سلطان تونس!

أخبار الصحافة

سلطان تونس!
انسخ الرابطhttps://ar.rt.com/lnva

غلب سلطان النوم على عدد من مشاركي القمة العربية الثلاثين في تونس. واصطادت العدسات أحلامهم السارحة.

ولأن الجماهير العربية "من المحيط الهادر وحتى الخليج الثائر"، طلقت الأوهام والأحلام، وغادرت الآمال المرتجاة من القمم، فإنها لم تتوقع صحوة عربية، بعد عمر طويل من الاسترخاء على الآرائك الوثيرة عقب الولائم الدسمة.

لكن ما أثار تساؤل الملايين، كيف تحتفظ الجامعة العربية بكل هذه الصياغات والقوالب الجاهزة التي تتكرر منذ عقود، ولم يطرأ على جملها تغيير إلا في حروف الجر.

يختصر الأمين العام للجامعة العربية، انهيار الوضع العربي بجملة موجزة، التدخلات الإيرانية والتركية، الجملة التي رنت في قاعة تعالى ضجيج الحاضرين فيها إلى حد أن مضيف القمة، الرئيس التونسي الباجي قايد السبسي، طلب من الحضور، بأدب جم، الإنصات للخطباء والتوقف عن الأحاديث الجانبية" إكمالا للفائدة"!

لم يتجاوب الحاضرون مع الالتماس التونسي الرقيق، بل إن الضجة تعالت حين أخذ كبار الضيوف، يغادرون قاعة المؤتمر، أثناء سير الجلسة الافتتاحية، مع مرافقيهم، وحراسهم، وتشوشت الصور أمام عدسات الكاميرات، المحتارة بين تسجيل الوقائع، وبين رصد المنسحبين، والغافين.

وتحول اهتمام الصحافة، من تغطية وقائع القمة، إلى ضرب أخماس بأسداس على طريقة قارئ الفنجان، في تفسير لماذا غادر العاهل السعودي المؤتمر قبل انتهاء جلساته، ومتى انسحب أمير قطر، ولماذا غاب عدد كبير من القادة، وكيف حل الرئيس المصري فجأة في تونس، بعد تقارير عن أن مصر ستشارك بوفد أقل تمثيلا.

لم تتخذ القمة الثلاثون، قرارات لمواجهة المحن والمصائب التي تواجه الشعوب العربية، إنما اكتفت ببيانات الشجب والتنديد بصيغ جاهزة، تصلح للاستخدام  بعد ألف ليلة وليلة قادمات!

سلطان النوم في قمة تونس صار مادة لمواقع التواصل الاجتماعي ولتعليقات الظرفاء العرب الذي لولاهم، لما كان للحياة طعم في عالم، عجيب.. عجيب إلى حد الموت ضحكا!

سلام مسافر  

المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة أو الكاتب

تويتر RT Arabic للأخبار العاجلة
موافق

هذا الموقع يستخدم ملفات تعريف الارتباط .بامكانك قراءة شروط الاستخدام لتفعيل هذه الخاصية اضغط هنا

لحظة بلحظة.. تطورات الهجوم الإرهابي على مركز كروكوس التجاري بضواحي موسكو ومصير الجناة والضحايا