"البيت الذي بناه جدي" منزل يحكي قصة الوطن (صور)

الثقافة والفن

The House My Grandfather Built
انسخ الرابطhttps://ar.rt.com/nfgx

انتهت المصورة الفوتوغرافية الروسية، كسينيا نيكولسكايا، من كتابها المصور "البيت الذي بناه جدي"، بعدما لاقى كتابها الأخير "تراب" نجاحا منقطع النظير في الأوساط الفنية الروسية والمصرية

تعمل نيكولسكايا رئيسا لقسم التصوير بالجامعة الألمانية في القاهرة، وقامت في السابق بتدريس التصوير الفوتوغرافي في الجامعة الأمريكية بالقاهرة، وكانت تشغل منصب رئيسة قسم المعارض بوكالة "نوفوستي" الروسية للأنباء.

وحول كتابها الأخير "البيت الذي بناه جدي"، صرحت نيكولسكايا في حديث حصري لـ RT، بأنها عملت على الكتاب زهاء 10 سنوات، حيث يناقش الكتاب المنزل الذي اشتراه جدها نيكولسكي في منطقة لينينغراد. ومن خلال الصور الفوتوغرافية ترصد المصورة الحالة الراهنة للمنزل، وتربطها بالمستندات والوثائق والأدوات التي تبقت من الزمن الغابر.

"اشترى غيورغي ميخايلوفيتش نيكولسكي، جدي، قطعة أرض في منطقة لينينغراد عام 1955، وبنى عليها منزلا، وكان قد عاد قبل ذلك التاريخ بعامين من كوليما، حيث قضى هناك 20 عاما سجينا سياسيا، بعدما قبضوا عليه بخصوص قضية اغتيال كيروف عام 1935. لم تنتظر زوجته، جدتي التي كانت تحمل طفلها منه (عمي)، وذهبت للعمل جيولوجية بجانب زوجها، لتحقق هناك نجاحات كبيرة استحقت عليها وسام لينين".

كانت قضية اغتيال كيروف من أكثر القضايا الشائكة والمعقدة والحساسة التي ألقي القبض بسببها على عدد كبير من الشخصيات. فبعد اغتياله في 1 ديسمبر 1934، بدأت محاكمات ما سمي بـ "مركز لينينغراد" في يناير من العام التالي، وبلغ عددها 5 محاكمات، وتوسعت قائمة المدانين على نحو كبير، فحكم على أكثر من 100 شخص بالسجن من 5-10 سنوات، ونفي 663 شخصا دون محاكمة، ونقل 325 شخصا من لينينغراد إلى مدن أخرى.

"لقد آثرت جدتي أن تلحق بزوجها دون أن تربط حياتها به، لذلك بحثت عن عمل في (دالستروي) وهي المؤسسة المعنية بتعمير الشرق الأقصى، ومقرها في ماغادان (المسافة من موسكو إلى ماغادان 9 ساعات طيران) وأنشئت عام 1931. وكانت تستخدم العمالة من المعتقلين والمنفيين السياسيين وغيرهم. التحقت جدتي بالعمل في تلك المؤسسة كجيولوجية، وتمكنت في ظل بعض القيادات من لقائه، وحتى العيش معه حيث كانت ظروف الاعتقال تختلف باختلاف الإدارات. وأحيانا ما كان يسمح لجدي بالخروج والعيش في القرى".

من أجل تصوير هذا الكتاب، سافرت نيكولسكايا إلى القريتين اللتين عاش فيهما الجد والجدة، وهما قريتا سيمتشان وأراتوكان. للبحث عن تاريخ جدها وجدتها.

"لا يمثل هذا الكتاب بالنسبة لي مجرد ألبوم صور عائلي، ولو أنه يبدو كذلك، وإنما تعاملت معه، على مدار 10 سنوات الآن، كقصة عائلتي الصغيرة، التي تحمل طياتها بطل الحكاية، وهو المنزل في هذه الحالة، والذي أقص من خلاله حكاية الوطن أيا كان هذا الوطن.

فبالنسبة لي الاتحاد السوفيتي وطن، وروسيا وطن، والآن أتعامل مع القاهرة ومصر كوطن ثان. مفهوم الوطن في حد ذاته هو ما يدفعني دفعا لطرح الأسئلة، والترحال من أجل الحصول على إجابات عن هذه الأسئلة.

"البيت الذي بناه جدي" هو إحدى الإجابات على الأسئلة التي أطرحها على نفسي. وإذا كان كتاب "تراب" الذي ناقشت من خلاله قصة القصور المهجورة من قرون مضت، وتناساها الزمن. بينما تركنا حائرين أمام أسئلة خاصة بتلك اللحظة السحرية التي تحول فيها هذا البيت/القصر/المبنى/المنشأ من مبنى حي، يقطنه أناس، ويتحرك حوله بشر، ويعج بالطاقة البشرية من كل صوب، إلى بيت/قصر/مبنى/منشأ مهجور، يعلوه التراب، ويتحول مع الوقت إلى قطعة أرض يتهافت عليها المستثمرون كي يتخلصوا من المبنى القديم لبناء آخر عصري تسكنه مئات العائلات. فإنني هنا في "البيت الذي بناه جدي" أناقش مفهوم الإنسان والوطن، ما هو الوطن بالنسبة للإنسان/المواطن، وما هو الإنسان/المواطن بالنسبة للوطن. أطرح ذلك من خلال رحلاتي الطويلة والممتدة ما بين لينينغراد ثم بطرسبورغ ثم ستوكهولم (بعدما أصبحت مقيمة هناك)، والآن القاهرة وقبلها موسكو".  أحكي ذلك من خلال مروري كمواطن وكإنسان بالبيريسترويكا، ثم انهيار الاتحاد السوفيتي، وتحول مدينة لينينغراد إلى بطرسبورغ، مع بقاء المناطق المحيطة بها بنفس الاسم "منطقة لينينغراد"، أحكي ذلك اليوم في ظل الفيروس القاتل الذي يضعنا جميعا أمام أسئلة كونية عامة، حول الحدود والمسافات والجدران العازلة وقطع خطوط الطيران والعزل الطبي (الكارانتين)".

تحكي نيكولسكايا التاريخ بلسان الصور، لا بأبجدية الكلمات، ومن خلال مواطنين عاديين، وعائلة بسيطة مرت شأنها شأن ملايين العائلات السوفيتية/الروسية بما مر به الاتحاد السوفيتي ومن بعده روسيا.

المصدر: RT

موافق

هذا الموقع يستخدم ملفات تعريف الارتباط .بامكانك قراءة شروط الاستخدام لتفعيل هذه الخاصية اضغط هنا

مراسم تشييع الرئيس الإيراني الراحل ورفاقه في مدينة تبريز