لامي يحذر من "لحظة خطر" بعد الضربة الأمريكية لإيران

حذر وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي الغرب من "لحظة خطر" بعد تعهد إيران بالرد على الضربة الأمريكية لمواقعها النووية.

ويأتي هذا التصعيد عقب تنفيذ إدارة دونالد ترامب ضربات جوية على منشآت فوردو وأصفهان ونطنز، رغم دعوات رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر المتكررة لخفض التصعيد في الأيام التي سبقت الهجوم.

إقرأ المزيد

بريطانيا ترفع حالة التأهب في قواعدها العسكرية في الشرق الأوسط تحسبا لرد إيراني

وعند سؤاله عن مدى قلق الحكومة البريطانية من احتمال وقوع رد إيراني، قال وزير الخارجية: "هذه لحظة خطر"، مضيفا: "هناك جيران في المنطقة يشعرون بقلق بالغ مما قد يفعله الحرس الثوري الإيراني، وما قد يقرّره المرشد الأعلى. لا أحد منا يرغب في رؤية تصعيد".

وتابع لامي موضحا: "كنت واضحا تماما للنظام الإيراني، سيكون من الخطأ الفادح والكارثي إطلاق النار على القواعد الأمريكية في المنطقة في هذا التوقيت. لدينا قوات منتشرة هناك، وسيكون ذلك تصرفا كارثيا".

وقال إن التواصل مع النظام الإيراني يواجه صعوبة بالغة في الوقت الحالي، موضحا أن "المرشد الأعلى موجود في مكان ما داخل إيران، في ملجأ تحت الأرض".

وأضاف: "التواصل معه ليس سهلً، لكنني أحثهم على التراجع في هذه اللحظة الحرجة".

وقد جاءت هذه التصريحات بعد أن حذر الوزير في الحكومة، جوناثان رينولدز، من أن التهديد الإيراني للمملكة المتحدة بلغ "مستوى كبيرًا" وقد يتفاقم بعد الضربات الأمريكية.

وقال وزير الأعمال، في تصريحات خلال عطلة نهاية الأسبوع، إن "لا يمر أسبوع دون أن تتعرض البنية التحتية الوطنية الحيوية في بريطانيا لهجوم إلكتروني من قبل إيران"، مضيفا أن من "السذاجة" الاعتقاد بأن هذا التهديد لن يتصاعد.

وعقب تنفيذ الضربات، أيد ستارمر إدارة ترامب، واصفا البرنامج النووي الإيراني بأنه "تهديد جسيم للأمن الدولي".

لكن في المقابل، رفض لامي يوم الإثنين الدفاع عن الضربات الأمريكية على إيران أو تأكيد ما إذا كانت قانونية أو حتى "الخطوة الصحيحة".

وفي مقابلة مع على إذاعة "بي بي سي راديو 4"، وُجه إليه السؤال أربع مرات حول مدى قانونية الهجمات على المنشآت النووية الإيرانية.

وكان ردّه المتكرر: "لم نكن طرفا في هذه العملية، ومن مسؤولية الأمريكيين مناقشة المسائل القانونية المتعلقة بها".

وعندما سئل عما إذا كانت تلك الضربات "الخطوة الصحيحة"، أجاب لامي: "لقد قلت إننا لم نشارك في هذا العمل العسكري".

وفي الوقت ذاته، حذر ستارمر من أن النزاع قد يمتد إلى ما هو أبعد من المنطقة.

وقال: "هذا خطر على المنطقة، وخطر يتجاوزها، ولهذا فإن كل تركيزنا انصبّ على التهدئة، وإعادة الأطراف إلى طاولة المفاوضات، لمواجهة تهديد حقيقي يتمثل في البرنامج النووي الإيراني".

وقد جاءت تصريحاته بعد أن أطلقت إيران وابلا من الصواريخ الباليستية على إسرائيل ردا على التحرك الأمريكي، مؤكدة أنها "تحتفظ بجميع الخيارات" للرد.

وأصدرت وزارة الخارجية في طهران بيانا أدانت فيه ما وصفته بـ"العدوان العسكري الوحشي" من قبل ترامب ضد "المنشآت النووية السلمية في إيران".

وأضاف البيان: "إن الجمهورية الإسلامية الإيرانية عازمة بكل قوتها ووسائلها على الدفاع عن أراضيها وسيادتها وأمنها وشعبها ضد العدوان الإجرامي للولايات المتحدة".

وقد أصرّ النظام في طهران على أن برنامجه النووي ذو طابع سلمي، لكن مستويات تخصيب اليورانيوم التي بلغها تجاوزت بكثير ما هو مطلوب لتشغيل محطات توليد الطاقة.

المصدر: "الإندبندنت"