Stories
-
خطة ترامب لإنهاء الحرب في غزة
RT STORIES
بيان عربي إسلامي مشترك ردا على إسرائيل: نرفض تهجير الفلسطينيين ويجب الالتزام بخطة ترامب في غزة
#اسأل_أكثر #Question_MoreRT STORIES
"خداع استراتيجي هز إسرائيل".. زامير يكشف كيف نفذ الفلسطينيون 7 أكتوبر بينما ينغمس الجيش في فشل مستمر
#اسأل_أكثر #Question_MoreRT STORIES
توزيع الحلوى في قطاع غزة احتفالا بمقتل ياسر أبو شباب (فيديو + صور)
#اسأل_أكثر #Question_MoreRT STORIES
قبيلة الترابين في غزة: ياسر أبو شباب خان شعبه وتعاون مع الاحتلال.. ومقتله طوى صفحة عار
#اسأل_أكثر #Question_MoreRT STORIES
"شيطان يطاردني منذ 7 أكتوبر.. فعلت أشياء لا تغتفر": ضابط إسرائيلي في لواء غفعاتي ينتحر
#اسأل_أكثر #Question_MoreRT STORIES
حركة حماس تصدر بيانا بشأن مقتل ياسر أبو شباب: "مصير حتمي لكل عميل"
#اسأل_أكثر #Question_MoreRT STORIES
مجموعة أبو شباب المسلحة تكشف ملابسات مقتله
#اسأل_أكثر #Question_MoreRT STORIES
بوتين: إقامة دولة فلسطين المستقلة هو مفتاح الحل لمشكلة قطاع غزة
#اسأل_أكثر #Question_More
خطة ترامب لإنهاء الحرب في غزة
-
فضيحة فساد مدوية في دائرة زيلينسكي
RT STORIES
زيلينسكي يقيل أندريه يرماك من مجلس الأمن القومي والدفاع الأوكراني وسط فضيحة فساد متصاعدة
#اسأل_أكثر #Question_MoreRT STORIES
صحيفة إسبانية: مصير زيلينسكي "معلق بشعرة"
#اسأل_أكثر #Question_MoreRT STORIES
رئيس الوزراء الأوكراني الأسبق: واشنطن تلوح بإزاحة زيلينسكي بعد حملة الاعتقالات في كييف
#اسأل_أكثر #Question_More
فضيحة فساد مدوية في دائرة زيلينسكي
-
العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا
RT STORIES
"بوليتيكو": هنغاريا تعرقل خطة أوروبية لتقديم قروض لأوكرانيا بقيمة 90 مليار يورو
#اسأل_أكثر #Question_MoreRT STORIES
رئيسة المفوضية الأوروبية تؤكد غياب التوافق بشأن استخدام الأصول الروسية لتمويل أوكرانيا
#اسأل_أكثر #Question_MoreRT STORIES
انفجارات تهز كييف ومدنا أوكرانية أخرى وسط دوي الإنذار في عموم البلاد
#اسأل_أكثر #Question_MoreRT STORIES
كازاخستان: الهجوم الأوكراني على منشأة لخط أنابيب قزوين لم يوقف صادرات النفط
#اسأل_أكثر #Question_MoreRT STORIES
الدفاع الروسية: تحرير مدينتين استراتيجيتين واستمرار تقدم قواتنا على جميع المحاور في أوكرانيا
#اسأل_أكثر #Question_MoreRT STORIES
زاخاروفا: زيلينسكي يواصل التضحية بالجميع للبقاء في السلطة
#اسأل_أكثر #Question_MoreRT STORIES
بوتين: روسيا تريد إنهاء حرب شنها الغرب ضدها وزيلينسكي يخدم مجموعات متطرفة على حساب الأوكرانيين
#اسأل_أكثر #Question_MoreRT STORIES
بوتين: أوكرانيا دفعت نفسها إلى مأزق بقرارها الحرب
#اسأل_أكثر #Question_MoreRT STORIES
محاصرون ويطلبون الإجلاء.. جنود أوكرانيون يستغيثون للانسحاب من كوبیانسك-أوزلوفي
#اسأل_أكثر #Question_More
العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا
-
خطة أمريكية للتسوية في أوكرانيا
RT STORIES
أكسيوس: المسؤولون الأمريكيون يؤمنون بإمكانية التوصل إلى تسوية في أوكرانيا بما في ذلك ملف الأراضي
#اسأل_أكثر #Question_MoreRT STORIES
الخارجية الأمريكية: واشنطن وكييف شددتا على ضرورة اتخاذ خطوات موثوقة لوقف إطلاق النار في أوكرانيا
#اسأل_أكثر #Question_MoreRT STORIES
استراتيجية الأمن القومي الأمريكي الجديدة: المفاوضات بشأن التسوية الأوكرانية تخدم مصالح واشنطن
#اسأل_أكثر #Question_MoreRT STORIES
زيلينسكي: نريد الاطلاع على كامل تفاصيل مباحثات بوتين وويتكوف
#اسأل_أكثر #Question_MoreRT STORIES
الكرملين: ننتظر رد واشنطن بعد مباحثات بوتين وويتكوف
#اسأل_أكثر #Question_MoreRT STORIES
غروشكو: روسيا لا تعتبر منظمة الأمن والتعاون في أوروبا فعالة لتحقيق السلام في أوكرانيا
#اسأل_أكثر #Question_MoreRT STORIES
بوتين يعلق مازحا على مدة لقائه بويتكوف وكوشنر: استغرق 5 ساعات.. كان طويلا لكنه ضروري
#اسأل_أكثر #Question_MoreRT STORIES
دميترييف: ميرتس شوه سمعته بسياساته التي تقوض محادثات السلام
#اسأل_أكثر #Question_MoreRT STORIES
فانس: قد تظهر قريبا "أخبار جيدة" بشأن التسوية في أوكرانيا
#اسأل_أكثر #Question_MoreRT STORIES
"تحذير من الخيانة".. إعلام ألماني يكشف تفاصيل محادثة سرية بين قادة الاتحاد الأوروبي وزيلينسكي
#اسأل_أكثر #Question_More
خطة أمريكية للتسوية في أوكرانيا
-
كأس العرب 2025 في قطر
RT STORIES
رسميا.. الأخضر السعودي أول المتأهلين إلى ربع نهائي كأس العرب 2025 (فيديو)
#اسأل_أكثر #Question_MoreRT STORIES
الأحمر العماني يخلط أوراق المغرب والسعودية في كأس العرب 2025 (فيديو)
#اسأل_أكثر #Question_MoreRT STORIES
بعد حركة "أكروباتية".. طرد المغربي عبد الرزاق حمد الله في كأس العرب 2025 (فيديو)
#اسأل_أكثر #Question_MoreRT STORIES
مدرب منتخب مصر يوضح طبيعة تصريحاته التي أغضبت منتخب الكويت (فيديو)
#اسأل_أكثر #Question_MoreRT STORIES
عمان والمغرب في كأس العرب 2025.. الموعد والتشكيلة والقنوات الناقلة مجانا
#اسأل_أكثر #Question_MoreRT STORIES
مدرب قطر يوجه أعين فيفا نحو المباراة المصيرية بين سوريا وفلسطين في كأس العرب
#اسأل_أكثر #Question_MoreRT STORIES
نزال سهل للسعودية ومواجهة قوية بين عمان والمغرب في كأس العرب.. القنوات الناقلة والمواعيد
#اسأل_أكثر #Question_MoreRT STORIES
سيناريو "المؤامرة" يلوح في الأفق.. نتيجة واحدة ترضي فلسطين وسوريا وترعب قطر وتونس
#اسأل_أكثر #Question_MoreRT STORIES
سوريا تعمق "جراح" قطر بتسديدة صاروخية لا تصد ولا ترد (فيديو)
#اسأل_أكثر #Question_MoreRT STORIES
قرار مثير للجدل بإلغاء ركلة جزاء في مباراة سوريا وقطر (فيديو)
#اسأل_أكثر #Question_MoreRT STORIES
ما هي المباراة الأعلى حضورا جماهيريا في الجولة الأولى لبطولة كأس العرب 2025؟.. التفاصيل بالأرقام
#اسأل_أكثر #Question_More
كأس العرب 2025 في قطر
-
90 دقيقة
RT STORIES
مواجهة عربية "نارية" في كأس العالم 2026
#اسأل_أكثر #Question_MoreRT STORIES
القرعة.. مجموعة مصر في كأس العالم 2026
#اسأل_أكثر #Question_MoreRT STORIES
نتيجة قرعة كأس العالم 2026.. تعرف على طريق المنتخبات العربية في المونديال
#اسأل_أكثر #Question_MoreRT STORIES
ترامب يحصل على جائزة الفيفا للسلام ويتحدث عن إنقاذ "ملايين الأرواح" .. فيديو
#اسأل_أكثر #Question_MoreRT STORIES
عرض سعودي ضخم لضم نجم برشلونة يربك حسابات "البارسا"
#اسأل_أكثر #Question_MoreRT STORIES
قبل سحب قرعة كأس العالم 2026 اليوم.. ما فرص وقوع أكثر من منتخب عربي في مجموعة واحدة؟
#اسأل_أكثر #Question_MoreRT STORIES
مبابي يلاحق كريستيانو رونالدو ويقترب من تحطيم رقم تاريخي "للدون"
#اسأل_أكثر #Question_MoreRT STORIES
بعد تألقه.. وكيل حامد حمدان يكشف تفاصيل الاتفاق مع الزمالك وحقيقة مفاوضات الأهلي
#اسأل_أكثر #Question_MoreRT STORIES
برسالة جديدة.. ميسي يثير الغموض حول مشاركته في كأس العالم 2026
#اسأل_أكثر #Question_MoreRT STORIES
"توالي الأزمات".. ليفربول يوجه ضربة قوية لمحمد صلاح
#اسأل_أكثر #Question_MoreRT STORIES
كاراجر يهاجم صلاح… وألاردايس يفضح السبب وراء تصريحاته
#اسأل_أكثر #Question_MoreRT STORIES
"الفضول شرط للتميز".. مفاجأة استثمارية جديدة من كريستيانو رونالدو
#اسأل_أكثر #Question_MoreRT STORIES
ريناد لن يتواجد مع المنتخب السعودي أمام جزر القمر.. فما سبب غيابه المثير؟
#اسأل_أكثر #Question_MoreRT STORIES
مفاجأة.. 7 وجهات محتملة لرحيل محمد صلاح عن ليفربول
#اسأل_أكثر #Question_MoreRT STORIES
الليلة.. الموعد والقنوات الناقلة لقرعة كأس العالم 2026
#اسأل_أكثر #Question_MoreRT STORIES
بدعم بحريني.. نجوم الكرة السورية يعودون إلى الملاعب في بطولة رمضانية بدمشق
#اسأل_أكثر #Question_MoreRT STORIES
لأول مرة.. الكشف عن كواليس انتقال كريستيانو رونالدو إلى النصر السعودي (فيديو)
#اسأل_أكثر #Question_MoreRT STORIES
قرار البيت الأبيض يثير صدمة جماهير إيران وهايتي قبل مونديال 2026
#اسأل_أكثر #Question_MoreRT STORIES
قرعة بطولة العالم للملاكمة في دبي تكشف صدامات قوية
#اسأل_أكثر #Question_MoreRT STORIES
فيفا تمنح ترامب جائزة خاصة في حفل قرعة كأس العالم
#اسأل_أكثر #Question_MoreRT STORIES
رئيس برشلونة: نحن رمز للحرية وريال مدريد يمثل القوة
#اسأل_أكثر #Question_MoreRT STORIES
صانع محتوى روسي يقلد الاحتفال الشهير للأسطورة رونالدو على ارتفاع 1700 متر
#اسأل_أكثر #Question_More
90 دقيقة
-
فيديوهات
RT STORIES
رئيس الإمارات يستقبل رئيس حكومة إقليم كردستان العراق في أبوظبي
#اسأل_أكثر #Question_MoreRT STORIES
احتجاج في بغداد على قرار الحكومة بتصنيف حزب الله والحوثيين كمنظمات إرهابية
#اسأل_أكثر #Question_MoreRT STORIES
إيران.. تمرين لمكافحة الإرهاب باستخدام الذخيرة الحية بين دول أعضاء منظمة شنغهاي للتعاون
#اسأل_أكثر #Question_MoreRT STORIES
اليمن.. عدن تحتفل بسيطرة القوات الجنوبية على وادي وصحراء حضرموت
#اسأل_أكثر #Question_MoreRT STORIES
بعد تعرضها لهجوم إرهابي.. افتتاح إحدى أكبر مغارات الميلاد في كنيسة مار الياس بدمشق
#اسأل_أكثر #Question_MoreRT STORIES
ماتروشكا روسية عملاقة وسط نيودلهي احتفاء بإطلاق قناة RT India
#اسأل_أكثر #Question_MoreRT STORIES
لدعم عملية "الرمح الجنوبي".. قوات من مشاة البحرية الأمريكية تنتشر في البحر الكاريبي
#اسأل_أكثر #Question_MoreRT STORIES
بالرقص والموسيقى وعلى السجادة الحمراء.. شاهد مراسم استقبال بوتين في الهند
#اسأل_أكثر #Question_More
فيديوهات
-
زيارة بوتين إلى الهند
RT STORIES
بوتين يطلق بث قناة "RT India" من نيودلهي
#اسأل_أكثر #Question_MoreRT STORIES
مودي: هجوم كروكوس الإرهابي بموسكو كان اعتداء على البشرية والقيم الإنسانية
#اسأل_أكثر #Question_MoreRT STORIES
من "صيدلية العالم" إلى مستقبل التكنولوجيا والتجارة.. مودي يرسم ملامح شراكة استراتيجية طويلة مع روسيا
#اسأل_أكثر #Question_MoreRT STORIES
بوتين: RT India ستكون مصدرا للمعلومات الموضوعية والموثوقة
#اسأل_أكثر #Question_MoreRT STORIES
بوتين: نسعى لعالم متعدد الأقطاب للحفاظ على هوية الدول واحترام سيادتها
#اسأل_أكثر #Question_MoreRT STORIES
بيان: روسيا والهند تشيدان بمستوى تعاونهما في قطاع الطاقة
#اسأل_أكثر #Question_MoreRT STORIES
مودي يعلن عن اتفاقية مع روسيا ترسي أسسا جديدة للتعاون الاقتصادي حتى 2030
#اسأل_أكثر #Question_MoreRT STORIES
مودي: القمة مع بوتين في نيودلهي ستكون ناجحة وزيارة الزعيم الروسي ستكون ذات أهمية تاريخية
#اسأل_أكثر #Question_MoreRT STORIES
من موسكو إلى نيودلهي.. طائرات "سوخوي" و"إي أل-114" ترسّخ التحالف الصناعي بين القوتين
#اسأل_أكثر #Question_MoreRT STORIES
بوتين يصحح معلومات حول القرم لصحفية "إنديا توداي"
#اسأل_أكثر #Question_MoreRT STORIES
مراسم الاستقبال الرسمي لبوتين أمام القصر الرئاسي في نيودلهي (فيديو)
#اسأل_أكثر #Question_MoreRT STORIES
"تلغراف": روسيا تفوقت على بريطانيا في ودّ الهند
#اسأل_أكثر #Question_MoreRT STORIES
مودي يستقبل بوتين شخصيا لدى وصوله إلى الهند (فيديو)
#اسأل_أكثر #Question_MoreRT STORIES
بوتين: الهند تظل شريكا موثوقا لروسيا في المجال الدفاعي
#اسأل_أكثر #Question_MoreRT STORIES
صحفية "إنديا توداي": بوتين أحد أكثر القادة جاذبية في العالم
#اسأل_أكثر #Question_MoreRT STORIES
بوتين: توازن القوى في العالم يتغير وتظهر مراكز قوى جديدة
#اسأل_أكثر #Question_MoreRT STORIES
بوتين: تصريحات الغرب عن إحياء الاتحاد السوفيتي تهدف لتخويف الشعوب
#اسأل_أكثر #Question_MoreRT STORIES
بوتين: لن أقيم ترامب وهذا حق لمواطنيه
#اسأل_أكثر #Question_MoreRT STORIES
روسيا والهند توقعان مذكرة لتعزيز المشاريع الصناعية الروسية في السوق الهندية
#اسأل_أكثر #Question_More
زيارة بوتين إلى الهند
يد واشنطن الخفية
تحت هذا العنوان كتب المحلل رامي الشاعر في صحيفة " زافترا" الروسية عما أسماه "عام الفرص الضائعة بالنسبة لسوريا"، وطرح رؤيته بشأن "يد واشنطن الخفية" التي تعبث بالمشهد السياسي العربي.
في الأشهر الأخيرة من العام الماضي، تلقيت العديد من الرسائل والتعليقات على مقالاتي حول قضايا الشرق الأوسط، التي لم تقتصر فقط على الدول العربية، وإنما جاء بعضها من مواطنين روس. اختلفت الآراء حول ما ذكرته بشأن القضايا السورية والليبية والفلسطينية، لكن معظم الآراء العربية وغيرها اتفقت على أن هذه القضايا تحتاج إلى حلول عاجلة. إلا أن ما أثار حفيظتي هو تلك الأصوات، وأغلبها في وسائل الإعلام العربية، التي تزعم أن مقالاتي ليست سوى عرض لوجهة نظر الكرملين، ولا تحمل في جوهرها إلا معلومات عن السياسة الروسية. لذلك فمقالاتي، كما يقولون، تعرض جانباً واحداً من المشهد، بينما تتسم الحياة السياسية في الشرق الأوسط بالتعقيد الشديد.
إن حقيقة التعقيدات الشديدة في الحياة السياسية في المنطقة لا تحتاج إلى تعليق. إلا أنها كذلك، وتؤدي أحياناً إلى صراعات عنيفة، داخلياً وخارجياً، لعدة أسباب، أهمها التدخل الوقح للناتو، وعلى رأسه الولايات المتحدة الأمريكية، في شؤون المنطقة. وهنا أود أن أستمع إلى رأي مستنير من خصومي: فهل يمكنهم أن يأتوا بمثال واحد في القرنين العشرين والحادي والعشرين، تسببت فيه قوة أخرى، بخلاف الناتو، ولنقل الصين أو روسيا، في تأجيج أحد الصراعات في منطقتنا؟ وهل يستطيع أحدهم أن يجزم، بما لا يدع مجالاً للشك، بأن قوة أخرى، بخلاف الناتو، تقف وراء تدهور الوضع في الشرق الأوسط؟ وإذا لم يكن الأمر كذلك، فما يمنعنا من الاستماع إلى آراء السياسيين والمتخصصين في العلوم السياسية الروس، بدلاً من رحلات الشتاء والصيف إلى بروكسل، تذللاً لمسؤولي الناتو، بحثاً عن الحماية والدعم؟
إدلب: وقف إطلاق النار لم يصمد
دعونا نرى ماذا يحدث في "الحياة السياسية المعقدة" ببعض الدول العربية. لقد كان العام المنصرم "عام الفرص الضائعة" بالنسبة للجمهورية العربية السورية. فعلى الرغم من أن الأزمة السورية قد بدت للحظة أنها ماضية في سبيل الحل، عقب المساعدة النبيلة التي قدمتها الوحدات العسكرية الروسية، وقوات الجنرال قاسم سليماني، وبعد تمكن الحكومة السورية من السيطرة على أكثر من 80٪ من الأراضي السورية بفضل روسيا وإيران، والحفاظ على السيادة، وبعد المجهودات الحثيثة من جانب الدبلوماسيين والعسكريين الروس والأتراك والإيرانيين للتوصل إلى اجتماع ممثلين عن حكومة بشار الأسد والمعارضة السورية حول طاولة المفاوضات، إلا أن الطرفين لم يتمكنا من المضي قدماً صوب سلام دائم وإقرار دستور جديد للبلاد، وألقي باللوم هنا على الطرفين.
في الوقت نفسه، ولسبب ما، يلقون باللوم على روسيا. ألم تقدم روسيا أكثر مما قدمته كل البلدان الأخرى في التوصل لموقف موحد يرضي جميع الأطراف، ألم تبذل كل ما بوسعها من تقديم متخصصيها، بل ومنصاتها لتنظيم مفاوضات نزيهة، يجلس فيها جميع الأطراف على قدم المساواة؟ فماذا كانت النتيجة؟ لا يرغب أي طرف من الأطراف في التنازل عن قيد أنملة من مواقفه، ولا يقبل حجج الطرف الآخر. والثمن يدفعه كالعادة الشعب السوري، الذي يمزّقه العداء. فمن يمكن أن نلوم في ذلك سوى أنفسنا؟
وحول القضية الليبية. توفر روسيا مرة أخرى منبراً للمفاوضات، وتقنع الأطراف المتصارعة بالتوصل إلى حلول وسط معقولة، بل وتساعد على إيجاد صيغ مقبولة للطرفين. تتعقد القضية الليبية على نحو خاص، لكون الأمم المتحدة لا تعترف سوى بجانب واحد من جانبي الصراع الليبي، وهو حكومة فايز السراج. وقد حاولت روسيا وتركيا حلحلة العقد بين الطرفين، بتنظيم لقاء بين السلطة المعترف بها والمشير خليفة حفتر، وتم اللقاء على أمل أن يسود منطق العقل، ويتوصل الطرفان إلى اتفاق.
فماذا كانت النتيجة؟ وقّع أحد الطرفين على الاتفاق، أما الطرف الآخر، وتحديدا المشير حفتر، أعلن في اللحظة الأخيرة عن رفضه القاطع للتوقيع، مشيراً إلى حاجته للتشاور مع مؤيديه. بعد بضعة أيام، عاود حفتر مناشدة الرئيس الروسي لاستئناف المفاوضات برعاية روسية، لكن إمكانية التحرك السريع صوب السلام كانت قد ضاعت، ولو إلى حين. بقي الأمل منعقداً على لقاء برلين، الذي التقى فيه، خلاف طرفي النزاع، تركيا وروسيا وممثلين عن الاتحاد الأوروبي والأمين العام للأمم المتحدة. ويأمل المواطنون الليبيون وأصدقاؤهم حول العالم بإيجاد حل للأزمة، لأن سيادة الأهواء والطموحات الشخصية بديلاً عن النهج العقلاني، سوف يؤدي إلى زيادة في مشكلات اللاجئين، والمعاقين، والأيتام، والأسر بلا معيل، وكذلك زيادة تدفق اللاجئين إلى أوروبا يوماً بعد يوم.

تدريبات روسية سورية مشتركة في طرطوس
ولا تقتصر زيادة المشكلات على ليبيا! فأينما تجري محاولات حقيقية لحفظ السلام، في اليمن وسوريا والعراق، غالباً ما تجد أحد الطرفين يرفض اتفاق السلام في اللحظة الأخيرة. وكأنما هناك يد خفيّة، تحركها قوى سحرية، توقف أحد الأطراف في المفاوضات، وتؤثر عليها بفكرة إفشال المفاوضات. وهذا يحرم الشعوب من حقها في حياة آمنة كريمة.
في واقع الأمر، ليس هناك سحر في الأمر. وإنما هي يد واشنطن. يد تحمل ملايين الدولارات، التي تشتري بها العملاء والمتواطئين والسياسيين والمواطنين الخونة، وتحمل كذلك سوطاً تهدد به أحد الأطراف التي تشارك في المفاوضات. سوط يتجسد في أشكال متعددة. فأحياناً ما يحمل تهديداً بالانتقام الجسدي، وأحياناً بالابتزاز ("فكّر في أبنائك الذين يدرسون في الولايات المتحدة الأمريكية" أو "سنترككم بلا فلس واحد")، وفي كثير من الأحيان يحمل وعوداً سخية، بالدعم السياسي والمالي، وتأكيدات على أن هذا السياسي أو ذاك سوف ينال رعاية ودعم واشنطن. وكل ذلك تصاحبه حملات إعلامية في الإعلام الغربي والعربي. هذه هي الصعوبة الرئيسية للحياة السياسية في الشرق العربي.
ليست تلك ألعاب سياسية، ولا مناورات لقوة عظمى. إنه برنامج عسكري-سياسي محدد للناتو، صمم لسنوات عديدة، ولديه خطة واضحة لتنفيذه. ولكل ضحية مكانها. احكم بنفسك عزيزي القارئ: يعبّر ملك الأردن، الملك عبدالله، بطريقة أقرب للغموض، عن دعمه لـ "صفقة القرن"، وهو ما يعني أن عليه أن يحسب حساب قوى تتنامى في الداخل الأردني، ويمكن أن تصبح قادرة على تهديد عرشه وبلاده، إذا لم ينضم إلى جوقة حلفاء الولايات المتحدة الأمريكية.
بعبارة أخرى، يجرى الآن الإعداد لهجوم واسع النطاق على حقوق الشعب الفلسطيني، والغرب قد وضع للأردن دوره الخاص في ذلك. فالناتو يستعد بكل ثقله وأدواته للانقضاض على الشعب الفلسطيني، فيبتز ويحاصر السياسيين الفلسطينيين، حتى ينصاعوا لضغوطه. أما إسرائيل فقد صرحت فعلياً عن اعتزامها التعامل بنفسها مع خصومها في المنطقة، نظراً لعدم رغبة الأمريكيين دخول حرب في الشرق الأوسط. ألفت عناية القارئ أنني لا أحاول إقناع أبناء جلدتي بأي موقف، وإنما أطلب منهم فقط النظر إلى الواقع وجهاً لوجه، وإدراك ما يحدث الآن في الوطن العربي.
ما يثير الاهتمام، هو أن الغرب لا يعتبر أنه من الضروري إخفاء جوهر أهدافه فيما يتعلق بالعراق ولبنان وسوريا وغيرها من البلدان. فهم يريدون تقسيم العراق إلى ثلاثة مناطق: شيعية وسنية وكردية. وبالطبع سوف يكون التعامل مع دول صغيرة أسهل بالنسبة للناتو من التعامل مع دولة موحدة. سوف تكون تلك الدول، بطبيعة الحال، تابعة لحلف الناتو، وستضطر لأن تكون معارضة لإيران. ولهذا السبب، وعلى الرغم من كافة وعودها للمجتمع الدولي، فإن الولايات المتحدة الأمريكية لن تسحب قواتها من العراق. ومن هنا الاستنتاج: يجب على الشعب العراقي أن يدرك أن انقسام بلاده يصب في مصلحة أعدائه، وليس في مصلحة أصدقائه، وقوة الشعب إنما تكمن في وحدته، ودعم أصدقائه الحقيقيين لبلاده. وتلك ليست مهمة الغد، وإنما هي مهمة يتعين الشروع فيها فوراً!

الخارجية التركية: أردوغان ناشد بوتين التدخل للمساعدة في وقف تقدم الجيش السوري
يزداد الوضع اللبناني سوءاً يوماً بعد يوم. وفي بيروت، شنّت عناصر متطرفة معركة حقيقية مع الشرطة، ونفذت عمليات تخريبية. وتحولت عاصمة البلاد، التي كان يزورها في السنوات الأخيرة ملايين السائحين من الخارج، إلى ساحة مواجهات مع الشرطة.
لقد زرت بيروت المثخنة بالجراح، والتي عانى سكانها مراراً من حصار وضع أمني، تتصارع فيه الطوائف والقوميات في العاصمة وبطول البلاد وعرضها. وكان العالم، في منتصف السبعينيات من القرن الماضي، شاهداً على الحرب الأهلية المأساوية في لبنان، التي تسببت في دمار البلاد، ومقتل جزء كبير من جيل الشباب.
إنهم يريدون أن يصبح لبنان من جديد إقطاعية غربية، على حساب قتلى جدد، ودمار جديد. الحق أن دول الناتو ربما لم تنس أن أبطال المقاومة هم من أجبروا الأمريكيين والفرنسيين على مغادرة البلاد، ودفعوا حياتهم ثمناً لذلك. فقد انفجرت سيارة واحدة عام 1983 أمام السفارة الأمريكية وأودت بحياة 63 شخصاً، كان ثلثهم تقريباً من وكالة المخابرات الأمريكية. ثم اقتحمت سيارة أخرى إحدى ثكنات المارينز وانفجرت، وأسفرت عن مقتل 270 أمريكياً. ثم انفجرت سيارة في قاعدة المظليين الفرنسيين، وخلفت 58 قتيلاً.
أعتقد أن هذه الذكرى هي ما تجعل الناتو يفضل اليوم أن يقتل اللبنانيون بعضهم بعضاً. ولهذا الغرض، يشنّ الناتو حرباً مختلطةً ضد الشعوب العربية، باستخدام "القصف العنيف" للراديو والتلفزيون اللبناني، ويعيد إشعال الكراهية بين الطوائف والمجتمعات. أود هنا أن أذكّر: أن الأوضاع في المنطقة كانت هادئة نسبياً قبل أن تتدخل الدول الغربية في شؤون المنطقة، وتفرض داعش على سوريا والعراق. ولم تكن المقاومة الشعبية تسمح بدخول داعش إلى لبنان، وأغلقت كافة الممرات، ويجدر أن يتذكر الشعب اللبناني ذلك. فلبنان، في واقع الأمر، هي أكثر الدول العربية عرضة لتصبح من بين ضحايا داعش، وضحايا الإرهاب بكافة أشكاله وأنواعه.
لا شك أن بإمكان الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها في الناتو، التأثير على الوضع الاقتصادي في بلدان الشرق الأوسط، باستخدام أدوات الضغط الاقتصادي، خاصة في الدول الصغيرة، وتلك التي لا تمتلك موارد من الصادرات، وهو ما يحدث حالياً في لبنان. وفي وسائل الإعلام اللبنانية يتم تداول أخبار زائفة باستمرار، أخبار صنعت خصيصاً في مراكز الدعاية وراء المحيط. وجوهر كل هذه الأخبار واضح: إلقاء اللوم في كل المشكلات على "حزب الله".
قيل لي أن منظمي الدعاية، ممن تعلموا في الغرب، ومساعدوهم المحليون يمارسون دعايتهم وسط اجتماعات التجار وسائقي سيارات الأجرة والمؤسسات المحلية الصغيرة. والهدف من وراء ذلك كله: التسبب في مواجهة، يفضل أن تكون مسلّحة، بين الطوائف المختلفة. حيث يأمل من يقومون بتنظيم فعاليات كهذه أن يتسببوا في سلسلة تفاعلات عنقودية، يمتد أثرها لسوريا المجاورة.
الفكرة أن تعنّت أطراف الحوار السوري، يدفع حلف الناتو للتفكير بأنه لا زال قادراً على دفع عجلة الزمن إلى الوراء، والسيطرة على سوريا وثرواتها الطبيعية. وهذا العناد، الذي شرحت ظروفه آنفاً، يمكن أن يؤدي إلى أخطر العواقب. فجزء كبير من الفاعلين في المعارضة قد انفصلوا منذ مدة طويلة عن الشعب، الذي يحيا في البرد والجوع. في الوقت الذي تعيش شخصيات معروفة من المعارضة، كما يبدو لي، في ظروف مريحة للغاية، لا تدفعهم دفعاً نحو اتخاذ قرارات حاسمة ومصيرية على الفور. أما الرعاة والممولين الأوروبيين، لبعض هذه الشخصيات، فهم بطبيعة الحال ليسوا في عجلة من أمرهم.
السفير الأمريكي في ليبيا يلتقي السراج وحفتر كلا على حدة
لكنني أناشد جميع شخصيات المعارضة والحكومة السورية مواجهة ضمائرهم: هل بذلوا كل ما بوسعهم للتوصل لاتفاق سلام وتوافق وطني؟ هل ينامون ملء جفونهم، بينما يعاني الأطفال السوريون، مما لا يستطيع الكبار تحمله؟ وسؤال آخر أود طرحه على المعارضة والحكومة السورية على حد سواء: هل يرغبون في عودة الحرب الشنيعة التي يقتل فيها الأخ أخاه، والتي استمرت على الأرض السورية أطول من استمرار الحرب العالمية الثانية؟ فلتفكروا فقط في الآتي: لولا مساعدة القوات الروسية وفيلق "القدس"، ولولا عملية أستانة، لما كانت هناك دولة تدعى سوريا على خريطة العالم اليوم. وتلك ليست خيالات افتراضية، وإنما استنتاجات توصل إليها المحللون السياسيون!
بالطبع، فلا أحد يمكنه التنبؤ بالمستقبل، ولكن يمكننا تقييم الوضع الراهن بوعي والإدلاء ببعض التوقعات. أقول إنه إذا لم تتوصل الحكومة السورية والمعارضة إلى حلول وسط، وإذا استمر التعنّت ورفض مواقف الطرف الآخر مسبقاً، فمن غير المرجح أن تعقد انتخابات في الجمهورية العربية السورية حتى في العام المقبل. وفي هذه الحالة، ينتظر سوريا حصار اقتصادي، وعقوبات جديدة، وتدهور حاد في حياة المواطنين العاديين. أي أن إدخال التعديلات الدستورية وتنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 2254 هو ضرورة حتمية، وبدون ذلك ستواجه الحكومة السورية سلسلة طويلة من المهام المستحيلة.
من بين أصدقائي في سوريا، مؤرخ لديه أرشيف ضخم وقيّم للغاية، يمكنك فيه العثور على بيانات حول الأحداث السياسية والمفاوضات في جميع أنحاء الشرق الأوسط للسنوات العشر الأخيرة على أقل تقدير. ويؤكد صديقي أنه من الممكن تتبع مراحل أداء عدد من السياسيين، في جزء كبير من هذه الفترة، يسميهم "محترفو الدمار"، وبصرف النظر عما إذا كانت واشنطن قد اشترتهم، أو كانت تصرفاتهم بناء على مصالح وطموحات شخصية، فإن مهتهم هي تدمير أي توافق ناشئ، وتقويض أي محاولات تفضي إلى السلام، ومنع التوصل إلى أي اتفاق. يصل عدد هؤلاء في الوطن العربي، وفقاً لصديقي المؤرخ، ليس أكثر من 50 شخصاً، إلا أنهم سياسيون فاعلون، يقعون أعلى الهرم السياسي في عدد من بلدان المنطقة، ولديهم قدرة تدميرية فائقة، لأنهم في جميع الأحوال يحصلون على دعم الناتو والولايات المتحدة الأمريكية في المقام الأول. فغياب التوافق أو المصالحة أو التهدئة دائماً ما يصبح ذريعة مناسبة للتدخل في شؤون دول الشرق الأوسط.
50 شخصاً فقط في العالم العربي بأسره! لكن، أي شر يجلبون، بينما يسعون هنا وهناك لسفك الدماء. ينزف اليمن لمدة طويلة، ويقتل مئات الآلاف من السوريين في سنوات الحرب الأهلية والمعارك مع داعش، يقتل ملايين العراقيين، ويموتون بسبب المرض والجوع، ويتشوهون. لكن كل ضحية في الشرق الأوسط يقابلها ارتفاع في حسابات وأرباح المجمع العسكري الصناعي في الغرب. لقد حان الوقت كي نفهم نحن العرب، أن إزهاق روح أي شاب عربي بالنسبة للغرب، وخاصة بالنسبة للناتو، يقاس بالسنتات، وأن كل برميل نفط يقاس بالدولارات. وإذا كان الأمر غير ذلك، لما كان الناتو ليتدخل في شؤوننا.
في الوقت نفسه، كان من الممكن تجنب العديد من الأحداث، إذا كنا تكاتفنا معاً، استناداً إلى تاريخنا، وإيماننا، وتعاطفنا مع مصائب أخوتنا، وشرعنا في التصدي للمشكلات المشتركة أو تلك التي ستصبح عاجلاً أو آجلاً مشتركة.
من بين هذه المشكلات نمو التسليح في المنطقة، زيادة عدد القواعد الأجنبية في المنطقة، وجود أساطيل أجنبية تحمل على متنها أسلحة نووية، النزاعات الإقليمية على أسس قومية ودينية وجغرافية تاريخية وغيرها. إننا لا نريد أن يحل مشكلاتنا دول الناتو، الذين كثيراً ما لاحظنا تصرفهم حيالها، مثل فيل في متجر الخزف الصيني. وإذا كان الأمر كذلك، فلابد من عقد مؤتمر عام للدول العربية، يتعين فيه على الدول العربية أن تعلي من شأن ودور جامعة الدول العربية، وتحميلها بوظائف إيجاد الحلول السياسية لصالح كل دولة، وكذلك وظائف حفظ السلام.
لقد حدث ذلك من قبل في التاريخ، إلا أنه لم يعد فعالاً بما فيه الكفاية. فإنشاء وحدة لحفظ السلام، تتكون من الدول التي تتمتع بقدرات عسكرية ذات شأن، ليست مهمة كبيرة. لكن الأصعب بكثير، هو ألا تتحول قوة حفظ السلام العسكرية إلى شرطي المنطقة، دون النظر إلى حقوق الشعوب وإرادتها، وتنمية حرياتها، وانتخاباتها الحرة النزيهة لاختيار طريقها للتنمية.
إن للدول العربية الحق والإمكانية أن تقرر مصيرها دون تدخل من الناتو وقوات الاحتلال. لدينا في المنطقة خبراء رائعون في مجالات الاقتصاد، والهندسة، والنفط، والجيولوجيا، وغيرها. نفتقد فقط مجلساً استشارياً للدول العربية، يستطيع أن ينصح الساسة والاقتصاديين بكيفية تجنب الأزمات الجديدة والمشكلات الخطيرة.
كنا نظن أن زيادة مشكلات الحرب والسلام قد تقود العرب نحو اليقظة، والتخلص من الصبيانية السياسية، والإدراك الواقعي لحقيقة أن القواعد الأجنبية، واللعب بالنار، الذي تقوم به الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها، تهدد دائماً بالمواجهة، وهو ما يعني أولاً وقبل كل شيء نزع فتيل الحرب، من خلال التخلص من وجود قوات الناتو، وبدء مرحلة جديدة من التفاهم بين بلدان المنطقة: علاقات التعاون الإقليمي والأمن الجماعي بما يخدم جميع بلدان الشرق الأوسط. إلا أنه، وبدلاً من ذلك، نرى العكس تماماً: فتطلب المملكة العربية السعودية من الولايات المتحدة الأمريكية زيادة أعداد القوات الأمريكية في البلاد، والتي تدفع مقابلها السعودية نصف مليار دولار، في الوقت الذي تذهب فيه حاملة الطائرات الفرنسية إلى الخليج، لتقوية المجموعة الفرنسية هناك. فماذا نسمي ذلك سوى أنه استمرار في اللعب بالنار؟
طبرق وطرابلس قامتا بخطوة من الهدنة نحو السلام
لعل أكثر ما يثير الحزن في وضع الشرق الأوسط، من وجهة نظري، هو التحرك نحو زيادة التوتر الإقليمي، وتحول المنطقة إلى برميل من البارود، بدلاً من السعي نحو حل المشكلات والسلام والتعاون في المنطقة.
هناك مزحة قصيرة سوداء: "يصيح بوب: مرحباً ماري! بينما كان يشعل سيجارته بجانب برميل البنزين. كان المرحوم يبلغ من العمر 25 عاماً". هناك أشياء قاتلة. وعلينا نحن العرب أن ندرك هذه الحقيقة البسيطة.
ذلك أنه إذا ما اشتعلت نيران الحرب الفظيعة في منطقتنا، بصرف النظر عمن أشعلها أو كيف وبماذا اشتعلت، فسوف يكون قد فات أوان الندم على الفرص الضائعة للحفاظ على السلام في المنطقة. فمن إذن يلوم العرب سوى أنفسهم؟
أرى أن قصر النظر السياسي، وعدم القدرة على ترتيب الأولويات، والعجز عن الاتفاق مع الجيران والدول العربية الأخرى، ونقص الخبرة حتى في التوصل إلى موقف واحد بشأن قضية تعاني منها إحدى الدول العربية هي ملامح المؤسسة السياسية الحالية في كل الدول العربية تقريباً. وفي ظل هذا الوضع، هل يمكننا الحديث عن أي علامات على الوحدة العربية أو محاولة تطوير مواقف متقاربة من القضايا الدولية؟ بل إنني أعتقد، علاوة على ذلك، أنه على خلفية هذه الظروف، لا تستطيع أي دولة عربية المشاركة في التوقيع على أي اتفاقية دولية، تحدد مصائر الشعوب والمنطقة. وهو ما بدا جلياً في تناثر وجهات النظر لعدد من الزعماء العرب حول الحرب في ليبيا. لهذا السبب تعمدت أعلاه عدم الإشارة لحضور بعض الدول العربية لمؤتمر برلين بشأن ليبيا، لأن حضورها بهذا السياق العربي الراهن ليس له أي تأثير على الخطوات الدولية التي سيتم اتخاذها للمساعدة في إنهاء الأزمة الليبية. فلا يوجد في الوقت الحالي، مع الأسف الشديد، أي هيبة أو احترام لأي دولة عربية في ضوء وضع الملايين من الشعوب العربية في الظروف الكارثية التي يعيشونها على مرأى ومسمع من العالم أجمع.
إن كل ما سبق، بالإضافة إلى تجربة اجتماع برلين، يؤكد مرة أخرى أن بلداننا، شأنها في ذلك شأن جميع دول العالم، يجب أن تسعى جاهدة لتعزيز سلطة مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة ومنحه مزيداً من الحزم في تنفيذ جميع القرارات المتخذة. من الضروري إعادة عجلة التاريخ إلى الوراء، والسعي لا إلى تفاقم الوضع في منطقتنا والعالم بشكل عام، وإنما إلى تحسين الوضع. وتلك هي مصلحة كل عربي.
الكاتب والمحلل السياسي/ رامي الشاعر
المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة أو الكاتب
التعليقات