قره باغ: حريق في السافانا

أخبار الصحافة

قره باغ: حريق في السافانا
انسخ الرابطhttps://ar.rt.com/oy03

نشرت زافترا" نص لقاء مع الباحث الاجتماعي والمؤرخ العسكري، سيرغي بيريسليغين، حول مخاطر خضوع أذربيجان لإرادة أردوغان.

وجاء على لسان بيرسليغين، في اللقاء الذي أجرته نتاليا لوكوفنيكوفا:

بالطبع، في هذا الصراع، تمتلك أذربيجان جيشا وأسلحة أفضل، وعددا أكبر من الناس. وتساعدها تركيا العضو في الناتو. وهذا يعني أن بقية أعضاء الحلف، على الأقل، لن يقفوا ضدها.

لكن لا ينبغي الاستهانة بالكفاءة القتالية للأرمن كجنود. فهذه الأمة الصغيرة، عاشت أكثر من 4000 عام في بيئة معادية. وعلى الرغم من تفوق القوة، سيكون من الصعب جدا على أذربيجان أن تسيطر على قره باغ. أعتقد بأنها لن تقدر على حل هذه المشكلة بشكل كامل.

هناك أيضا فخ آخر لأذربيجان. لنفترض أنها انتصرت في الحرب، وضمت قره باغ بالكامل، فهناك سؤال بسيط: من يود أن تكون له منطقة خطر دائمة داخل البلاد، ماذا ستكون قره باغ المحتلة بالنسبة لأذربيجان؟

أي أن إنهاء هذا الوضع غير مفيد لأذربيجان؟

استعراض قوتها لأرمينيا، والاستيلاء على بضعة كيلومترات مربعة من أراضيها، وإظهار قدرتها على نقل الحدود، وإذا لزم الأمر، ضم قره باغ بالكامل.. نعم، سيكون ذلك مثيراً للاهتمام بالنسبة لها. ولكن ليس أكثر من ذلك.

يجب أن لا يغيب عن البال أيضا أن أذربيجان ليست تركيا. على الرغم من كل الصلابة التي يمكن أن تظهرها في الحرب. فبعد الاستيلاء على قره باغ، لن تكون هناك إبادة جماعية من قبل الأذربيجانيين. هذا ليس من طبيعتهم الثقافية، ولا تصورهم عن العالم.

لكن أذربيجان تقع تحت نفوذ تركيا الشديد وغير السار. يمكن للأتراك المساعدة في حل مشكلة قره باغ للأذربيجانيين، وفي حالة معينة، المضي إلى "حل نهائي للمشكلة"، بالطريقة التي كان يفهمها أدولف هتلر. إلى ذلك، فإن المساعدة العسكرية التركية لأذربيجان، ناهيكم بالمشاركة أو التواطؤ في الإبادة الجماعية، ستربطهما بإحكام شديد، الأمر الذي سيحوّل أذربيجان، من دولة مستقلة ذات مستقبل مثير للاهتمام وفرص تنمية كبيرة إلى مجرد إقليم تابع للعالم التركي. بالطبع، هذا مربح للأتراك. ولكن ما حاجة القيادة البراغماتية الأذربيجانية إليه؟ هناك بعض الأمل لأرمينيا هنا، رغم أن الكثير يعتمد على قدرة القيادة الأرمينية على اتخاذ قرارات مرنة ومتوازنة بدرجة ما.

المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة أو الكاتب

تويتر RT Arabic للأخبار العاجلة
موافق

هذا الموقع يستخدم ملفات تعريف الارتباط .بامكانك قراءة شروط الاستخدام لتفعيل هذه الخاصية اضغط هنا