هل توجد في "الماس" فعلا قوة سحرية خارقة؟
يُشبه التعرف على الماس عن قرب تأمل كومة مصقولة من هذه الأحجار الطبيعية الثمينة الرائعة وهي تتراقص مع الضوء. لا يغير من ذلك شيئا كونه "كربون نقي متبلور"، صُقل في حرارة وضغط شديدين.
الماس الذي سحر البشر منذ القدم، تشكل قبل حوالي 3.5 مليار عام على أعماق تتراوح بين 150 إلى 800 كيلو متر، ثم ظهر على السطح بفعل الثورات البركانية على شكل " الكمبرلايت"، وهي تراكيب جيولوجية بركانية أنبوبية الشكل، تكون في الغالب مصدرا رئيسا لهذه الأحجار الكريمة.
اللافت أن الماس لا تقتصر فائدته على "الزينة" في هيئة مجوهرات بديعة متلألئة، بل يُستخدم أيضا في أدوات القطع وفي المعدات الطبية، وفي مجال جديد في علوم الكمبيوتر هو "الحوسبة الكمومية".
كل ذلك يتأتى بفضل صلابته وقدرته الفائقة على التوصيل الحراري. إضافة إلى ذلك يُعد "الماس النانوي"، أو الصناعي أساسيا في صناعة أجهزة الليزر الفائقة والأدوات الجراحية.
من الحقائق اللافتة أن الماس على الرغم من تصنيفه على مقياس "موس" للصلابة ومقاومة الخدش بدرجة 10/10، لكنه يمكن أن يتشقق أو يتحطم إذا ارتطم بزوايا معينة نتيجة لاختلاف درجات صلابته.
هناك من يعتقد أن الماس يحتفظ بقيمته، إلا أن ذلك غير صحيح. قيمة الماس تنخفض مباشرة بعد الشراء شأنها في ذلك شأن السلع الأخرى باهظة الثمن كفساتين الزواج والسيارات والهواتف الذكية. المجوهرات الماسية التي تحتفظ بقيمتها وقد تصل إلى أرقام فلكية هي تلك الأكثر ندرة.
من بين الشائع أيضا، الاعتقاد أن الماس بما أنه يتكون من مركبات الكربون، فذلك يعني أنه يمكن أن يحترق ويتحول على رماد، إلا أن الأمر ليس بهذه البساطة.
على الرغم من منشئه كربوني، إلا أن مركبات شبكته البلورية قوية جدا. لهذا السبب يبدأ الماس في الاحتراق في بيئة هوائية عند حرارة 1000 درجة مئوية، وفي الفراغ عند حرارة 2000 درجة مئوية، ويصبح هباء في غضون 30 دقيقة.
بالمناسبة، روسيا هي أكبر منتج للماس في العالم، وقد أنتجت 33 مليون قيراط في عام 2024. توجد الرواسب الرئيسة في جمهورية "ساخا" الواقعة في أقصى الشرق الروسي، تليها في المرتبة الثانية، بوتسوانا التي استخرجت 24.7 مليون قيراط في عام 2024.
إلى جانب الماس الطبيعي يوجد نوع آخر صناعي وهما يتطابقان كيميائيا، إلا أن الصناعي أرخص بنسبة تتراوح بين 30 إلى 70 بالمئة.
الماس الصناعي يُنتج في مختبرات خاصة، وهو في العادة يحتوي على شوائب أقل ويتميز بدرجات لون أعلى من الماس الطبيعي.
بطبيعة الحال، الحديث عن الماس الطبيعي أكثر تألقا وشاعرية من الصناعي. على مر التاريخ نسجت ثقافات مختلفة العديد من الأساطير المدهشة حوله، وغلفته بهالة من المعتقدات والرموز.
من ذلك أن الإغريق والرومان القدماء اعتقدوا أن الماسات، هي شظايا من نجوم متساقطة أو دموع ربانية متبلورة، مشبعة بقوة سماوية، فيما عزت التقاليد الهندوسية تكون الماسات من نزول الصواعق على الصخور.
اعتقد القدماء وجود قوة سحرية خارقة في الماس، ولذلك غرس المحاربون الرومانيون والهنود ماسات في دروعهم، واعتقدوا أنها ستحرسهم وتحميهم من سيوف أعدائهم.
أما كبار الهنة العبرانيين فقد استخدموا الماس بمثابة جهاز لكشف الحقائق. أثناء النظر في القضايا الشائكة، كانوا يخرجون الماس أمام المشتبه بهم، وإن خف بريقها أمامهم كان ذلك إثباتا أنهم مذنبون.
اعتقد أيضا في القديم أن وضع قطع الماس في زوايا البيت يقي من الصواعق، فيما أرتجى الأوروبيون في القرون الوسطى من هذا الحجر الكريم والثمين أكثر، وارتدوها معتقدين أنها تعالج الأمراض من الاكتئاب حتى الالتهابات.
المصدر: RT
إقرأ المزيد
ماسة نادرة نصف وردية تخطف الأنظار بجمالها الفريد!
اكُتشفت ماسة نادرة نصف وردية اللون في بوتسوانا تزن 37.41 قيراطا (نحو 7.5 غرامات)، وُصفت بأنها واحدة من أروع وأندر الجواهر في العالم.
ألماس نادر يكشف أسرارا جيولوجية عميقة
اكتشف فريق من العلماء عينتين نادرتين من الألماس في أحد مناجم جنوب إفريقيا، تحملان معلومات فريدة عن الكيمياء الداخلية للأرض وطريقة تكوّن الألماس في أعماق كبيرة.
بفضل الألماس.. خطوة جديدة نحو تطوير أجهزة الزراعة الطبية بلا بطاريات
طوّر باحثون من جامعة RMIT جهازا تجريبيا ثلاثي الأبعاد مصنوعا من مزيج من الألماس والتيتانيوم، قادرا على توليد الكهرباء من حركة السوائل واستقبال الطاقة لاسلكيا عبر الأنسجة.
قطرة واحدة تكفي ليومين.. كيف يصنع العرب عطوراً تأسر أنوف أوروبا بلا كحول؟
تمكنت صناعة عربية من الدخول في منافسة صعبة ومعقدة مع نظيراتها الأوروبية الشهيرة في العالم. لم تنجح في ذلك فقط بل تبوأت مكانة في مقدمة السوق العالمية، إنها صناعة العطور العربية.
سر الأسرار: "لا تخرج من سجنك مهما طال قبل أن تفكر 7 أيام"!
حين أبلغ بأن أبواب السجن ستفتح أمامه من دون قيد أو شرط بعد 27 عاما قضاها خلف الجدران، لم يهرول إلى الباب، بل طلب مهلة لمدة أسبوع. هذا ما فعله نيلسون مانديلا في 10 فبراير 1990.
من طوكيو إلى القاهرة مرورا بموسكو ومدريد!
بعد مرور أكثر من ألف عام، تم نقل العاصمة اليابانية من مدينة كيوتو إلى طوكيو في 17 يوليو 1868، في خطوة رسخت استعادة سلالة "ميجي" لسلطتها الكاملة على البلاد.
بيروت تشهد "أكبر سرقة مصرفية في التاريخ".. فمن السارق؟
لم تحدث أكبر سرقة مصرفية في العالم في ظروف استثنائية فحسب، بل وبقيت غامضة في كل شيء حتى في قيمة ما نُهب، واتهم بها الجميع بما في ذلك اثنان من أجهزة الاستخبارات الكبرى.
منشط "النازيين" القاتل!
حلم بعض القادة العسكريين على مر التاريخ بامتلاك جيش لا يشعر بالتعب. جيش من المقاتلين الحديديين القادرين دائما على تجاوز أي عقبات، لا يعطلهم نوم، ولا يوقفهم جوع أو عطش ولا ألم.
الفارس الذي مات وسيفه بيده!
يعرف الكثيرون "أبو عبد الله الصغير"، آخر ملوك الأندلس، وربما والدته عائشة وعبارتها الشهيرة "ابكِ كالنساءِ ملكا لم تدافع عنه كالرجال"، لكن قلة تعرف الفارس الأسطوري إبراهيم العطار.
التعليقات