبادئ الأساسية للتوراة. سيتمتع هؤلاء الأشخاص بالحقوق الاجتماعية والاقتصادية والمدنية، لكنهم لن يكونوا مواطنين. لذلك، يجب طرد جميع العرب من إسرائيل".
هذه الأيديولوجية العنيفة تؤكد بشكل خاص على أن "السيطرة الإسرائيلية على القدس، وخاصة على جبل الهيكل، غير قابلة للتفاوض. جبل الهيكل هو أعظم مزار يهودي، ووجود مسجد عربي هناك يدنسه. لذلك يجب تدميره".
المصدر: RT
إقرأ المزيد

حاييم وايزمان: "أقود أمة من مليون رئيس"!
يقول حاييم وايزمان الذي كان انتخب في 17 فبراير 1949، أول رئيس لإسرائيل، إن اليهود ليسوا فقط أبناء تجار، بل وأحفاد الأنبياء أيضا.

ما علاقة العرب؟.. لماذا تطلق إسرائيل أقمارها الصناعية باتجاه معاكس؟
تطلق إسرائيل من دون دول العالم الأخرى أقمارها الصناعية نحو البحر المتوسط في اتجاه الغرب بدلا من الاتجاه الشرقي المعتاد، ولذلك أسباب عديدة.

خطوة إسرائيلية تجاوزت "خطا أحمر عريضا"!
أقر الكنيست الإسرائيلي في 6 فبراير 2017 قانونا لـ "تبييض المستوطنات" في الضفة الغربية عرف رسميا باسم "قانون الاستيطان"، عدته الأمم المتحدة انتهاكا للقانون الدولي.

مذبحة أثناء صلاة العشاء..
قتل الإرهابي الذي نفذ في 29 يناير 2017 هجوما مسلحا على مسجد تابع للمركز الثقافي الإسلامي بمنطقة كيبيك بكندا 6 مسلمين وأصاب آخرين كانوا تجمعوا لأداء صلاة العشاء.

قصة العجول الحمراء و"الانتظار عاما ونصف"
يتعرض المسجد الأقصى لتهديدات خطيرة وبصورة منتظمة من قبل المتطرفين الإسرائيليين منذ عام 1967. هذه التهديدات تصاعدت منذرة بالخطر في عام 2022 بوصول 5 عجول حمراء من تكساس الأمريكية.

استراتيجية بن غوريون ونبوءة المندوب السوري!
اقتحم مسلحون من "الهاغاناه" فندق سميراميس بالقرب من حي القطمون بغرب القدس ليلة 4 – 5 يناير 1948 وقاموا بتفجيره تماما بقنبلة زرعت داخله ما أودى بحياة 19 فلسطينيا وإصابة 20 آخرين.

سائح يقرب "عودة المسيح" بالنار..
اندلع حريق في المسجد الأقصى في 21 أغسطس عام 1969. ذلك الحريق الشهير كان بفعل فاعل. سائح يدعى مايكل دينيس روهان أتى من استراليا متوهما أنه "رسول للرب" يقرب "عودة المسيح".

مؤرخ فرنسي: إسرائيل خططت لتدمير حي المغاربة في القدس
أكد المؤرخ الفرنسي فنسان لومير في كتابه "عند أقدام السور: حياة وموت حي المغاربة في القدس (1187-1967)" أن "إسرائيل خططت لتدمير هذا الحي بعد حرب عام 1967 وحاولت تمويه ما فعلت".

مسؤول فلسطيني: القوات الإسرائيلية سرقت وثائق وأسرار مهمة من الأقصى
سرقت القوات الإسرائيلية وثائق مهمة من المسجد الأقصى، تتعلق بأملاك وأوقاف القدس المحتلة وأراضيها، وذلك خلال فترة إغلاقه أمام الفلسطينيين، أثناء أزمة الأقصى الأخيرة.
التعليقات