بوتين يفضل مواصلة الهدنة في حلب ويترك خيار استئناف القصف رهن التطورات الميدانية

أخبار العالم العربي

بوتين يفضل مواصلة الهدنة في حلب ويترك خيار استئناف القصف رهن التطورات الميدانية
انسخ الرابطhttps://ar.rt.com/i5p6

لم يسمح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بصفته القائد الأعلى للقوات المسلحة باستئناف القصف الجوي على مواقع الإرهابيين في حلب السورية، ممددا بذلك الهدنة الإنسانية.

وقال دميتري بيسكوف الناطق الصحفي باسم الرئيس في معرض تعليقه على طلب توجهت به هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة إلى الرئيس بشأن استئناف الضربات الجوية على التنظيمات المسلحة غير الشرعية في أحياء حلب الشرقية: "الرئيس الروسي يعتبر استئناف الغارات الجوية في حلب أمرا غير مفيد في الوقت الراهن".

وشدد على أن هذه الهدنة الإنسانية المتمثلة في تعليق تحليق الطيران الروسي والسوري، تشمل حلب فقط.

وأكد بيسكوف أن الرئيس الروسي هو من سيتخذ القرار حول الاستئناف المحتمل للقصف الجوي على مواقع الإرهابيين.

واستدرك قائلا: "هيئة الأركان الروسية تتولى القيادة العملياتية والتكتيكية. وفيما يخص وضع المهمات الاستراتيجية واتخاذ القرارات الاستراتجية، فيتخذها، طبعا، القائد الأعلى للقوات المسلحة الروسية".

وأضاف أن بوتين لدى اتخاذ تلك القرارات سيعتمد على تقييمات هيئة الأركان الروسية والبيانات حول التطورات الميدانية.

وتابع: "الرئيس الروسي يرى إمكانية لتمديد الهدنة الإنسانية لإجلاء المصابين ولخروج المسلحين الراغبين في الانسحاب من المدينة".

وأضاف أن هناك أمرا مهما آخر، إذ يمنح هذا القرار واشنطن إمكانية الاستفادة من تمديد الهدنة، للوفاء بالتزاماتها الخاصة بالفصل بين المعارضة المعتدلة والإرهابيين.

ولم يشر الناطق باسم الرئيس الروسي إلى الحدود الزمنية للهدنة الإنسانية، مضيفا أنه لايستطيع الإجابة عن سؤال متى سيعود بوتين إلى النظر في إمكانية استئناف الغارات على حلب؟ واستدرك قائلا: "يمكنني أن ألفت انتباهكم إلى أن الهدف الأولي يكمن، من وجهة نظر الرئيس، في ضمان خروج المصابين، والسماح للمسلحين الراغبين في ذلك، بالانسحاب من المدينة".

وردا على سؤال حول اتصالات محتملة بين الرئيسين الروسي والأمريكي حول الوضع في حلب، قال بيسكوف إن بوتين لا يخطط في الوقت الراهن لإجراء أي اتصالات مع نظيره الأمريكي.

يذكر أن وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو أمر بتعليق طلعات الطيران الروسي في سماء حلب يوم 18 أكتوبر/تشرين الأول، تمهيدا للهدنة الإنسانية التي أعلنتها روسيا في حلب أيام الخميس والجمعة والسبت من الأسبوع الماضي. وانضم الطيران السوري إلى هذه المبادرة.

الأركان الروسية: الإرهابيون استغلوا تعليق طلعات الطيران الروسي والسوري فوق حلب

وكانت هيئة الأركان العامة للجيش الروسي قد أعلنت أنها طلبت من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بصفته القائد الأعلى للقوات المسلحة، السماح باستئناف الضربات الجوية على الإرهابيين في حلب السورية.

وأوضح الفريق سيرغي رودسكوي رئيس إدارة العمليات في هيئة الأركان أن هذا القرار اتخذ بسبب استمرار سفك دماء المدنيين، ومسارعة الإرهابيين إلى استئناف الأعمال القتالية ضد القوات الحكومية. وذكر بأن تعليق تحليق الطيران الروسي والسوري فوق حلب مستمر منذ 10 أيام.

وقال: "توجهنا إلى القائد الأعلى للقوت المسلحة بطلب استئناف الضربات الجوية على التشكيلات المسلحة غير الشرعية في حلب الشرقية".

وشدد رودسكوي قائلا: "لليوم العاشر على التوالي، يستمر تعليق طلعات طائرات القوات الجوية والفضائية الروسية وسلاح الجو السوري في منطقة عمقها 10 كيلومترات حول حلب. وعلى الرغم من ذلك، يبقى الوضع حول المدينة صعبا جدا".

وذكر رودسكوي بأن الإرهابيين استغلوا هذا التعليق، وشنوا في الساعة 11.20 صباح يوم الجمعة 28 أكتوبر/تشرين الأول، هجوما باتجاه أكاديمية الأسد العسكرية في منطقة الحمدانية. وأوضح أن 3 مجموعات للمسلحين شاركت في الهجوم، انطلاقا من مناطق غربي المدينة، بدعم 20 دبابة و15 مدرعة، ووابل من نيران المدفعية والراجمات.

من جانب آخر، شن المسلحون المحاصرون في أحياء حلب الشرقية، هجوما متزامنا باتجاه أحد الممرات الإنسانية المفتوحة لخروج المدنيين من تلك الأحياء.

وأكد رودسكوي أن هذا الهجوم أدى إلى مقتل عدد كبير من المدنيين وعسكريي الجيش السوري. وأكد أنه تم صد كافة الهجمات، بالإضافة إلى  تدمير 8 دبابات و5 مدرعات.

وأوضح المسؤول العسكري الروسي أن عمليات القصف من جانب المسلحين في حلب، أدت خلال الأيام الثلاثة الماضية، إلى مقتل 43 شخصا وإصابة 96 آخرين في أحياء حلب الغربية.

وأكد رودسكوي أن كافة الممرات الإنسانية التي سبق أن فتحت لخروج المدنيين من الأحياء الشرقية، مازالت مفتوحة وتعمل على مدار الساعة.

وشدد على أن سبب فشل العملية الإنسانية في شرق حلب، يعود إلى ضعف الإجراءات التمهيدية لها من جانب الأمم المتحدة، وإخفاق واشنطن والدول المعنية الأخرى في الاستفادة من تأثيرها على "المعارضة المعتدلة" في حلب الشرقية.

وأضاف أن الجانبين الروسي والسوري، مستعدان، رغم كل ذلك، لإعلان فترات تهدئة جديدة في المدينة ولإحلال نظام وقف إطلاق النار.

وشدد قائلا: "إننا نتخذ كافة الإجراءات لاستعادة استقرار الوضع. ونحن مستعدون للنظر في أي مقترحات حول تحسين الوضع الإنساني بحلب، بما في ذلك إعلان فترات تهدئة إنسانية، شريطة عدم استخدامها من قبل المسلحين لتحقيق أغراضهم".

وكشف أن الخبراء الروس يعملون مع نظرائهم من الولايات المتحدة وعدد من دول منطقة الشرق الأوسط من أجل وضع مقترحات جديدة حول استعادة استقرار الوضع في حلب.

الأركان الروسية: تنامي حصيلة القتلى المدنيين مع تكثيف غارات التحالف على الموصل

كما كشف رودسكوي عن تكثيف التحالف الدولي بقيادة واشنطن للغارات الجوية في محيط الموصل، بما في ذلك باستخدام قاذفات "بي-52" الاستراتيجية. ورجح أن يؤدي ذلك إلى تنامي الخسائر في صفوف السكان المدنيين.

وذكر أن طائرة حربية أمريكية شنت في 24 أكتوبر/تشرين الأول غارة على مدرسة في تلكيف شمالي الموصل، ما أدى إلى سقوط قتلى ومصابين. وفي 23 أكتوبر/تشرين الأول، وجهت طائرات أمريكية ضربة بما لا يقل عن 5 صواريخ موجهة إلى حي سكني في مدينة الشورة جنوبي الموصل.

وأكد أن وزارة الدفاع الروسية تقدم كافة البيانات المتوفرة لديها حول تلك الغارات لوسائل الإعلام، معربا عن أمله في أن تفي واشنطن بوعدها الخاص بإجراء تحقيق في تلك الحوادث.

المصدر: وكالات

أوكسانا شفانديوك

موافق

هذا الموقع يستخدم ملفات تعريف الارتباط .بامكانك قراءة شروط الاستخدام لتفعيل هذه الخاصية اضغط هنا