ماذا ينتظر السوريين في ظل فوز ترامب؟

أخبار العالم العربي

ماذا ينتظر السوريين في ظل فوز ترامب؟
صورة من الأرشيف
انسخ الرابطhttps://ar.rt.com/i6zt

يثير فوز الجمهوري دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية بالولايات المتحدة تساؤلات عديدة حول مستقبل السياسية الأمريكية في الشرق الأوسط، ولا سيما تجاه سوريا في الوضع الراهن.

وتجدر الإشارة إلى أن فوز ترامب في الانتخابات جاء في الوقت الذي تمر فيه سوريا، التي تمزقها الحرب منذ قرابة 6 سنوات، بمرحلة حاسمة بعد فشل الاتفاقات الروسية الأمريكية حول وقف القتال بحلب والتنسيق في محاربة الإرهاب. وسبق للجانب الأمريكي أن علق مشاركته في المفاوضات بشأن سوريا بانتظار حسم السباق الانتخابي الداخلي.

وكان ترامب قد رسم أولوياته بشأن الشرق الأوسط، ووضع على رأسها مكافحة الإرهاب، إذ قال في المناظرة الثانية مع منافسته الديمقراطية هيلاري كلينتون إن الرئيس السوري بشار الأسد "رجل سيئ" لكنه يجيد "قتل الإرهابيين".

وقدم ترامب موقفه من سوريا بصورة أكثر تفصيلا في مقابلة مع صحيفة "الغارديان" البريطانية، نشرت يوم 13 أكتوبر/تشرين الأول، إذ شدد على ضرورة تركيز اهتمام واشنطن على معالجة القضايا الداخلية، بدلا من "بناء دول" في الخارج.

وأوضح ترامب في تلك المقابلة، أنه على الرغم من تحفظاته بشأن خيار التدخل العسكري، إلا أن "هناك حالات معينة عندما نرى جرائم مروعة.. بما في ذلك (ما يفعله) داعش".

وفي الوقت الذي أكد فيه ترامب أنه مستعد لاستخدام القوة العسكرية في بعض الحالات – "عندما تكون هناك قضية ويمكنك أن تحل هذه القضية"، لكنه شكك في جدوى الجزء الأكبر من التدخلات الأمريكية عبر العالم على مدى السنوات الأخيرة، بما في ذلك ما وصفه بأنه سياسة أوباما غير المدروسة في سوريا.

وأعاد ترامب في هذا الخصوص إلى الأذهان التدخل الأمريكي العسكري لإسقاط صدام حسين، معتبرا أن العراق اليوم "بات كارثة"، متوقعا سقوط البلاد تحت سيطرة إيران و"داعش"، واستنتج قائلا: "أعتقد أنه علينا أن نركز على أنفسنا".

مستقبل الأسد

وقال ترامب خلال المناظرة ردا على كلينتون التي هاجمت روسيا واعتبرت أن عمليتها العسكرية في سوريا لا تستهدف تنظيم "داعش" على الإطلاق، قال: "إنني لست معجبا بالأسد على الإطلاق، لكن الأسد يقتل "داعش". روسيا تقتل "داعش"، إيران تقتل "داعش". أما الآن فيقف الثلاثة في صف واحد بسبب سياستنا الضعيفة".

وفي مقابلة صحفية مع وكالة "رويترز" شدد ترامب على أن هزيمة تنظيم "داعش" تحظى بالأولوية على إقناع الرئيس السوري بشار الأسد بالتنحي.

 وأكد ترامب: "ما ينبغي لنا فعله هو التركيز على تنظيم داعش، لا يجب علينا أن نركز على سوريا".

وقال إن الأسد أقوى بكثير الآن مما كان عليه قبل نحو ثلاث سنوات. وأضاف أن حمل الأسد على ترك السلطة أقل أهمية من هزيمة "داعش".

 واستدرك قائلا:"الأسد بالنسبة لي يأتي في الأولوية بعد تنظيم داعش".

 المعارضة السورية

كما أبدى ترامب شكوكا حول طبيعة المعارضة السورية المسلحة التي تدعمها واشنطن، وحذر من أن ممثلي تلك المعارضة قد يكونوا موالين لـ "داعش"

وهاجم سياسة إدارة باراك أوباما تجاه سوريا، باعتبار أنها تدعم "أشخصا لا نعرف هويتهم"، وحذر من أن هؤلاء "قد يكونوا" من "داعش"

واستدرك قائلا: "الأسد سيئ، لكن هؤلاء الأشخاص قد يكونوا أسوأ منه".

العملية العسكرية الروسية في سوريا

أعرب ترامب عن قناعته بأن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين "سيضرب داعش في سوريا لأنه لا يريد التنظيم أن يتوجه إلى روسيا".

وفي المقابلة مع وكالة "رويترز"، اعتبر ترامب أن خطة منافسته كلينتون حول سوريا التي تعد استمرارا لسياسة الرئيس المنتهية ولايته باراك أباما، "ستؤدي إلى حرب عالمية ثالثة" بسبب احتمال نشوب صراع عسكري مع روسيا.

وأضاف موضحا : "أنت لم تعد تقاتل سوريا.. أنت تقاتل سوريا وروسيا وإيران .. حسنا، روسيا بلد نووي.. لكنها بلد يكون فيه السلاح النووي في مواجهة الدول الأخرى التي تتكلم".

 كما أعرب ترامب في العديد من تصريحاته عن عزمه على بناء علاقات جيدة مع روسيا، بما في ذلك التعاون في محاربة الإرهاب.

الأسد: لا أضيع وقتي بالإصغاء إلى تصريحات كلينتون وترامب

بدوره سبق للرئيس السوري بشار الأسد أن قلل من أهمية تصريحات كل من ترامب وكلينتون حول سوريا، مشددا على أنه لا يصدقهما مهما يقولان.

وأضاف في مقابلة مع صحيفة "بوليتكا" الصربية، نشرت 3 نوفمبر/تشرين الثاني: "أعتقد أن النقاش بشأن هذه الانتخابات (الأمريكية) في سائر أنحاء العالم يدور حول من هو الأفضل.. كلينتون أم ترامب.. أما في سوريا  فإن النقاش(بشأن الانتخابات الأمريكية) يدور حول من هو الأسوأ، وليس من هو الأفضل. وبالتالي، لا أعتقد أن أياً منهما سيكون جيدا بالنسبة لنا".

وشدد قائلا: "إننا لا نثق بكلامهم..إنهم غير صادقين، بصرف النظر عما يقولون.. سواء قالوا كلاماً جيداً أو سيئاً".

وأوضح الرئيس الأسد أن السياسة الأمريكية ستعتمد على مجموعات الضغط، وعلى نفوذ التيارات السياسية المختلفة في الولايات المتحدة بعد الانتخابات. وأضاف: "لذلك فنحن لا نضيع وقتنا بالإصغاء إلى كلامهم وخطبهم.. إنه مجرد هراء".

المصدر: وكالات

أوكسانا شفانديوك

موافق

هذا الموقع يستخدم ملفات تعريف الارتباط .بامكانك قراءة شروط الاستخدام لتفعيل هذه الخاصية اضغط هنا