كييف ترفض خطة شتاينماير للتسوية في شرق أوكرانيا
انتهى اجتماع جديد لمجموعة الاتصال الخاصة بتسوية النزاع في جنوب شرق أوكرانيا دون أي نتيجة، فيما أعربت كييف عن تحفظها على ما يعرف بـ "خطة شتاينماير" الخاصة بكيفية إطلاق عملية سياسية.
وخلال الاجتماع الذي عقد بالعاصمة البيلاروسية ميسنك، رفض الجانب الأوكراني بحث هذه الخطة التي اقترحها وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير، من أجل إطلاق عملية سياسية تهدف إلى إعادة تكامل منطقة دونباس مع باقي الأراضي الأوكرانية، وفق اتفاقات مينسك السلمية التي عقدها طرفا النزاع بوساطة روسيا وألمانيا وفرنسا، يوم 12 فبراير/شباط عام 2015. يذكر أن تطبيق الاتفاقات يعرقل منذ البداية، بسبب رفض الجانب الأوكراني تنفيذ الالتزامات المتعلقة به، وبالدرجة الأولى، منح منطقة دونباس، التي انشقت عمليا عن أوكرانيا، نتيجة النزاع المسلح المستمر منذ أبريل/نيسان عام 2014، وضعا خاصا.
وكتبت أولغا أيفازوفسكايا ممثلة كييف في الفريق المعني بالتسوية السياسية والتابع لمجموعة الاتصال، في معرض تعليقها على الاجتماع الذي عقد مساء الأربعاء 9 نوفمبر/تشرين الثاني، قائلة: "فيما يخص المناقشات في مينسك، فهي تتجه إلى مجرى غريب جدا للمرة الثانية على التوالي. وتحاول روسيا حمل فريقنا على التصديق على ما يعرف بخطة شتاينماير، لتوقع عليها بعد ذلك مجموعة الاتصال بالأحرف الأولى".
وشددت على أن هذا الأمر غير مقبول بالنسبة للجانب الأوكراني، معيدة إلى الأذهان أن رؤساء دول رباعية النورماندي (أوكرانيا وروسيا وألمانيا وفرنسا)، كلفوا وزراء خارجة الدول الأربع بوضع خارطة طريق لتسوية الأزمة بحلول أواخر نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، لكي تتضمن هذه الخطة بنودا متعلقة بضمان الأمن وحزمة خطوات سياسية.
وتابعت المسؤولة أن الوضع يترك لديها انطباعا بأن الجانب الروسي يحاول تنسيق وثيقة جديدة تتضمن شروطه في إطار رباعية النورماندي، ولا سيما فيما يخص المسائل السياسية.
بدورها، أعربت فيكتوريا تالاكينا الناطقة باسم ممثل جمهورية دونيتسك في مجموعة الاتصال، عن خيبتها من عدم إحراز أي نتائج ملموسة خلال الاجتماع.
وأوضحت أن المشاركين في المفاوضات لم يحرزوا أي تقدم في بحث مختلف جوانب خطة شتاينماير.
وشددت على أن المسائل السياسية هي أساس التسوية السياسية للنزاع في منطقة دونباس. وذكرت بأن جميع أعضاء رباعية النورماندي، بمن فيهم الرئيس الأوكراني بيترو بوروشينكو، قد وافقوا على هذه الخطة. واعتبرت أن موقف كييف الحالي الرافض لهذه الخطة، ليس إلا محاولة جديدة لعرقلة تنفيذ الاتفاقات السلمية.
بدوره شدد ممثل روسيا في مجموعة الاتصال بوريس غريزلوف على الأهمية المحورية للتركيز على المسائل السياسية في إطار المفاوضات السلمية.
وكشف أن مجموعة الاتصال ستواصل بحث خطة ستاينماير، التي اعتبر أنها قد تساعد في التوصل إلى حلول وسط فيما يخص تطبيق الإجراءات الضرورية في المجال السياسي، خلال الاجتماع القادم يوم 23 نوفمبر/تشرين الثاني.
وكان وزير الخارجية الألماني قد اقترح خطة تحدد تتابع الخطوات اللازمة لوفاء كييف بوعدها لمنح الوضع الخاص لمنطقة دونباس. ووافق زعماء "رباعية النورماندي" على هذه الخطوة في أكتوبر/تشرين الأول عام 2015، لكنها ما زالت حبرا على ورق حتى الآن.
وتصر كييف على بحث مسائل ضمان الأمن في المنطقة المضطربة أولا، كما أنها تشترط لمنح منطقة دونباس (جمهوريتا دونيتسك ولوغانسك المعلنتان من جانب واحد) الوضع الخاص، إجراء انتخابات محلية في تلك المنطقة وفق قوانينها وتحت إشرافها، لكي تضمن وصول أشخاص موالين لها إلى السلطة في هناك، وهو أمر ترفضه لوغانسك ودونيتسك اللتان تسعيان لإجراء الانتخابات بشكل مستقل عن كييف.
المصدر: وكالات
أوكسانا شفانديوك.