ظهور حمض جديد في الأمطار.. ما خطورته؟
يتساقط حمض ثلاثي فلورو الأسيتيك على الأرض مع قطرات المطر، وهو أحد نواتج الصناعات الكيميائية التي تعجز الطبيعة عن تفكيكها أو التخلص منها.
تشير مجلة Nature إلى أن العلماء رصدوا ارتفاعا في تركيز حمض ثلاثي فلورو الأسيتيك (TFA) في جميع أنحاء العالم، لكنهم لا يتفقون على مدى خطورته على البشر والأنظمة البيئية.

عاصفة أمطار حمضية دامت 100 ألف عام بعثت الحياة على الأرض!
ووفقا للباحثين، يوجد حمض ثلاثي فلورو الأسيتيك (TFA) في النباتات، والجليد، والمياه الجوفية، وحتى في الأطعمة والمشروبات. وينتمي هذا الحمض إلى فئة من الملوّثات تعرف شعبيا باسم "المواد الكيميائية الأبدية"، نظرا لعدم قدرة الطبيعة على تفكيكها.
ولا يتراكم هذا الحمض في أنسجة الجسم البشري، بل يطرح مع البول، وهو ما يجعل بعض الخبراء يعتبرونه أقل خطورة مقارنة بغيره من الملوثات.
وتعد الغازات المفلورة، المستخدمة في الثلاجات، ومكيّفات الهواء، ومواد العزل، وبعض الأدوية، المصدرَ الرئيسي لهذا الحمض. إذ تتحلل هذه الغازات تدريجيا في الغلاف الجوي، مكوّنة حمض TFA، الذي يتسرّب بعد ذلك إلى التربة عبر مياه الأمطار، دون أن تتمكن الطبيعة من التخلص منه.
وبحسب العلماء، لم تدرس تأثيرات هذا الحمض على صحة الإنسان بشكل كاف حتى الآن. وقد أظهرت تجارب على الحيوانات أن الجرعات العالية جدا منه قد تسبب اضطرابات في النمو، في حين لا تزال آثار الجرعات الصغيرة، التي قد تدخل الجسم بشكل تراكمي عبر الماء والطعام، غير واضحة.
كما أظهرت بعض الدراسات أن هذه المادة قد تتداخل مع العمليات الأيضية، مما يؤدي إلى انخفاض مستويات الدهون في دم الفئران. أما النباتات، فتحتفظ بالحمض ولا يتبخر منها مع الرطوبة، وقد يؤثر وجوده في التربة على تحلل المواد العضوية.
وتصنّف منظمات دولية، من بينها برنامج الأمم المتحدة للبيئة (UNEP)، هذا الحمض على أنه مادة منخفضة المخاطر. غير أن وكالتين اتحاديتين في ألمانيا اقترحتا تصنيفه كمادة سامة للوظيفة الإنجابية.
ويناقش الاتحاد الأوروبي حاليًا إدراج حمض TFA ضمن قائمة المواد المحظورة، وهو ما قد يترتب عليه حظر استخدام عدد من المبردات والمبيدات الحشرية.
أما النقطة الوحيدة التي يتفق عليها العلماء، فهي عدم وجود بيانات كافية عن هذا الحمض. وهم يؤكدون الحاجة إلى فهم أعمق لمصدره، وكيفية تأثيره على الكائنات الحية، والعواقب المحتملة لتراكمه على المدى الطويل.
ويظل هذا الحمض، مع استمراره في التراكم في الطبيعة، خارج نطاق آليات التطهير البيئية المعروفة.
المصدر: science.mail.ru
إقرأ المزيد
الأرض تشهد موسمين جديدين يهددان مستقبل الكوكب
أعاد النشاط البشري رسم خريطة المواسم الطبيعية على الأرض، فظهر ما يعرف الآن بـ"مواسم جديدة" لتصبح جزءا من الإيقاع المناخي السنوي، مؤثرة في الصحة العامة والنظم البيئية.
قرار غير مسبوق.. مجلة علمية تسحب دراسة مثيرة للجدل حول شكل غريب للحياة
قبل أكثر من عشر سنوات، أعلن علماء عن اكتشاف غريب في بحيرة بكاليفورنيا، حيث وجدوا بكتيريا قادرة على النمو باستخدام الزرنيخ، وهو عنصر سام يهلك معظم الكائنات الحية.
الكشف عن مخاطر انهيار النظم البيئية العالمية!
في جميع أنحاء العالم، تتحول الغابات المطيرة إلى السافانا أو الأراضي الزراعية، وتجف السافانا وتتحول إلى صحراء، وتذوب التندرا الجليدية ويسود الجفاف وتتصحر الواحات الخضراء.
مطر بلاستيكي خطير "قللنا من شأنه كثيرا"!
يهطل ضباب بلاستيكي من السماء كل يوم، لا يمكنك رؤيته، وليس له رائحة أو طعم. لكن الباحثين يعتقدون أننا نقلل بشكل خطير من شأن هطول الأمطار غير المرئية.
أهم أسباب هطول الأمطار الغزيرة في العالم مؤخرا
توصل علماء من معهد بوتسدام الألماني إلى نتائج تبين سبب الفيضانات وسقوط الأمطار الغزيرة في العديد من مناطق العالم في السنوات الأخيرة.
الأمطار الحمضية قضت على الأحياء منذ 252 مليون سنة
توصل العلماء إلى معرفة الأسباب التي قضت على الغالبية العظمى من الأحياء في العصر البرمي قبل 252 مليون سنة، حيث تبين أن السبب هو هطول الأمطار الحمضية.
التعليقات