خبيران يعلقان على تصريحات أردوغان التي يطالب فيها بوتين بتغيير نهجه إزاء دمشق

أخبار العالم العربي

خبيران يعلقان على تصريحات أردوغان التي يطالب فيها بوتين بتغيير نهجه إزاء دمشق
انسخ الرابطhttps://ar.rt.com/rcz6

قبل أقل من أسبوع على لقاء مرتقب مع الرئيس فلاديمير بوتين اعتبر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن حكومة دمشق تشكل خطرا على بلده، مبديا أمله في أن تغير روسيا نهجها إزاء الملف السوري.

تصريحات أردوغان اعتبرها محللون ومراقبون هجومية لا تأخذ في الاعتبار المعادلات الجديدة على الأرض السورية والمنطقة العربية عموما.

وفي هذا السياق أكد اللواء تامر الشهاوي عضو مجلس النواب ولجنة الدفاع والأمن القومي المصري السابق أن "الأزمة السورية اتخذت منعطفا حادا.

وقال الشهاوي في تصريح خاص لـRT: تدرك تركيا جيدا أن التدخل العسكري الروسي في سوريا أنتج معادلة جديدة على الأرض غيّرت من موازين القوى لصالح دمشق، وعليه باتت ترى أن اللعب مع الروسي من زاوية القوة قد يكلفها غاليا، لا سيما أن موسكو مستاءة من التحركات التركية في أوكرانيا وجورجيا وأذربيجان، خاصة أوكرانيا، التي أعلنت تركيا مرارا دعمها لها وتأكيدها عدم الموافقة على ضم روسيا لشبه جزيرة القرم، ما يشكل حساسية تاريخية خاصة لروسيا".

وأكد أن "هذا الاختلاف في الاستراتيجيات يؤكد من جهة محدودية التفاهمات التركية-الروسية بشأن الأزمة السورية، إذ إنها تبدو تفاهمات مؤقتة مرحلية، ومن جهة ثانية يؤكد حقيقة أن التقارب الحاصل بين البلدين لا يضع علاقتهما في موقع التحالف الاستراتيجي، وإنما هو أقرب إلى التكتيكي، الذي فرضته جملة من الظروف المتعلقة بتطورات الأزمة السورية، وبتوتر العلاقات التركية مع الغرب، ومن هنا باتت التفاهمات التركية-الروسية عموما وبشأن سوريا على وجه الخصوص أمام لحظة مفصلية جديدة".

وأشار إلى أن "الأيام المقبله ربما تشهد تغيرا كبيرا على المشهد السوري وعلى الوجود التركي والإيراني في سوريا" .

وفي السياق قال الخبير العسكري المصري اللواء سمير راغب في تصريح خاص لـRT: "يمكن لتركيا أن تكون أفضل إذا توقف أردوغان عن توجيه النصح لغيره ومطالبة الجميع بتغيير نهجهم دون إعادة تقييم للنهج الأردوغاني آخر عقد من الزمن، كذلك التوقف عن التفكير بعقلية الماضي، والبناء على ما أطلق عليه الربيع العربي، وفكرة أن "لا مستقبل لهذا أو ذاك". الأوضاع السياسية والعسكرية والأمنية اختلفت في جوار تركيا، وما كان متاحا بالأمس أصبح صعب المنال اليوم، ورفقاء الأمس أصبحوا خصوم وأعداء اليوم، وأصبح الأسد (عدو عدو العرب)".

وتابع: "سوف تؤدي تصريحات أردوغان المعادية للدولة السورية وبالرغبة بالقيام بعملية هجومية تركية محتملة في المناطق الشمالية لسوريا، والتي هدد بها الرئيس التركي، اليوم إلى موقف عكسي بفشل مبكر للحوار مع روسيا ديسمبر المقبل، وموقف عكسي من الدول العربية التي تعد أنقرة عدوا أو منافسا إقليميا، بزيادة التنافر والضغوط على أردوغان من ناحية و زيادة التقارب والدعم لبشار الأسد من ناحية أخرى، ولقد قامت المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة بحركة نوعية بإعادة تموضع تجاه الصراع بفتح قنوات تواصل مع المكون الكردي في شمال شرق سوريا وبالتالي ففي حال وقوع هجوم تركي آخر، قد يتلقى الأكراد مزيدا من الدعم المكثف من دول الخليج وغيرها".

وأضاف راغب "لقد أدت عملية "نبع السلام" التركية إلى تضامن عربي غير مسبوق ضد الإجراءات التركية على هذه الخلفية، لم تتراجع مطالب اللاعبين العرب تجاه دمشق فحسب إنما ازداد أيضا الميل إلى إعادة العلاقات الرسمية وشبه الرسمية معها وبالنسبة للسعودية والإمارات، اكتسبت مسألة تعزيز الدعم للتشكيلات الكردية ضد مصالح أنقرة وضع مختلف".

وقال إن "استمرار هذا النهج يعني أن أردوغان يسعى إلى الخصام مع الجميع، بما في ذلك روسيا، حيث تعد تصريحاته، مؤشرا إضافيا على أنه مستمر في تجاوز معايير السلوك المقبولة والمتعارف عليها في العلاقات الدولية، باستمرار التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى سواء بالفعل أو بالتهديد به... يرغب أردوغان في أن تغير روسيا نهجها إزاء الملف السوري، و يتجاهل التاريخ والجغرافيا ووضع روسيا في سوريا والمنطقة كما يتناسى الخطوط الحمراء دائما ولا يفكر أبدا في تغيير نهجه تجاه دول الجوار، ودول المنطقة رغم أن هناك رفض قاطع وفشل مستمر لنهج تركيا في سوريا والعراق وليبيا وأذربيجان".

وتابع "لن تحقق تركيا مكاسب اقتصادية مع روسيا بينما تسعي لسياسات مخالفة لها في عدة مناطق، ولن تنجح تركيا في عودة العلاقات مع الامتداد العربي (العمق الإستراتيجي) بينما لها أطماع باحتلال أراضي عربية، أخيرا لن تنجح تركيا في علاقات دولية ناجحة بينما تريد أن تشغل مقعدين متعاكسين في نفس الوقت".

وأشار إلى أن"تركيا التي شنت عدة عمليات عسكرية في سوريا وتدعم العناصر الإرهابية ولها قوات عسكرية فوق عدة دول عربية، تعتبر سوريا خطرا، وهو ما يعكس منطقا معاكسا وتفكيرا ملتويا، تركيا لن تحصل على شئ بدون مقابل ويمكن لروسيا الاتحادية الوصول بالتعاملات الاقتصادية مع الدول العربية ما يتجاوز الـ100 مليار دولار، لن تحصل تركيا على ما تريد إلا عندما تدرك ما يريد الآخرون، وتعيد قراءة المتغيرات الإقليمية والدولية، على سبيل المثال لا يوجد ترامب يدعم عملية "نبع السلام"، الرئيس جو بايدن لن يكون داعما أو صامتا على تجاوزات تركيا كطريقة سلفه، والعرب تجاوزوا الكثير من خلافاتهم البينية، وقريبا سوريا في الجامعة العربية".

ناصر حاتم- القاهرة

المصدر: RT 

موافق

هذا الموقع يستخدم ملفات تعريف الارتباط .بامكانك قراءة شروط الاستخدام لتفعيل هذه الخاصية اضغط هنا