الهرم الغربي ينهار

حول الخلاف بين الرياض وواشنطن وبروكسل، كتب المستشرق مراد صادق زاده، في "إزفيستيا":

ألمحت السعودية إلى أنها قد تبيع بعض الديون الأوروبية إذا قررت مجموعة السبع مصادرة أصول روسيا المجمّدة البالغة نحو 300 مليار دولار. وذكر السعوديون على وجه التحديد الديون الصادرة عن وزارة الخزانة الفرنسية، مما يؤكد النهج الاستراتيجي تجاه هذه القضية.

تقليديًا، كان يُنظر إلى الاحتياطيات الحكومية المودعة في الخارج على أنها أمر مقدس. ومن الممكن أن تؤدي مصادرتها إلى تقويض ثقة الدول في أمن أموالها الموجودة في البنوك والمؤسسات المالية الأجنبية. وقد يؤدي هذا إلى قيام البلدان بمراجعة سياساتها في تخصيص الاحتياطيات وإلى سحب كميات كبيرة من الأصول من الأنظمة المالية الأجنبية، وهو ما من شأنه أن يخلق اضطرابات في الأسواق المالية ويضعف استقرار النظام المالي الدولي.

بالإضافة إلى ذلك، قد تدفع مثل هذه الإجراءات الدول إلى البحث عن مؤسسات وأدوات مالية بديلة مستقلة عن دول مجموعة السبع. وسيساهم ذلك في تعزيز التكتلات الاقتصادية الإقليمية، وتطوير أنظمة مالية جديدة، مثل CIPS الصيني، بالإضافة إلى تنفيذ مبادرات بريكس لاستخدام العملات الوطنية، ما سيقلل من تأثير المؤسسات المالية الغربية والدولار الأميركي في الاقتصاد العالمي.

كما أن الاستيلاء على الأصول الروسية يثير تساؤلات جدية من وجهة نظر القانون الدولي. وقد تنتهك مثل هذه الأفعال المبادئ الأساسية، مثل المساواة في السيادة بين الدول وحرمة الملكية.

لا يزال الوضع حول احتمال مصادرة الأصول الروسية متوترا ويظهر عملية تدمير النظام العالمي القديم.

المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة أو الكاتب