مباشر
أين يمكنك متابعتنا

أقسام مهمة

Stories

39 خبر
  • العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا
  • الحرب الإسرائيلية على لبنان
  • غزة والضفة تحت النيران الإسرائيلية
  • العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا

    العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا

  • الحرب الإسرائيلية على لبنان

    الحرب الإسرائيلية على لبنان

  • غزة والضفة تحت النيران الإسرائيلية

    غزة والضفة تحت النيران الإسرائيلية

  • خارج الملعب

    خارج الملعب

  • فيديوهات

    فيديوهات

لماذا يشعر الروس بالبرد في الجحيم، وبالملل في الجنة؟

"تدخل جديد لبوتين".. هذه المرة في الانتخابات الليبية، يدفع إلى الواجهة بتأملات حول الشخصية الروسية...

لماذا يشعر الروس بالبرد في الجحيم، وبالملل في الجنة؟
طقوس عيد الغطاس في روسيا / ilya Pitalev / Sputnik

قد يشعر المواطنون الإسبان أو الإيطاليون بالسعادة حينما يلتصقون بمائدة الطعام. فالطعام والشراب هما ما يكسبان حياتهم معناها، ولن يفكروا في يوم من الأيام أن يعيدوا ترتيب هذه الأولويات.

أما الروس، فليسوا كذلك. وتبدو لهم الحياة المسالمة، تحت أشعة الشمس الدافئة ناقصة، لا تسمن ولا تغني من جوع، فلا تروق لهم رتابة التكرار بين الأكل والشرب والنوم.. أي ملل هذا؟

لذلك كان الروس دائما يبحثون عن المغامرات، التي أحيانا ما تنقلب إلى متاعب، ومخاطر، بل وربما مآس حقيقية.

يميّز الروسي تعطشه الدائم للأدرينالين، والبحث عن معنى الحياة وأسباب الوجود، وتلك أمور أهم بالنسبة لهم من حياة الدعة والاستقرار والهدوء، وهو سلاح ذو حدين. فالروس دائما في الطليعة، يرتادون البحر والبر والجو، ويسبرون أغوار طبيعة لا تنتهي على أراض أكبر دولة في العالم من حيث المساحة، وهم فوق ذلك محاربون شجعان، لا يهابون التضحية بأرواحهم من أجل المبادئ، ولكن...

أحيانا ما يكون لذلك التعطش، والرغبة في البحث وسبر الأغوار تداعيات مزعجة، وأخرى شديدة الإزعاج.

أثناء عملي في سلطنة عمان، منذ فترة طويلة، قابلت يوما شابين روسيين، جاءا سيرا على الأقدام من بلدهما، في طريقهما إلى جنوب إفريقيا. لم يكن بحوزتهما سوى كاميرا، وخيمة، وبعض الدولارات للحصول على التأشيرات.  كان الشابان يأكلان ما تيّسر مما يحصلان عليه من الأهالي الطيبين، وممن تدهشهم مغامراتهما، فيتعاطفون معهما. وكانت هناك، وفقا لما حكوا آنذاك، مجموعة مماثلة تسير معهما بالتوازي إلى جنوب إفريقيا، ولكن عن طريق المغرب، بمحاذاة المحيط، وكان على أولئك وهؤلاء أن يلتقوا في النهاية بإفريقيا. كان اليمن في ذلك الوقت يعاني من وباء مميت واسع الانتشار، بل قل إن اليمن لم يكن يوما مكانا آمنا لسائحين كهؤلاء. لكن ذلك لم يفتر من عزيمة الشابين الروسيين، ولم يفكرا يوما في تغيير خططهما، وبقي إيمانهما العميق بالفكرة، وسارا نحو تنفيذها. لا أعلم إلى أي نتيجة وصلا، لكنني، وكإنسان روسي في نهاية المطاف، لا زلت أحسدهما من أعماق قلبي حتى يومنا هذا...

هناك نوعية من الروس أكثر حمقا، واندفاعا، ولديهم رغبة حقيقية في المغامرات، التي أحيانا ما تتعارض مع غريزة البقاء، فيندفعون بكل قوتهم نحو المخاطر، دون التفكير في العواقب. من بين هؤلاء أذكر ذلك الرحالة الذي وقع في أسر ما يسمى بـ "الدولة الإسلامية" في سوريا، وذلك الآخر من سكان "أوغليغورسك" في جزيرة سخالين الروسية، وقد التقطته عدسة الكاميرا بينما يطعم أحد الدببة بيده العارية.

من بين هؤلاء أيضا، أحمقان روسيان، قررا أن يدهشا العالم ببحث مجتمعي، عن ليبيا، في نفس الوقت الذي تدور فيه الآن رحى الحرب الأهلية هناك.

لقد اشتهر الليبيون، منذ أيام القذافي، بتشككهم في الأجانب، وتخوفهم الدائم من الجواسيس. بل إنني أذكر، بينما كنت في أحد الشوارع الرئيسية في العاصمة الليبية طرابلس، وصعدت إلى جسر المشاة، لالتقاط صورة مسجد رائع، فلم ألبث إلا أن وجدت في لحظة خاطفة عناصر مخابراتية ليبية، تنتظرني أسفل الجسر من الجانبين.. كان ذلك في الوقت، الذي كان فيه رئيس جهاز الأمن الخارجي، موسى كوسا، يعدّ بالاشتراك مع المخابرات المركزية الأمريكية صفقة اعتراف ليبيا بمسؤوليتها عن حادث لوكيربي.

بالطبع فإن رحلة الأحمقين الروسيين إلى ليبيا لم تنته نهاية سعيدة، واعتقل هذان المواطنان، بينما لم يتفتق ذهن الأخوة الليبيين، اعتمادا على الهيستيريا الأمريكية حول "رشا غيت" التي اخترعها الديمقراطيون خصيصا للتخلص من ترامب، سوى عن رواية مفادها أن هذين المجنونين الروسيين، ليسا سوى عملاء لبوتين للتدخل في الانتخابات الليبية...

وهنا تصيبني حيرة تعجزني عن تحديد أي الأمور في هذا الموقف تدعو لمزيد من الأسى: أهي شكوك الليبيين المبالغ فيها، أم مصير الأحمقين الروسيين، اللذين لم يدركا في أي عالم يعيشان، أم خصائص الشخصية الروسية الباحثة دوما عن المتاعب والمغامرات...

المحلل السياسي/ ألكسندر نازاروف

المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة أو الكاتب

التعليقات

سيمونيان للغرب: بوتين لن يتراجع!

باريس تدعو لعدم رسم "خطوط حمراء" في دعم أوكرانيا

الجيش الإسرائيلي يعلن تصفية مسؤولين في "حماس" شاركا في هجوم الـ7 من أكتوبر

محللة استخبارات عسكرية أمريكية: نحن على سلم التصعيد نحو حرب نووية

الخارجية الروسية: ألمانيا تحاول كتابة التاريخ لصالح الرايخ الثالث