خبير: نحن على عتبة "أزمة كاريبي" ثانية

أخبار الصحافة

خبير: نحن على عتبة
منظومة "اس - 400" الصاروخية المضادة للجو
انسخ الرابطhttps://ar.rt.com/i3nw

عرضت صحيفة "أرغومينتي إي فاكتي" لتصريحات المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية حول الأوضاع السورية والعالمية، وأوردت رأي المحلل السياسي أليكسي بيلكو بشأنها.

جاء في مقال الصحيفة:

صرح المتحدث الرسمي باسم وزارة الدفاع الروسية الجنرال إيغور كوناشينكوف للصحافيين بأنه في حال شن الولايات المتحدة هجوما صاروخيا على سوريا، فإن روسيا لن تتمكن من تحديد برنامج تحليق هذه الصواريخ وهويتها. ولذلك سوف تضطر منظومات دفاعنا الجوي إلى اعتراضها وتدميرها.

فهل تقرر واشنطن مهاجمة مواقع قوات الحكومة السورية علانية؟ وهل يحتمل وقوع صدام مسلح مباشر بين روسيا والولايات المتحدة؟ طرحت الصحيفة هذين السؤالين وغيرهما على المحلل السياسي أليكسي بيلكو، مدير المركز الأوراسي للاتصالات، فأجاب عليها مشكورا.

يقول بيلكو: بفعل تصرفات الإدارة الأمريكية، نحن الآن على عتبة أزمة كاريبي ثانية، حيث توجد حاليا في سوريا وحدات عسكرية للبلدين. ولكن وجود قواتنا هناك هو بناء على طلب من الحكومة السورية الشرعية، أما سبب وجود القوات الأمريكية هناك فليس واضحا. كما أن العمليات العسكرية الروسية والأمريكية تجري بصورة متوازية. وطبعا هناك اتفاقات إطارية حول كيفية التعاون فيما بينها. لكن هذا في الواقع لا يضمن تجنب التصادم بين الجانبين. بل إن الولايات المتحدة أعلنت أنها تدرس مسألة توجيه ضربات إلى مواقع القوات الحكومية لسوريا، الحليف الرسمي لروسيا، وقد وقعنا معها اتفاقية بهذا الشأن.

خبير: نحن على عتبة أليكسي بيلكو

فتصورا هذا الأمر – القوات الأمريكية تهاجم القوات الحكومية السورية. فكيف يكون موقف روسيا من وجهة نظر الهيبة الوطنية؟ إذا لم نرد على هذه الهجمات فسوف تصبح ضماناتنا كافة لدمشق صفرا، ولن يحترمنا أحد في العالم. ولكن إذا ردت قواتنا على الهجمات الأمريكية، فستندلع الحرب العالمية الثالثة. أنا أعتقد أن قواتنا سترد على الهجمات الأمريكية. في حين أن الأمريكيين لا يدركون أن العالم لم يعد أحادي القطب، ووضعوا أنفسهم على شفا حرب نووية. وعلى الرغم من أن أحدا ما لم يتعرض لمصالح الولايات المتحدة في سوريا، فمع ذلك هي لا تترك بشار الأسد وشأنه. أنا أوكد أن الهجوم على القوات الحكومية السورية، يعني إعلان الحرب ضد روسيا.

واستنادا إلى هذا، جاء بيان وزارة الدفاع الروسية عبر وسائل الإعلام محذرا الولايات المتحدة، من أنه إذا كانت مستعدة لخوض الحرب العالمية الثالثة، وأن نخبتها السياسية فقدت شعور الحفاظ على الذات، فلتجرب.

وحول ما إذا كانت الحملة الانتخابية هي السبب في تفاقم العلاقات مع الولايات المتحدة، يقول الخبير: لا أعتقد ذلك، لا علاقة بين الاثنين. ومن أجل فهم الأسباب علينا تحليل منطق الولايات المتحدة بعد نهاية الحرب الباردة. لقد بني المنطق الأمريكي على مبدأ "كل شيء مسموح لنا". ولنتذكر يوغوسلافيا والعراق والربيع العربي. ولكن عندما اتضح أن ليس كل شيء ممكنا ظهرت المشكلات.

وعمليا لم يتغير أي شيء بصورة جذرية. فبعد تفكك الاتحاد السوفيتي احتفظت روسيا بالقدرات النووية وبقت الضامنة للنظام العالمي الذي تشكَّل بعد الحرب. وسوريا بالنسبة إلى موسكو مسألة مبدئية، والتنازل للأمريكيين يعني الاعتراف بأحادية القطب في العالم. وبالنسبة إلى الأمريكيين الرهان كبير، والهزيمة تعني نهاية القطب الواحد. لذلك عملت واشنطن على توتير الأوضاع، بحيث يصبح الصدام بين دولتينا ممكنا. أكرر ثانية: نحن نعيش أوضاعا شبيهة بأزمة كاريبي ثانية.

خبير: نحن على عتبة أزمة الكاريبي

طبعا، في الستينيات أدرك الجميع ماذا يحدث. أما الآن فيعتقد بعضٌ أن كل شيء سيمضي، لأنه من التوافه. وللأسف الأمر ليس كذلك، وإن مجتمعنا وكذلك الأوروبيون والأمريكيون يعيشون في وهم ويرون أن ما يجري مجرد حكاية، على الرغم من أن القدرات النووية للولايات المتحدة وروسيا لا تزال موجودة، وموجهة بعضها ضد بعض. أي أن الدولتين فقط تحددان شكل العالم.

وأعتقد أن المرء بعد التحذير الرسمي الروسي يجب أن يكون غبيا بمعنى الكلمة حتى يبدأ بإشعال الحرب العالمية الثالثة. ومن المرجح أن تسلك الولايات المتحدة طريقا آخر كتوريد الأسلحة للمعارضة وتمويلها، أي خوض الحرب البديلة. وطبعا سوف يتخذ الجانب الروسي إجراءات موازية. والأوضاع في سوريا معقدة جدا، حيث لتركيا مصالحها وكذلك لروسيا والولايات المتحدة وإسرائيل وبلدان الخليج. لذلك فإن تحذير وزارة الدفاع الروسية سيساعد على إنقاذ الوضع، ولن تجازف واشنطن بتوجيه ضربات إلى مواقع القوات الحكومية السورية. ولكني متأكد بأنها سترد بشكل آخر.

المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة أو الكاتب

تويتر RT Arabic للأخبار العاجلة
موافق

هذا الموقع يستخدم ملفات تعريف الارتباط .بامكانك قراءة شروط الاستخدام لتفعيل هذه الخاصية اضغط هنا

مراسم تشييع الرئيس الإيراني الراحل ورفاقه في مدينة تبريز