روسينوفو.. جنة المكفوفين

مجتمع

روسينوفو.. جنة المكفوفين
انسخ الرابطhttps://ar.rt.com/khxn

ظلت مدينة روسينوفو حتى عام 1948 قرية عادية تتبع مقاطعة كالوغا، وبعد الحرب العالمية الثانية، ظهرت فكرة إنشاء مدينة للمكفوفين وضعاف النظر، بحيث تتوفر فيها كافة التسهيلات الخاصة بهم.

وفي ذلك الوقت، أنشئ مصنع يستطيع فيه المكفوفون من المناطق المجاورة العمل وتصنيع بعض المنتجات البسيطة، ثم أنشأت الجمعية الروسية للمكفوفين مبنى جديدا مجهزا انتقل إليه المصنع، وأصبح ينتج عام 1976 بعض اللوحات الخاصة بأجهزة التلفزيون "روبين".

وازداد عدد المكفوفين في روسينوفو بسبب الحاجة إلى كوادر، بينما أنشأت الجمعية الروسية للمكفوفين أربعة مبان سكنية، جاء إليها المكفوفون من جميع أنحاء البلاد، وأصبح عدد العاملين في المصنع في وقت من الأوقات 1200 عامل، نصفهم من المكفوفين، كما باتت تسكن في المدينة العائلات والأقرباء من المبصرين أيضا.

وتوجد على مداخل المدينة لافتة عليها شخص بنظارات سوداء، كنوع من التحذير للسائقين بوجود نسبة كبيرة من المكفوفين في المدينة، وكذلك إشارات مرور صوتية، ودرابزين بطول 3 كم، وكثير من التجهيزات الخاصة بالمكفوفين بحيث تصبح المدينة بالفعل "جنة للمكفوفين". إلا أن عددا من سكان المدينة يرون أنه من الأفضل الحياة وسط المجتمع العادي، وعدم الانزواء في مدينة خاصة بهم، لما يحتاجونه من مساعدات يعتمدون فيها على المجتمع والدولة، ولكي يشعروا بزخم الحياة في المدن الكبيرة.

يحصل الإنسان على 90% من المعلومات من خلال النظر، لذلك فإن فقدان هذه القناة للحصول على المعلومات يجعل الحياة أكثر صعوبة وتعقيدا، فلا يتمكن الإنسان من قراءة الكتب العادية، ولا العمل في نفس المنشآت الصناعية التي يعمل بها المبصرون، بل وتصبح جميع أنشطة الحياة مرتبطة بحواس أخرى تكتسب أهمية عظمى لكونها تعوّض الإنسان عن فقدانه البصر.. لكن ربما أن ما يحتاجه الإنسان قبل تلك الحواس، وقبل كل شيء، الدفء الذي يوفره له أخوه الإنسان.. دفء المجتمع والناس، ودفء عناية الدولة.

المصدر: وكالات

موافق

هذا الموقع يستخدم ملفات تعريف الارتباط .بامكانك قراءة شروط الاستخدام لتفعيل هذه الخاصية اضغط هنا

بوتين من الصين: لا خطط حاليا لتحرير خاركوف