أجسام فضائية غير مرئية قد تخترق عالمنا وتمر عبر أجسادنا دون أن نشعر!
تعد الثقوب السوداء من أكثر الأجسام عنفا وغموضا في الكون، وقد تبدو الفكرة مرعبة، إلا أن آلافا من هذه الفراغات الكونية قد تمر من خلال منزلك في هذه اللحظة ذاتها.
ويعتقد العلماء أن الكون قد يكون ممتلئا بأجسام تعرف باسم "الثقوب السوداء البدائية"، وهي كيانات صغيرة جدا يُعتقد أنها تجوب الكون منذ لحظاته الأولى، وربما تشكّل جزءا كبيرا من "المادة المظلمة" التي حيّرت العلماء لعقود.
ورغم أن الثقوب السوداء تُعرف عادة بأجسامها العملاقة التي تبتلع النجوم وتشوّه نسيج الزمكان، إلا أن الثقوب السوداء البدائية تختلف تماما، فهي مجهرية الحجم، وقد لا يتجاوز قطرها قطر ذرة هيدروجين، لكن كتلتها قد تتراوح بين كتلة بكتيريا واحدة وكويكب متوسط الحجم.
وتشير بعض النظريات العلمية إلى أن هذه الثقوب تشكّلت بعد الانفجار العظيم مباشرة، في وقت لم تكن فيه النجوم قد وُجدت بعد. حينها كانت كثافة الطاقة ودرجات الحرارة في الكون عالية للغاية، ما أدى إلى انهيار جيوب دقيقة من المادة وتحولها إلى ثقوب سوداء فائقة الصغر.
ويقول الدكتور دي تشانغ داي، الباحث في جامعة يانغتشو بالصين: "الثقوب السوداء البدائية تشكّلت في فترة مبكرة جدا من عمر الكون، عندما كانت طاقته عالية بما يكفي لضغط كميات ضئيلة من المادة وتحويلها إلى ثقوب سوداء صغيرة للغاية".
وبحسب هذه الفرضية، فإن بعض هذه الثقوب تبخر مع مرور الزمن عبر ما يُعرف بـ"إشعاع هوكينغ"، إلا أن بعضها لا يزال قائما، ربما على شكل بقايا صغيرة جدا تُعرف بـ"بقايا كتلة بلانك"، تبلغ كتلتها نحو 10 ميكروغرامات فقط.
وإذا كانت هذه الثقوب السوداء البدائية تشكّل المادة المظلمة — وهي الكتلة "المفقودة" التي يُعتقد أنها تشكّل نحو 27% من كتلة الكون — فإنها يجب أن تكون منتشرة في كل مكان، بما في ذلك داخل نظامنا الشمسي بل وحتى حول منازلنا.
وتشير بعض الحسابات إلى أن نحو 1000 ثقب أسود قد يمر عبر كل متر مربع من الأرض كل عام. وهذا يعني أن منزلك، وجسمك، قد يتعرض لاختراق هذه الأجسام من دون أن تشعر أو تلحظ.

اكتشاف ثقب أسود فائق الكتلة بمجال مغناطيسي هائل
هل علينا أن نقلق؟
ليس بالضرورة. فالثقوب السوداء البدائية، رغم اسمها المهيب، قد لا تشكّل أي خطر فعلي إذا كانت كتلتها صغيرة كما يرجّح بعض العلماء.
ويقول البروفيسور ديجان ستويكوفيتش من جامعة بافالو: "إذا كانت الكتلة لا تتجاوز بضعة ميكروغرامات، فإن مرور آلاف منها عبر أجسامنا سنويا لن يُحدث أي أثر ملموس، بل قد تمر من خلال خلايانا دون أن نلاحظ شيئا".
ولكن بعض النماذج تشير إلى احتمالية وجود ثقوب سوداء بدائية بكتلة تقارب كويكبا صغيرا، تتحرك بسرعات عالية تصل إلى 300 كيلومتر في الثانية. وفي هذه الحالة، ورغم صغر حجمها، فإنها تحمل طاقة حركة هائلة وقد تتسبب بأضرار حقيقية عند الاصطدام.
وتقول الدكتورة سارة غيلر، الفيزيائية النظرية من جامعة كاليفورنيا: "لو مرّ أحد هذه الثقوب السوداء الأكبر عبر جسم إنسان، فقد يسبب أضرارا جسيمة رغم أن الثقب نفسه لا يترك سوى فتحة صغيرة للغاية، إلا أن الطاقة الناتجة قد تكون كفيلة بتمزيق الأنسجة".
وتشير بعض التقديرات إلى أن ثقبا أسودا بكتلة 7 تريليونات طن سيحمل طاقة تصادم تعادل طلقة من بندقية عيار 22 — كافية لإحداث أذى خطير.
لكن الخبر السار أن احتمال التعرض لمثل هذا الاصطدام يكاد يكون معدوما. وتقول غيلر: "فرصة اصطدامك بثقب أسود من هذا النوع تشبه احتمالية إسقاط حبة فول سوداني من طائرة لتصيب شفرة عشب معينة في حقل بحجم مليون ملعب كرة قدم".
لماذا كل هذا الاهتمام الآن؟
يعود السبب الرئيسي إلى ارتباط هذه الثقوب بالمادة المظلمة — أكبر ألغاز الفيزياء الحديثة. فحتى الآن، فشلت كل محاولات الكشف المباشر أو غير المباشر عن هذه المادة الغامضة، ما دفع بعض العلماء للبحث عن حلول خارج التوقعات التقليدية.
ويبدو أن الثقوب السوداء البدائية، رغم غرابتها، قد تكون أحد أكثر التفسيرات منطقية.
المصدر: ديلي ميل
إقرأ المزيد
رصد أكبر اصطدام للثقوب السوداء يولد وحشا بوزن 225 شمسا
كشف العلماء في ورقة بحثية حديثة أنهم رصدوا عبر موجات الجاذبية الأرضية، أكثر اصطدام كوني عنيف على الإطلاق بين ثقبين أسودين عملاقين.
نهاية الكون المحتومة!.. دراسة جديدة تحدد موعد "الانهيار العظيم"
لطالما شغل مصير الكون النهائي أذهان البشر عبر العصور، حيث ظل هذا السؤال الكوني الكبير يحير العلماء والفلاسفة على حد سواء.
علماء صينيون يكتشفون طريقة ثورية لرصد خطر غير مرئي يهدد تقنياتنا الحديثة
طور علماء صينيون طريقة جديدة لاكتشاف "فقاعات البلازما" العملاقة الخفية في الغلاف الجوي العلوي للأرض.
ناسا تكشف النقاب عن الصورة الأكثر تفصيلا لـ"المرأة المسلسلة"
كشفت وكالة ناسا عن صورة مركبة غير مسبوقة لمجرة أندروميدا، أقرب المجرات إلى درب التبانة، تجمع بين خمسة أطوال موجية مختلفة من الضوء.
ظاهرة ضوئية غير اعتيادية تجتاح سماء أوروبا بعد إطلاق صاروخ "سبيس إكس"
تحولت سماء أوروبا إلى لوحة فنية كونية عندما أطلقت المرحلة العليا لصاروخ "فالكون 9" التابع لشركة "سبيس إكس" عرضا ضوئيا أخاذا، يوم 23 يونيو.
شركة صينية تختبر صاروخا فضائيا قابلا لإعادة الاستخدام
أعلنت شركة Landspace الصينية أنها أجرت اختبارا ناجحا لصاروخها الفضائي الجديد القابل لإعادة الاستخدام أكثر من مرة.
لقطات تخطف الأنفاس!.. أقوى كاميرا على الإطلاق تصدر أولى صورها المذهلة للكون
أطلقت أقوى كاميرا رقمية في العالم على الإطلاق أولى صورها المذهلة للكون، حيث كشفت لوحات فلكية بديعة تزخر بمجرات ساحرة وسدم ملونة ونجوم متلألئة.
هل يمكن لثقب أسود صغير أن يقتلك؟
طرح مؤلف الخيال العلمي، لاري نيفن، سؤالا افتراضيا عام 1974 في قصة غامضة: هل من الممكن ارتكاب جريمة قتل باستخدام ثقب أسود صغير؟.
اكتشاف "أقدم" ثقب أسود على الإطلاق
أفاد الموقع الإلكتروني لجامعة كامبريدج البريطانية، أن علماء الفلك اكتشفوا "أقدم" ثقب أسود تم رصده على الإطلاق.
حل لغز طويل الأمد حول الثقوب السوداء الهائلة المبكرة!
على مدى السنوات القليلة الماضية، حيث تمكنا من النظر إلى الوراء بشكل أعمق في الكون المبكر، اكتشف علماء الفلك شيئا محيرا للغاية.
التعليقات